أعداؤنا الحمقى بالغوا في استهدافنا وسفك دمائنا وانتهاك حرماتنا طوال السنوات العشر الماضية في استمرار لدموية وفجور العصابة الصدامية المطعمة بالجماعات الوهابية ساعدهم صمتنا العجيب على باطلهم هذا الباطل الذي لم يرتدع يوماً من الايام كما يؤكد التاريخ من تلقاء نفسه او باختياره بل وجد في الصمت والسكوت عنه دافعاً لمزيد من الاعتداءات والانتهاكات وسبباً لخداع الاخرين بصوابية نهج من تبناه وانحراف الاخرين.
فأعداؤنا الحمقى هؤلاء حينما أسقطوا محافظة الموصل ومدينة تكريت وبعض مدن محافظتي ديالى والانبار وهددوا باستباحة مدن بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف كان ممثلوهم في العملية السياسية من دواعش السياسة يبررون هذا الهجوم الهمجي ويعلقون اسبابه على دعاوى التهميش والاقصاء الاسطورية التي امست رافعة العودة من جديد لتنفيذ اجنداتهم الخارجية و للهيمنة على قلب النظام السياسي وتوسيع نفوذهم فيه وفرض شروطهم على الاغلبية السياسية التي يمثلها التحالف الوطني الذي يتحمل مسؤولية تعويد الفرقاء على الثقافة المطلبية ورفع سقف الشروط فيما هو يتبنى ثقافة المهادنة وتقديم التنازلات اما لأنه لا يمتلك رؤية استراتيجية واما لأنه يمتلك هذه الرؤية لكنه منتفع من واقع الفساد والاضطراب واللاستقرار التي تشوب المشهد العراقي السياسي منذ عام 2003.
الطرف الثالث في المعادلة السياسية القائمة في العراق هم الاكراد الذين اتضح انهم اكثر مكراً ودهاءً من الاخرين بخلاف ما هو متعارف في الادبيات الاجتماعية العراقية التي تتخذ من بعض ما يروى عنهم مادة للتندر والفكاهة.
الاكراد شقوا طريقهم بهدوء وصمت وبسقف مطالبٍ في اعلى مستوياته في كل المراحل فكانوا يأخذون اكثر مما يستحقون رغم تظاهرهم بأنهم كانوا يتنازلون ما مكنهم من توفير مستلزمات اكمال مشروعهم الانفصالي وتهيئة مقدمات اعلان الدولة الكردية التي وفر لها الدواعش بعد نكبة الموصل وبشهادة الكثير من الخبراء العالميين فرصة ذهبية للمضي بمشروعهم وهو ما تلقفوه وأكدوه مراراً وتكراراً من خلال الحديث عن (ماقبل وما بعد الموصل) رغم الرفض غير المعلن من قبل أطراف كردية فاعلة – لأسباب تتعلق بالتوجه القومي الكردي العام الذي عزف البرزاني على اوتاره القومية بدهاء – لا ترى في التوجه الحالي خياراً كردياً خالصاً بقدر ما هو استدراج لفخ ومشروع الفتن الشاملة والمتنقلة في المنطقة التي تحرك خيوطه المخابرات الامريكية والصهيونية.
أعداء العراق الحمقى بالغوا في استهتارهم وأعمتهم غرائزهم الحيوانية عن قراءة التاريخ والنظر في التجارب والاحداث الماضية ومنعتهم من الامتثال لأحكام العقل والمنطق وعدم الاكتراث لردات فعل من مجتمع اعتادوا على استباحة حرماته وسفك دمائه وتمزيق اشلاء ابنائه واستهداف مقدساته ليستفزوه ويثيروا حميته الدينية ويدفعوه لإبراز هويته الوطنية ولينقلب السحر على الساحر الذي نسي ان الحسين عليه السلام يجري في عروقهم وان اصول دينهم حاضرة في اعماق وجدانهم وان صبرهم طوال هذه المدة هو صبر الحليم الذي لم يحذروا غضبته لا الضعيف الخانع الذي اعتادوا انتهاك حرمته.
لقد حضر الحسين عليه السلام بقيمه وبطولته وشهامته وبغيرته على الدين والحرمات في ساحات المواجهة مع الدواعش اليزيديين وها هو شعاره يصدح في آفاق السماء على لسان العراقيين (هيهات منا الذلة).