يؤكد مختصون بالشأن العراقي أن قادة المكون السني من كبار قيادي الحكومة والبرلمان وفي رئاسة الجمهورية لايحسنون ادارة شؤونهم وشؤون مؤسساتهم ، ويشكون من انه لم يتم لهم توفير الحد الادنى من اصول اللياقة والمكانة التي يفترض ان تنسجم مع مواقعهم الوظيفية والاعتبارية.
ويؤكد متابعون قريبون من قادة المكون العربي السني ان الاضطراب والفوضى يسود حتى على صعيد علاقاتهم مع المحيط العربي والدولي، وترى الاهمال لأوضاعهم ولبني جلدتهم والتعامل الفوقي وحتى الفوضوي يكاد يكون الحالة السائدة على عكس قادة التحالفين الوطني والكردستاني الذين هم الآن احسن تنظيما واكثر اهتماما وظيفيا وفي تحسين احوال قياداتهم وجمهورهم وعلاقاتهم الداخلية والخارجية ، وقد تم تهيئة المواقع المتعددة الاشكال والوظائف والمستلزمات التي تليق بهم على عكس أقرانهم من قادة المكون الآخر.
ويضيف هؤلاء المتابعون أن أحوال قادة مايطلق عليهم بالمكون العربي السني في الرئاسات الثلاث يعاني الاهمال والفوضى وعدم الاهتمام بمؤسساتهم وترتيب وضعهم الوظيفي ومكانتهم الاعتبارية ،وينظرالاخر اليهم بإزدراء وعدم احترام لان من تقلدوا الصفوف الاولى ، حسب وصفهم ، لايحسنون التعامل، لا مع وضعهم الاعتباري والقيمي كشخوص لهم مكانة اعتبارية ولا مع بني جلدتهم الذين يعانون من تجافيهم معهم واهمالهم لهم ، ما يشكل ( مثلبة ) من وجهة نظرهم ، تحسب عليهم ويتحملون وزر ما حصل لهم من مآس وويلات وتشريد وقتل وترويع وسجون ومعتقلات بالجملة، حتى انهم أصبحوا متهمين، للاسف الشديد ، بأنهم ( دواعش ) بالرغم من الاهانة الكبيرة والقاسية التي تلحق بهم جراء اطلاق تسميات عليهم من اوساط مختلفة دون حساب للاثار النفسية والقيمية المترتبة على اطلاق اوصاف كهذه لاتليق بهم ولا بمكانتهم التي كانت راقية صافية رقراقة ، لاتدانيها اية قيمة اعتبارية من كل المكونات الاخرى كونها الأكثر وطنية ولديها شعور عال بالمسؤولية عما يتعرض له البلد من اهوال ومحن وشدائدوهم من محافظات بقي اهلوها اصحاب قيم رفيعة كانوا محط احترام العالم واذا بنفر ضال يسيء اليهم باطلاق اوصاف لاتليق بهم تختفي تحت الطائفة مرة وتحت المذهب مرة اخرى ، بل ان محافظ الانبار السابق احمد خلف كما يشيرون كان لايتوانى عند لقاء المالكي
بشيوخ الانبار قبل اشهر أن يذكر بأنهم يطلقون عليه في الانبار إسم ( إبن العلقمي ) للدلالة على انه سلم رقاب اهله لحكومة المالكي ولداعش وللميليشيات في حينها، وكأنه يتفاخر بأنه إبن العلقمي حقا!!
وتؤكد شخصيات قريبة من قيادات هذا المكون ان قادة المكون العربي السني كان يضم خيرة النخب والكفاءات القيادية والمثقفين وقادوا البلد لقرون من الزمان ، وكان وضع قادة بلده أفضل بكثير من وضعهم المزري الحالي، وكانت الدول والحكومات بضمنها دول كبرى تهابهم وتضع لهم الف اعتبار ومهابة ، وقد تحول كثير من رجالاتهم في العهد الجديد الى ما يشبه الشحاذين وبائعي الارصفة لوصف احوالهم، حتى انهم نهمون لايشبعون من مال ولا تكفيهم سلطة او جاه لاشباع نهمهم وها هم قد ضيعوا المشيتين فلا هم رجال سلطة يحترمون وضعهم الاعتباري امام الاخرين ولا يكتفون بما تدره عليهم وظائفهم الكبرى من اموال وثروات، واهتم الكثيرون منهم بالتجارة والتعامل مع سوق النخاسة اكثر من اهتمامهم بأحوال محافظاتهم وناسهم ، حتى انهم اوصلوا مكونهم الى الحالة المأساوية وكأنهم غنم رعاع راحت بنات اوى والحيوانات المفترسة تهاجم مدنهم واحيائهم ، وفتكت بهم الجيوش وحروب الميليشيات باشكالها المختلفة، وهم الان في وضع مأساوي خطير لايحسد عليه مشردين مهجرين في الشتات تتلقفهم الافات والامراض والفاقة وكل صور العوز والمحن ويتعرضون الى حملات ابادة وتهجير وغربة وصنوف مختلفة من الضيم والعذاب لم يعرف لها التاريخ مثيلا .
