23 نوفمبر، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

كل الشهور محرم .. سفك الدم

كل الشهور محرم .. سفك الدم

ثمة حديث نبوي شريف لنبينا محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وآله) يقول:(من قتل عصفورا عبثا، عج الى الله عز وجل يوم القيامة يقول : يا رب قتلني عبثا ولم يقتلني لمنفعة).
هذا نموذج عن الحيوان في عالم الإسلام، فما بالكم بالإنسان؟.
الإنسان في القرآن الكريم، هو المخلوق المكرم الذي سخرت من اجل إسعاده السموات والأرض بل هو خليفة الله في الأرض..هل يمكن ان يقبل له الإسلام أذى أو مهانة بأي قدر؟.
لقد كان طبيعيا ومنسجما مع تكريم الله الإنسان، أن يقف الإسلام موقف الرافض الكبير لكل إساءة للإنسان وخاصة المسلم.. بل موقف الفزع الأكبر على الناس كافة..والمحرض لهم على أن ينتزعوا حقهم وصد الاعتداء عن دينهم و أرضهم وممتلكاتهم وغذائهم وماءهم ..  
في أرض الإسلام، كل مخلوق له حق في الحياة الكريمة، فلكي تكون الحياة كريمة لابد من صيانتها والدفاع عنها والتضحية من اجلها..انها ارض الأنبياء والأولياء والأضرحة..انها مقدسة . فكيف يكون الدفاع عنها والهجوم على الأعداء من اجلها ومن اجل كل إنسان عليها؟.
الله سبحانه وتعالى يقول:(اعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وصولا الى الجهاد والتضحية بالنفس والنفيس..لكن في شهر محرم لا ، تتوقف كل النزاعات والاعتداءات احتراما للشهر الذي حرمت فيه كل انتهاكات حقوق الإنسان والحيوان والشجر والحجر ويجب أن نحرم كل محرم في كل الأشهر ولا نجوز الحرمات في شهر وبقية الأشهر نحللها.
علماء الدين الأجلاء، واجبهم الشرعي هو الذي يحتم عليهم إعلان الحالة المناسبة في هذه الظروف التي يمر بها العراق، أن يبدأ بالرفض أولا لكل مظهر لا يرضى الله عنه وينهى عنه الإسلام ورسوله.
الخطيئة الكبيرة التي أوصلت الأمور الى هذا الحد، أن كثيرا من الدعاة والمتحدثين عن الإسلام يصرون على أن يتعاملوا مع الناس من حولهم، بشرطهم هم ..مانحين أنفسهم حق ترتيب الأولويات لهؤلاء الناس . يتصورون للإصلاح والتغيير منهجا يبدأ خارج الواقع، ويتحلل من كل الشروط والضوابط الموضوعية التي تحكم هذا الواقع وتحركه.
 النتيجة الحتمية لهذا المنهج  المتعسف أن يبحث الناس في هذا المنهج الذي يقدمه الدعاة المسلمون عن حلول لمشاكلهم القائمة، فلا يجدون لكثير منها موضعا ولا ذكرا في برنامج أولئك الدعاة..وانما يجدون بدلا عنها حلولا لمشاكل غير قائمة ..واهتماما مبالغا فيه بقضايا جزئية وهامشية، ولا يتصور أن يكون لها في الدين الإسلامي السوي ذلك المكان الرفيع مثل قطع الرؤوس والمثيل بالجثث وصولا الى  ( كونفي بيبي أو بامبرز  الماعز)أو (جهاد المناكحة).
إن المدخل الصحيح لمواجهة المشكلة والخطيئة التي يرتكبها البعض باسم الإسلام..
أن نتوقف عن الاستغراق الكامل في محاولات المراجعة على الطروح الفاسدة لمبادئ الإسلام .ونتوجه بدلا من ذلك الى إيقاف المد بشكل عملي وفكري ..عند ذلك نكون قد قدمنا للإسلام صدق الولاء ونية التصحيح والفهم الواضح للإسلام وعكسنا وظيفته الاجتماعية .
 كذلك قدمنا أنفسنا للمرجعيات الدينية بأن المسلم أهلا لحمل رسالة الجهاد ووظيفة الإسلام في التعامل مع الحوادث من خلال نصوص القرآن الكريم ومنهج الخلفاء والصحابة والتي تؤيد التفاف الناس حول المراجع لكون رجال الدين تواجه الطرح الجديد قائما على أساس معلوم ولمصلحة جماعية وليس تصرفا عشوائيا.
لذلك، أن الحديث عن حاجة المسلمين اليوم الى الإسلام هو حاجة الإسلام الى مراجع ورجال دين توحد وتقف بالضد من كل الظواهر و المظاهر التي تريد العصف بالإسلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات