يمكننا في البدء وصف صحافة الاستقصاء والتقصي بأنها الصحافة العميقة المؤثرة في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها كونها الصحافة المتحدية للاخطار والتي تفكك الرموز والاسرار والتي تتسابق للحصول على معلوماتها الاستقصائية عن طريق البيانات ومتابعة التحقيقات وأمور أخرى
إن العراق اليوم يمر بمرحلة خطيرة تهدد وجوده بسبب تدخل الدول الاقليمية في دعم الارهاب والتردي الامني الخطير الذي تعاني منه محافظات عراقية عدة وهو أمر يرافقه شيوع ظاهرة الفساد المالي والاداري والاخلاقي وهذا بدوره لايقل خطورة عن الامر الاول .
ومن هنا تأتي أهمية الصحافة الاستقصائية التي يمكن لها ان تقوم بدور رائد في هذا المجال وتساهم بحفظ الثروة للاجيال اللاحقة من خلال ملاحقة الفاسدين والمفسدين وتجعل الامور واضحة أمام هيئة النزاهة والمسؤولين الكبار في الدولة العراقية
إن التحقيقات الاستقصائية تمثل إحدى أشكال التحقيقات الصحفية التقليدية ولكنها تهدف الى تكوين الى ان تكون عملا متميزا من خلال الاصرار على كشف ما يدور خلف الكواليس والصالونات المغلقة وبؤر الفساد المنتشرة ,
وسواء كان من خلال نظرة المجتمع تجاه الصحافة او بالعكس, وهو أمرمهم في ان تقوم الصحافة بدورِ تشكيل مجموعات عمل وصياغة محاور العمل لها وأستثمارا للجوانب الديمقراطية التي ينص عليها الدستور العراقي في ذلك,
ويعرف أصحاب المهنة ما تمثله اليوم الصحافة الاستقصائية والتي تتمتع بأهمية كبيرة وواسعة للدور البارز الذي تلعبه في ترسيخ الثقافة الديمقراطية وبناء أسس الحكم الديمقراطي في العراق
ونعتقد إن فسح المجال أمام الصحفيين العراقيين في متابعة عمل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وتهيئة الظروف والامكانات المناسبة لهذا العمل سيمثل طفرة كبيرة في مكافحة جذور الفساد وملاحقته والتخفيف من غلواء تبعاته المخيفة وأثاره السلبية على المجتمع العراقي , مع ضرورة الحفاظ على حياة الصحفي العراقي وتوفير الحماية القانونية لاداء عمله بأفض صورة ممكنة
ويشير عدد من المختصين في هذا المجال الى ضرورة وجود تشريعات قانونية تحمي الصحفي العراقي وتحافظ على حياته وأن تعمل الجهات التشريعية في العراق الى بناء قاعدة قانونية لتهيئة الصحفي كي تكون له القدرة على التحرك في سبيل الوصول الى المعلومة ونشرها بكل حرية في وسائل الاعلام .
وينبغي هنا أن نشير أن أغلب وسائل الاعلام كالفضائيات أو الاذاعات أو الصحف المطبوعة والمجلات أوالصحف الالكترونية في العراق هي تتبع لكيانات سياسية وتيارات حزبية وهي بدورها لا يشكل موضوع تطويق الفساد ومحاربته جدية تذكر في أجندتها ويبقى الامر شبه محصور في العلام المستقل والذي يعاني بدوره من ازمات خانقة في التمويل مما أدى الى غلق وإعلان الافلاس للعديد من الوسائل الاعلامية المستقلة ,
وهنا يمكن ان نقترح كما طرحنا في ندوات ومؤتمرات سبق لنا فيها الحضور إن تقوم الحكومة والبرلمان معها في إعادة النظر في عملية توزيع الاعلانات وعدم اقتصارها على جريدة الصباح شبه الرسمية ليكون بمقدور الصحف الاخرى مثلا الاستفادة من ذلك وتمشية أمورها المالية والادارية