ويشير المتابعون الى ان شخصيات هذا المكون كانت على مدى عقود بل وقرون من الزمان في اعلى سلم القيادة وهرمها الاعتباري يضعون لاحوال بلدهم وشعبهم الاعتبار كونه صانع الحضارات والامجاد واذا به ينزوي خارج التاريخ وقد تحولت احوال محافظاته الى خرائب يسكنها الموت والدمار بعد ان كانت عامرة بالرجال والمواقف والهيبة والامان وهي من اكثر مناطق العراق مكانة من حيث الاعمار والنظافة وحسن الادارة، اما في السنوات الاخيرة من هذه العملية السياسية فقد ذهب ريحهم واضاعوا مستبقلهم تحت وطأة الارهاب الذي وظفته جهات معادية لهم ومن دول اقليمية ومجتمع دولي وحكومات محلية ووفق اجندة خبيثة للايقاع بهم وتحولت مدنهم الى اكوام خربة هجرتها حتى الطيور لانهم لم يحسنوا ادارة قادة الدولة ولا البرلمان ، ولم يكن لديهم اية مكانة او موضع اعتباري داخل القوات المسلحة والقوات الامنية التي تعاملت مع ابناء مكونهم بازدراء وكراهية وتعرضوا الى حملات ابادة على ايدي قواتهم الامنية والعسكرية وقادة سلطتهم لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
والاوضاع المؤسفة والشاذة التي سادت شخصيات المكون المسمى بالمكون العربي السني لايتحملها السياسيون لوحدهم بل ان رجال دين ومعممين كانت مواقفهم غير المدروسة وهياجهم وانفعالهم الفوضوي بلا ترتيب وعرض للمطالب بطريقة واضحة ومفهومة وبقيت تظاهراتهم تتارجح تأثيراتها يوما بعد يوم ان لم تكن عادت بوضع اهالي محافظاتهم بانتكاسات مريرة ، وكان الكثير من رجال الدين في هذا المكون المسحوق احد مصائب البلد واحدى ادوات قهره ،وتعرض اهل هذا المكون الى هذا الدمار والمصير المأساوي العقيم الذي وصلت اليه، وهم يتحملون امام التاريخ مهمة تعريض مستقبل شعبهم للخطر وحملات الابادة، مناصفة مع السياسيين، حتى ان قوى دينية ظالمة مجهولة التوجهات استدرجتهم للانضمام الى توجهات معادية لمطالب اهل البلد ولا تنسجم مع امنياتهم وآمالهم بتحقيق المطالب المشروعة وضيعوا على أبناء جلدتهم المشيتين.
ويستدل هؤلاء المتابعون على صحة افتراضاتهم هذه من خلال متابعة مواقف رئيس البرلمان ولقاءاته وجولاته في الكويت وكذلك في لقاءاته مع مسؤولين امريكان رفيعي المستوى يشيرون الى انه يظهر فيها ضعفه وخوره، وكأنه انسان يقترب من المهزوم في داخله يريد ان يستجدي العطف عليه ، وتبدو شخصيته كما يشيرون ، وكأنها مرتبكة هزيلة لاترتقي الى اهمية موقعها ودورها ، وهي سمات قالوا انهم اشروها عليه قبل ان يتولى الرجل مهمة رئاسة البرلمان ، بالرغم من ان باقي الشخصيات لم تكن اقوى منه لكنه شخصيا يبدو وكأنه موظف بسيط في احدى مؤسسات المجتمع المدني مع اعتذارنا لمكانة مؤسسات المجتمع المدني وهي ارقى مكانة منهم ، وبقيت شخصية سليم الجبوري ، حسب وصفهم ، خائرة القوى والامكانات وسوف لن تحل لنا رجل دجاجة في يوم ما ، متهمين اياه بأنه شخصية لاتجيد قراءة مصيبة شعبها ولا عظم المأساة ولم ترتق الى مستوى امال شعبها ، بل انهم يذهبون أبعد من ذلك بالقول ان الجبوري في أغلب لقاءاته يكتفي بتوزيع الابتسامات على هذا الطرف السياسي او الدولي أو ذاك ومصائب اهلهم ومحنة شعبهم تكاد تمزق وتشق عباب السماء من شدة اهوالها وفجاعة كوارثها، وكذا الحال بالنسبة لشخصيات قيادية في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء محسوبة على المكون السني ، اذ ترى شخصيات هذه المؤسسات وتبدو وكأنها انفعالية لاتحسن التخاطب مع الاخر في الاغلب ولا يوجد حتى مكان وظيفي او مؤسسة محترمة لهم يقصدها جمهورهم عندما تحل بهم مصيبة او يريدون ان يعرضوا عليهم امرا ما، وهم تراهم مشتتو القوى يهتمون بجمع الاموال والغنائم لانفسهم ولعوائلهم ، اما شعبهم فيعيش حالة كوارث ونكبات وهزائم مريرة ، فتكت بهم صنوف الارهاب من كل جانب لانهم لم يحسنوا التعامل مع مرارة الاحداث بمسؤولية وتوزعوا على دول
الجوار وقطنوا اربيل ومدن كردستان العراق ولم يجدوا حلا لازمة محافظاتهم التي تساقطت الواحدة بعد الاخرى ، بل ان اسلوب تعاملهم المقيت وضعف شخصياتهم وخورهم هو من اسقط مدنهم واحال احوال اهاليها الى خراب ودمار وفوضى وقتل وترويع وتوزعت عوائلهم بين القبائل في أسوأ احوال شهدها التاريخ همجية وبربرية في اساليب اللامبالاة والاهمال ممن كانوا يتولون أمرهم.
