18 أكتوبر، 2024 8:22 ص
Search
Close this search box.

العبادي .. هل ينجح في أعادة الحياة الى الجثه ؟ !!

العبادي .. هل ينجح في أعادة الحياة الى الجثه ؟ !!

كثير من المراقبين السياسين لا يرون في وجود الدكتور حيدر العبادي على رأس السلطة فرقا بينه وبين سلفه نوري المالكي . وبعض المراقبين لا يرى ان العبادي قادر على مواجهة نفوذ المالكي على المؤسسات الامنية ( الداخلية والدفاع )، فالاخير ما زال يتحكم عن بعد بهاتين الوزارتين . وما قرارات العبادي بستبعاد بعض القادة العسكريين الا مفرقعة اعلامية .
والمالكي وحده ، ومن دون شريك ، يسًِير الداخلية من خلال وكيلها الاقدم ( عدنان الاسدي ) اما الوزير الجديد ، فهو منكفيء في المنطقة الخضراء ولم تطأ قدماه مبنى الوزارة رغم انه قد تولى مهامها قبل اكثر من شهر ! وكل ما يعرف عن سير الامور في الوزارة ( الداخلية ) هو ان الاسدي باق، ويقول بأن العبادي متمسكاً به ، ولهذا ، إن صح قوله ، فإن أي تغيير جذري، وليس شكلي، لا يحتمل وقوعه .
اما في وزارة الدفاع ، وعلى الرغم من نشاط الوزير العبيدي ومشاركته قطعات الجيش في تحركاتها ، وهذه حسنة تحسب له . إلا إن المحيطين به ما زالوا انفسهم الذين تحققت الهزيمة في العاشر من حزيران على أيديهم جراء هروبهم من ارض المعركة .
أما الأمن الداخلي ودور وزارة الداخلية فيه فأن الأطلاع على ما نشر مؤخرا من أن هناك اكثر من 300 الف شرطي فضائي تذهب رواتبهم التي تزيد على (270) مليار دينار شهريا الى جيوب كبار المسؤولين في الداخلية اما هو دليل اخر على الفشل المستمر والذي لن يتوقف قبل استبعاد الفاشلين والفاسدين من قيادات الوزارة . وإذا كانت ولاية المالكي الاخيرة قد شهدت وفيات مئات الالف من الاطفال العراقيين جراء سرقة المسؤولين لحليب الاطفال. فان ولاية السيد العبادي قد شهدت قيام العصابات الاجرامية باختطاف الاطفال وقتلهم تحت نظر وسمع قادة الشرطة والامن المخضرمين !
اذا كان حال الوزارات والمؤسسات الامنية هكذا ، فأن الوزارات الخدمية اسوأ حالا منها ، فالصحة مثلا غير قادرة على خدمة المريض لنقص مزمن بالاطباء والدواء ، والسبب هو ان الادارات الصحية تدار من قبل فاسدين وفاشلين ، ورغم ان صالح الحسناوي الوزير الاسبق قد غادرها قبل اكثر من اربع سنوات إلا ان نفوذه وتحكمه بالوزارة بما يخدم مصالحه ومصالح الحزبيين من اتباعه مازال كما هو رغم التغيير الوزاري .
اما التربية فالسيد الوزير الجديد لا يحسد على وظيفته إذ تحيط به عصابة من المرتشين واللصوص . فالمدارس تكاد تختنق بالتلاميذ والطلاب والدوام على ثلاث وجبات يوميا . اما الكتب والقرطاسية فأنها تباع في الاسواق ومعظم الطلاب لايجدون كرسيا يجلسون عليه خصوصا في المحافظات . والطالب الذي يريد اهله له النجاح فما عليهم إلا سحبه من المدارس الحكومية ونقله الى الاهلية ليضمنوا نجاحه في امتحانات البكالوريا .
اما الخدمات في التعليم العالي والبحث العلمي فيكفي القول بأنها قد تردت الى القاع ، وكيف لها ان تتطور ونواكب العصر اذا كانت الوزارة تدار من قبل علي الاديب الذي لا يفهم ولا يعلم ولا يهتم ولا يرى ولا يسمع !! واربع سنوات من ادارته للوزارة كانت كافية لوضع مؤسساتها في وضع مزر.
وصار وضع وزارة التجارة في ظل وزيرها الحالي أسوء مما كان عليه قبلاً بحيث عجز الوزير عن أيجاد مدير عام نزيه ليستبدل به وزير عام فاسد ، فجاء بالافسد منه ! ولا يحتاج التذكير هنا أن كادر وزارة التجارة وقياداتها ظلت منذ عشر سنوات تعايش وتتفق مع كل وزير تولى أمرها تحت رغبة مشتركة لدى الجميع بسرقة خبز العراقيين .
اما الوزارات السيادية الاخرى فإن وضعها كان خلال السنوات الثماني الماضية دون خط الانحطاط ، ومما يكمل مسيرتها نحو الهاوية هو اختيار وزراء جدد لا يفقهون وليسوا من ذوي الاختصاص ! فهوشيار زيباري وزير المالية الجديد الذي نزلت عليه التقوى فجاءة وتلبسه الورع مؤخرا لم يبدأ في اصلاح اي مرفق من مرافق الوزارة ، فالفساد ما زال يعشعش في ادارات الضرائب وفي عقارات الدولة وفي المصارف وكل ما فعله زيباري هو تعميمه الاخير الذي نص على منع الموظفات من( التبرج وعدم لبس الاحذية الغريبة) !  ووزير التخطيط هو الاخر لا تزيد معرفته بالتخطيط عن معرفتي بتخصيب اليورانيوم ! وأظن ان هذا الوصف كاف لإعطاء صورة عنه .
وعن الوزارات الاخرى  فحدث ولا حرج .فالفاسدون والفاشلون ممن هم بدرجة وكيل وزارة أو مدير عام أو مستشار أو خبير ما زالوا في مناصبهم . والوزير لا يستطيع ان يختلف معهم لأنه لا يفهم اولا، ولا يملك من الجرأة والقوة لمنع هؤلاء الفاسدين من ممارسة فسادهم ! فهم في معظمهم من منتسبي الحزب الحاكم .
هذا هو حال مؤسسات الدولة العراقية المنهاره ، يضاف  الى ذلك فإن المؤسسات التي كان يؤمل منها ان تراقب اداء الوزارات الاخرى والتابعة اما لمجلس النواب او لمجلس الوزراء ممن يطلق عليها اسم الهيئات المستقلة ، فلم تعد مستقلة فقد نخرها الفساد وحنقها الفشل ، فصارت عاجزة عن مراقبة او تقويم اداء وزارات الدولة الاخرى .
هذه هي عدة العبادي وسلاحه وهو يتقدم لبناء الدولة التي لم يترك سلفه دائرة فيها الا وافسدها . فهل والحالة هذه يمكن للعبادي ان ينجح في مهمته الخطيرة ؟

أحدث المقالات