لا اعتقد ان عراقيا خصوصا من ابناء الوسط والجنوب كان يجول في مخيلته انه يمكن ان يأتي للعراق حاكم يسير على ما سار عليه الملعون الهدام من سياسات وتصرفات رعناء اهلكت الحرث والنسل ومع ذلك فان هذا الاعتقاد قد تبدد يوما بعد يوم بعد ظهور شخصية نوري المالكي في المشهد السياسي العراقي حيث استطاع هذا المالكي ان يعيد عجلة التطور في العراق بعدما تحركت قليلا بعد زوال الطاغية المقبور استطاع ان يعيدها الى الوراء سنينا طوالا وما سنوات الفشل الثمانية التي جثم فيها على صدور العراقيين المظلومين الا دليلا واضحا على كلامنا هذا وفي هذه الايام نستطيع ان نتلمس بعض نتائج حكمه الاسود فالعراق الان يمر بموجة غريبة جدا من القتل والتهجير على يد عصابات وحشية تم تغذيتها فكريا ومنذ عشرات السنين لتستثمر هذا الفكر المنحرف في تدمير العراق وقتل ابنائه وكان بالإمكان التخلص من هذه المحنة بسد الثغرات والذرائع التي كانت تنتظرها للدخول للعراق والتي في مقدمتها المظاهرات التي خرجت في المناطق الغربية حيث لم يتصرف المالكي معها بحكمة وعقل واستمر في تغذيتها بالضغائن حتى اتسعت لتشمل المحافظات ذات الأغلبية السنية برمتها ولتكون حاضنة جيدة جدا لهؤلاء الاوباش هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الوضع الاقتصادي في البلد سيئ جدا جدا فالخزينة فارغة ولا يوجد احتياطي والدين 79 مليار بالإضافة الى قيام المالكي وفي ايام حكمه الاخيرة بسحب المليارات من الدولارات كما وذكر بعض الاختصاصين في مجال الاقتصاد أن العراق أنفق في عام 2014 نحو 171 مليار دولار، وهو رقم أكبر من موازنة العراق عام 2014 بنحو 50 مليار دولار، مما يعني أن العجز التجاري في العراق كان قد وصل مرحلة خطيرة كل ذلك ولد مشاكل كبيرة جدا لرئيس الوزراء الحالي الدكتور العبادي حيث ان الرجل الان في حيرة من امره وكل ما يستطيع فعله هو الجد والاجتهاد في ايقاف هذه التدهور الكبير الذي وصل له عراقنا المظلوم بفضل القائد الضرورة وليس هذا فحسب فانا حسب فهمي ان هناك مشكلة كبيرة ولدها المالكي بحكمه قلما يلتفت لها وهي ان نسبة غير قليلة من ابناء الشعب العراقي الى الان يعتقدون بان المالكي هو القائد الاوحد وهو مختار العصر وبذلك فهم يشكلون سببا وذريعا ومسوغا امام الله سبحانه وتعالى ليعم العذاب بلدنا المظلوم حيث ان الروايات تأكد ان الامة اذا ابتليت بظالم فسكتت عنه يوشك ان يعمها العذاب ولا اعتقد ان هناك خلافا في كون المالكي ظالم بكل المقاييس ولا يمكن في اي حال من الاحوال اخراجه من دائرة الطواغيت والظلمة وان كان اقل خطرا منهم فالصفة واحدة وهي الظلم وانا لله وانا اليه راجعون .