22 نوفمبر، 2024 2:02 م
Search
Close this search box.

العراق والأردن والتفاهم المطلوب

العراق والأردن والتفاهم المطلوب

زيارة السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء عفواً ولا نقول دولة الرئيس لكون هذه التسمية رفضها رفضاً قاطعاً للقطر الأردني كان لها أثر كبير في مجريات ما يجري في الساحة العراقية وتهديد العصابات الإجرامية للمدن العراقية ودول الجوار.

إن المملكة الأردنية الهاشمية دعمت العراق وحاولت وبكل الطرق جمع الأطراف المعارضة لكي تصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ويعيد العراق إلى الإستقرار والقضاء على العصابات الإرهابية بالتعاون والتفاهم مع دول الجوار، وخاصة الأردن الذي يمتلك منظومة إستخبارية قوية لكشف التحركات للعصابات التكفيرية.

وهنا لا بد أن تكون لهذه الزيارة نتائج على أرض الواقع لكون العراق لا يتخلى عن العلاقة الوطيدة التي تربطه مع الأردن، وخاصة مواقفه الساندة للعراق بكل الظروف، واستقباله آلاف العراقيين الذين احتموا في الأرض الأردنية وكانوا ضيوفاً لدى جلالة الملك عبدالله بن الحسين، وإن الكثير منهم في سدة الحكم في العراق كانوا في الأردن واحتموا فيه وعاشوا على أرضه.

لذا نجد من المناسب والواقع أن تخرج هذه الزيارة بعيداً عن البروتوكولات والشكر والتقدير لحسن الضيافة والإستقبال؛ بل يجب أن تضع الحكومة العراقية ما تمخضت عنه هذه الزيارة، وما تحدث به الملك عبدالله الثاني مع السيد حيدر العبادي، وما هو الدور الذي سيقوم به الأردن، وما قام به في الماضي والحاضر في دعم الحكومة العراقية في مسعاها في مكافحة الإرهاب والتصدى له، وفتح آفاق أوسع من التعاون الإقتصادي والثقافي والتقني، وتدريب قوى الأمن على الأساليب الجديدة في كشف الجرائم ومواجهة آلات الإرهاب والتطرف.

نحن في العراق بحاجة ماسة إلى عون الأشقاء من دول الجوار، ولا نسد الأبواب أمام من يريد أن يعين العراق في محنته في مجابهة العصابات التكفيرية، خاصة وأن الأردن هو رئة العراق، والعراق العمق السياسي والإقتصادي والثقافي  للأردن. لذا لا بد من أن تكون هناك رؤيا وقرارات تصب في مصلحة البلدين الجارين. فالبلدين يواجهان مخاطر الإرهاب والتطرف ونحن متأكدون من أن السيد حيدر العبادي خرج من الأردن حاملاً أفكاراً ودعم الأردن ملكاً وشعباً، وأن هناك العديد من الأمور التي سوف تتخذ على أثر هذه الزيارة المثمرة، خاصة بعد الإجتماعات التي ضمت كبار المسؤولين الأردنيين والعراقيين وما توصل إليه الطرفان مما يخدم الشعبين الشقيقين.

لذا نشد على يد السيد العبادي بالإنفتاح على كل دول الجوار، وأن لا نقف عند هذا الحد، وأن يكون هذا الإنفتاح بداية خير للعلاقات العراقية العربية.

أحدث المقالات