مشكلة المظلومين وعلى مر التأريخ انهم محشورون على الدوام بين خازوقين ما أن يزاح عن الأول ” السلطان الظالم ” حتى يجلس على الثاني ” الثائر الأظلم ” وهكذا دواليك يتنقل الأنسان المسحوق ، الفقير ، المعدم ، العاطل ، المريض ، بين الخوازيق ..كان الظالم – أي ظالم – يقطع رأسه ويقتلع لسانه ويصادر بيته ، ويجلد ظهره إن لم يردد شعار ” كلنا فداء الرئيس ” أو ” بالروح بالدم نفديك يا زعيم ” أو “الى الموت” أخذنه من أجل توطيد ملكه وعرشه باسم الوطن ” فيما أولاده وأقرباؤه يتسكعون في فنادق اوربا ويلعبون القمار من خيرات الشعب على موائدها ، ويزدادون ثراء ، ويرافقون البغايا من كل جنس وشكل ولون ، ويركبون السيارات الفارهة فيما الفقير – حسرة عليه يركب زمال – حفلات رقص وغناء وكوكتيل وتنكري وأعياد ميلاد وهالوين وفالنتاين ورأس السنة ، ديسكو ، وتويست ، وراب ، ومكارينا ، وتانغو ، وسامبا ، ورابما وما على المسحوق الا ان يردد وبأعلى صوته ” هلا بيك هلا وبجيتك هلا ” واكرر في أي نظام وليس فيما سينصرف إليه ذهن بعضهم تحديدا .
بالمقابل هناك سيف ثائر قرر في لحظة ما ان ينتفض ضد الطغيان – ذاتيا أو مخابراتيا – محليا أو إقليميا أو دوليا – فأن هذا الثائر فيما لو قدر له ان ينجح في الثورة فأنه سيسير على خطا من سبقه حذو النعل بالنعل بل وسيزيد عليه أساليب ظلم وطغيان جديدة لم تخطر على بال ابليس الأول ” المسمى حاكما ” ولاشك ان أخطر الفترات التي تمر على المظلومين هي تلك الانتقالية ، قبيل نجاح الثورة . الانتفاضة ، الانقلاب ، حيث فرسان الثورة يقطعون رقاب وأعناق الفقراء من جهة ، والطاغية يقصفهم بالدبابات والطائرات والراجمات ويطلق عليهم كلابه وميليشياته من جهة أخرى !! الظالم يهتك أعراضهم وينتهك حرماتهم لأنهم متعاطفون مع الثورة ، والثوار يصادرون ممتلكاتهم واموالهم لأنهم لم يثوروا على النظام ، وهكذا الى ان تنتهي الثورة أو – الفورة بمعنى ادق – بانتصار احدهما ليكتشف الفقير في نهاية المطاف ان هذي العصا من تلك العصية ولا تلد الحية الا الحية ..أو ” راح كلب أبيض وجاء كلب أسود ” ولله در القائل :
مات في البرية كلب .. فاسترحنا من عواه
خلّف الملعون جرواً … فاق في النبح أباه !!
يبقى هناك سؤال سألني بالأمس أحدهم إياه “كيف لنا ان نميز بين السيف الثائر الحق وبين السيف المارق الباطل اذ من غير الممكن ان نعارض الثورة ضد الباطل أو نقف ضدها على طول الخط وفي كل زمان ومكان ؟ ! قلت السيف الحق شعاره ” أشداء على الكفار رحماء بينهم ” فأن كان السيف شديدا على الكفار ، شديدا على المتقين الأطهار فهذا سيف باطل مارق … وان كان السيف رحيما بالكفار شديدا على الأخيار فهو مارق ..وان كان رحيما بالمظلومين رحيما بالظالمين فهو مارق ..السيف الحق شديد على الظالمين رحيم بالمظلومين ولنا في سيف عمر المختار ، و أسد الأرياف عبد الكريم الخطابي ، وعبد القادر الجزائري ، أمثلة يحتذى حذوها ومن العالم جيفارا وهوشي منه وباتريس لوموموبا …السيف الثائر شعاره سنملأ العالم ضجيجا حتى لا يستلقي الحقراء على أكتاف التعساء و الفقراء والضعفاء فأن كان خلاف ذلك فلا . أودعناكم