الحوزة، تلك الدائرة التي تخرج منها العمامة “السوداء – ألبيضاء” تحمل كل انواع العلم، والمعارف الدينية، والعلوم العرفانية، والروحانية، شكرت الناس مؤسسها، وقائدها الامام محمد للباقر عليه السلام، يطرق بابها الكبير، والصغير، والفقير، لأنهم يَرَوْن فيها علياً صلوات ربي عليه.
تخرج منها الفطاحل من العلماء، الأشداء في ألعلم والمعرفة، متواضعون كعلي “عليه السلام” اذ مر عليهم الجاهل قالوا سلاما، سيمائهم في وجوههم اثر السجود، أمثال (السيد عبد الأعلى السبزواري، السيد محسن الحكيم، السيد ابو القاسم الخوئي، السيد اسماعيل الصدر، السيد محمد باقر الصدر، السيد مهدي الحكيم) نجماً بعد نجم، يأفل احدهم يخرج الاخر، تلك ايام العلماء والمجتهدون.
قوماً لا خوفاً عليهم وهم يحزنون، عبادة الليل أوصلتهم الى معجزات عظيمة، اذا قالوا للشيء كن فيكون، أمثال السيد السبزواري الذي يسمع اذان السماء في عرش الله قبل الارض، آه اقشعر جسمي لهذا الموقف العظيم.
اليوم وبعد عام ٢٠٠٣ اصبح العراق، المصدر العمامة المزيفة، التي اعتبرها قطعة قماش ابيض، لا تنفع ولا تضر، ملفوفة على رأس خالي من الشعر “أصلع” والشعور، والعلم في نفس الوقت، الدين لعق على السنتهم، كبيرهم جاهل، صغيرهم ساذج.
كان في السابق لها مزايا كبيرة، وهيبة جديرة، وتقديرا كثيراً، لما تحمله من صفاة ذكرت أعلاه، لكن اليوم نرى دور العمامة هو ان تصدر الفتوى دون علم او اجتهاد، تصدر من صغيرهم لكي يتوج بها كبيرهم، دورها البارز هو في دوائر الدولة “واسطة” وفي الجيش مبلغاً من حيث لا علم، وفي الداخلية “مولاي” وفي التجارة “عبعوب” وفي المالية “خمس العمامة”
اليوم يجب استعادة العمامة هيبتها السابقة، وعلمها الباقري العظيم، وفكرها في حل الأمور بحنكة، لذا يجب انتزاع كل عمامة ارتديت دون اعطائها استحقاقها الحقيقي، اختبار كل رجل دين ارتداها واقرار بعد الاختبار، متابعتهم من حيث الحوزة والمؤسسات الدينية.