23 ديسمبر، 2024 9:27 م

وزير المالية هوشيار زيباري يتصرّف بأموال الشعب العراقي خلافا للقانون

وزير المالية هوشيار زيباري يتصرّف بأموال الشعب العراقي خلافا للقانون

قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي عقده في مبنى وزارة المالية الأربعاء 19 / نوفمبر , أنّ وزارته قامت بتحويل مبلغ583 مليار دينار وهو ما يعادل 500 مليون دولار , بناءا على الاتفاق الذي تمّ التوّصل إليه مؤخرا بين الحكومة الاتحادية ممثلّة بوزير النفط وحكومة إقليم كردستان ممثلّة برئيسها , وقال الوزير أنّ الاتفاق يقضي بقيام الإقليم تسليم 150 ألف برميل يوميا إلى وزارة النفط الاتحادية , وقد باشرت سلطات الإقليم بتسليم كميات النفط من يوم أمس إلى خزّانات شركة سومو في مرفأ جيهان التركي , وأشار أيضا إلى أنّ هذه دفعة أولية لمستحقات الإقليم وسوف تتبعها دفعات أخرى .
ومن المعلوم إنّ هذا الاتفاق الذي تمّ بين وزير النفط السيد عادل عبد المهدي وحكومة إقليم كردستان , لم تجري مناقشته داخل مجلس الوزراء الاتحادي ولم يتّخذ به أي قرار حتى هذه اللحظة , وبالتالي فإنّ هذا الاتفاق لا يعتبر نافذا من الناحية القانونية ما لم يكن قد تمّ مناقشته وإقراره داخل مجلس الوزراء , والأكثر غرابة قيام وزير المالية السيد هوشيار زيباري بصرف هذا المبلغ إلى حكومة الإقليم من دون أن يكون هنالك قرار من مجلس الوزراء يخوّله صلاحية صرف مثل هذا المبلغ , حيث أنّ قرار الصرف لم يتّخذ في اجتماع مجلس الوزراء في 18 / نوفمبر المنشورة مقرراته في الصفحة الرسمية للأمانة العامة لمجلس الوزراء , وبالتالي فليس من صلاحيات وزير المالية أن يتصرّف بأموال الشعب العراقي بهذا الشكل اللاقانوني حتى وإن كان قد أطلع رئيس مجلس الوزراء على هذا التصرّف , فصرف مثل هذا المبلغ يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء وهذا لم يحصل مطلقا .
إنّ التصرّف بأموال الشعب العراقي بهذا الشكل اللاقانوني من قبل وزير المالية الكردي , من شأنه أن يدفع الوزير مستقبلا للتصرّف بأموال الشعب العراقي بناءا على أوامر تأتيه من رئيس إقليم كردستان , وقد يدفعه سكوت رئيس مجلس الوزراء وتغاضيه المتعمّد عن هذا التجاوز , للتمادي أكثر وأكثر في المستقبل , خصوصا إذا عرفنا أنّ هنالك الكثير من المسائل العالقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية , ومن جملة هذه المسائل مطالبات كردية بأموال ومستحقات لهم يعتقدون أنّها بذمة الحكومة الاتحادية , إنّ هذا التصرّف اللاقانوني يضع مجلس الوزراء ومجلس النوّاب القيام بواجباتهم الدستورية والقانونية في الحفاظ على أموال الشعب العراقي من الضياع والنهب .