وتقول مصادر مقربة من هؤلاء ان اهالي محافظات المكون العربي يشكون من ان قادتهم لم تتوفر لهم حتى دوائر يجلسون فيها او مستلزمات وظائف ومكاتب تليق بهم كونهم من قادة الصنف الاول في الدولة واهتموا ببيوتهم الشخصية اكثر من اهتمامهم بهيبة مؤسساتهم ومواقعها، حتى انهم يشكون لجمهورهم انه ليس لديهم حتى مكان يجلسون عليه ولا مخصصات يصرفون بها على نفقات متطلباتهم الوظيفية ، وكأنهم لاحول لهم ولا قوة ، بينما المكون الشيعي والكردي يوفر لقادته بل لموظفين صغار منهم كل مستلزمات الدولة من مسكن واقامة ومؤسسات كبرى ويتخذون منها منطلقا لاعمالهم بل ان الدولة سخرت لهم امكانات فوق ما يتصورون بالرغم من انهم لايحلمون بالوصول الى ربع ما وفرته لهم الدولة من مستلزمات مكاتب ووظائف لاتتوفر لدى اقرانهم من المكون الاخر، وهو عيب بقيادات المكون السني الذين لم يفرضوا شخصياتهم بما تتطلبه مكانتهم واعتبارهم الشخصي من مكانة وبقوا وكأنهم غرباء لاحول لهم ولا قوة، وهم يعانون من سوء التعامل معهم ويشكون لجمهورهم انهم في وضع لايحسد عليه.
ويتوصل هؤلاء المتابعون الى نتيجة مؤداها انهم لو تابعوا احوال شخصيات التحالف الوطني والتحالف الكردستاني السياسية والدينية لوجدوا ان هناك شخصيات مثقفة تتسم بالهدوء والتعقل راحت تطرح افكارها بكل عقلانية واظهار المقدرة على ايصال الفكرة باسلوب استعراضي مقبول وكلام متزن على عكس ما يظهره اغلب شخصيات المكون السني التي اظهرت ارتباكا وعدم قدرة على ايصال الفكرة وتظهر وهي غير قادرة على اقناع العراقيين بمختلف طوائفهم ان لديهم القدرة على ايصال افكارهم بسهولة ويسر ، لانهم يستخدمون اسلوب الرد الانفعالي العنيف وحتى المتهور احيانا وبالتالي تضيع فكرتهم قبل ان تبلغ هدفها، وهو احد عيوب الرسالة الاعلامية التي تنجح شخصيات المكون الشيعي وكذلك الكردي في ايصالها وتوفير القبول لها لدى الاخر، في حين لايتمكن اغلب شخصيات المكون السني من ايصال فكرتهم بهدوء وتروي وفرض وجهة النظر المعقولة والمقبولة، واللجوء الى الانفعال في اغلب تصريحاتهم عبر وسائل الاعلام وبخاصة في الفضائيات.
هذه بعض الملاحظات المهمة بل والخطيرة التي أشرها نخبة من العاملين في مؤسسات قريبة من صنع القرار وجدنا ان من المفيد عرضها على انظار الرأي لعام في قيادات وجمهور المكون العربي السني في الدولة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وعلى صعيد القيادات العسكرية في احيان أخرى ، إذ اهملت كل هذه الشخصيات مكانتها ودورها ولم تأخذ ما يكفي من الاجراءات لكي يتم احترام مطالبها وتوفير الحد الادنى من مستلزمات المكانة الاعتبارية والوظيفية التي تليق بمناصب رفيعة، ما ادى كل هذا الى ضياع مستقبل مكونهم وعرضوا مصيره الى أسوا محنة عاناها، على مر التاريخ، واجهتهم خلالها اهوال ومصائب ومحن وشدائد ، يكاد تتفطر من هولها الجبال، وهم ساكتون وصامتون على ضياع مستقبل مكونهم ، بل انهم أضاعوا المشيتين كما يقال.