الرسالة التي وجهها القائد الميداني لتنظيم داعش الإرهابي التي دعى فيها مقاتلي التنظيم بضرورة اخذ الحيطة والحذر من اختراق صفوف التنظيم من قبل المقاتلين العراقيين واغلاق باب الانضمام لصفوف التنظيم على العراقيين فقط ، حيث اعترف أبو بكر البغدادي، أن جهاز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب العراقي قام باختراق صفوف التنظيم، وان خسائر كبيرة تعرض لها التنظيم في العراق بسبب هذا الاختراق.
البغدادي في رسالته الاخيرة أشار إلى أن الخسائر كانت في منطقة جرف الصخر وتكريت وزمار، وسببها اختراق الحكومة العراقية، اذ أوصىفي رسالة نشرها أبو حفصه المهاجري، قياداته بعدم قبول عناصر عراقية جديدة تريد الالتحاق بالتنظيم خوفا من الاختراق، مؤكداً “سنكتفي بما يأتينا من المجاهدين من خارج دولة العراق، لأننا لم نعد نثق بالولاءات العراقية”.
هذا الخطاب الأخير كشف أمرا مهما وهو تراجع التمدد الكبير والخطير لداعش ، على اثر الهزائم التي مني بها في جرف الصخر وزمار والمناطق الاخرى ، الامر الذي يعد انتكاسة كبيرة في التحرك والزحف الداعشي المزعوم نحو بغداد .
كما ان الخطاب متناقض تماما مع ما يجري على الارض لان التنظيم بدا منكسرا ، مع قتل العديد من قيادته وهروب القسم الاخر منهم الى سوريا ، هذا كله أدى الى انكسار جبهاتهم وتراجع تمددهم الى داخل الموصل ، خصوصا مع بدء الضربات الجوية العراقية على تجمعات التنظيم في شمال بغداد والموصل والانبار ، كما ان الحديث عن اختراق في داخل التنظيم أمرا غريب خاصة اذا علمنا ان التنظيم اغلب رجاله هم من مكون واحد ، ما توفر الحواضن الأمينة لهم في المناطق التي سيطروا عليها في شمال بلد وديالى والانبار ، لهذا الحديث عن اختراق في داخل التنظيم ما هو الا تغطية على الانكسارات الكبيرة التي تعرض لها في الايام الاخيرة والتي بالتأكيد ستكون نهاية التنظيم على الأقل في البلاد .
هناك ثلاث نهايات محتملة لتنظيم داعش ، وهي مرتبطة بتكاتف جهود المجتمع الدولي لضربه ، فعندما تتحرك الولايات المتحدة لوضع حد لأجرام “داعش ” فبالتأكيد سيكون هناك جهود دولية تتعاون مع جهود أمريكا في هذا الجانب ، وهنا يمكن ان ندق ناقوس نهاية داعش ، حيث سينتهي هذا التنظيم الإرهابي الى ثلاث احتمالات :-
الاول ) نهاية التنظيم الى وضع مأساوي على اثر الخسارات المتلاحقة له في مختلف الجبهات سواء السورية منها او العراقية وانحسار انتشاره في مناطق محددة مع توجيه الضربات الجوية له في شمال العراق وسوريا .
الثاني ) التفكك والانقسام داخل تشكيلاته على اثر الخسائر التي مني بها في اغلب المعارك سواء كانت في جرف الصخر او زمار او آمرلي او غيرها من المدن العراقية ، وكذلك مقتل اغلب قيادات هذا التنظيم وهروب الاخر منهم .
الثالث ) انتهاء دورهم باعتبارهم ورقة صنعتها القوى الغربية للاستفادة منهم في وقت معين وانتهاء دورهم في العراق ، مما يعني اختفاهم وذوبان وجودهم على الارض . الحرب على داعش ستكون طويلة وستستغرق أعواماً والمراهنة على ضرورة التنسيق بين أطراف التحالف الدولي ومدى الالتزام بتنفيذ مقررات اجتماع الدول الأخير حول تنسيق الجهود من اجل القضاء على تهديد “داعش” في المنطقة وتقويض دوره ، خصوصاً مع قناعة بعض أطراف التحالف بان اي تهاون او تراجع في المعركة ستكون أثمانه كبيرة وفادحة مما يعني فرض خطة بايدن التقسيمية للمنطقة .