5 نوفمبر، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

عندما يكون الإلحاد دولة ح3

عندما يكون الإلحاد دولة ح3

نموذج الاتحاد السوفيتي ورابطة ميليشيا الإلحاد والحملات ضد الدين
الاتحاد السوفيتي وهو أول وأهم دولة شيوعية، والدولة الشيوعية هي الدولة التي تتبع النظام الشيوعي وتكون إما دولة محكومة لحزب واحد هو الحزب الشيوعي أو يكون الحزب الشيوعي هو المهيمن على الحكم بحيث لا يكون للأحزاب الأخرى تأثير حقيقي، ومن أهم معالم الدولة الشيوعية الولاء المعلن للينينية أو الإيديولوجية الشيوعية الماركسية اللينينية باعتبارها المبدأ التوجيهي للدولة
المؤسس والمنظر الأساسي للماركسية، عالم الاجتماع الألماني في القرن التاسع عشر، كارل ماركس، كان له موقف متناقض مع الدين، ومقولته الشهيرة “الدين أفيون الشعوب” هي حجر الزاوية في الفكر الماركسي حول الدين .وإلحاد ماركس ولينين من الأمور الواضحة تاريخياً.
الدول الشيوعية التي تتبع الماركسية اللينينية هي دولة إلحادية وضد الدين بشكل صريح وواضح، ومن هذه الدول وأهمها الاتحاد السوفيتي.
والاتحاد السوفيتي أو أتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية هو اتحاد لـ(16) دولة بقيادة روسيا وقد بدأت معالم الاتحاد مع نجاح الثورة البلشفية سنة 1917م وتشكل فعلياً في سنة 1922م وتفكك هذا الاتحاد في سنة 1991م.
الاتحاد السوفيتي ليس دولة ملحدة فقط ، بل هو دولة محاربة للدين بشكل علني وعبر برامج ممنهجة، ولو أردنا أن نسرد كل تفاصيل قصة دولة الاتحاد السوفيتي مع الدين لطال بنا المقام كثيراً ولكننا سنذكر نماذج فقط مع بعض الاحصائيات ونحيل على بعض الروابط لمواقع مختصة لمن أراد الاستزادة.
 
رابطة المناضلين الملحدين أو المتشددين الملحدين أو الملحدين العسكرية أو ميليشيا الإلحاد:
(League of Militant Atheists)
منظمة أسست في الاتحاد السوفيتي في سنة 1925 لمواجهة الدين ودعم الإلحاد في البلاد وكان شعارها (النضال ضد الدين هو النضال من أجل الاشتراكية) وكانت تُعرف على إنها منظمة مستقلة أسسها الحزب الشيوعي لتعزيز الإلحاد.
نشرت المنظمة في الصحف والمجلات العديد من المنشورات وقامة برعاية المحاضرات والأفلام وتنظيم المظاهرات والمسيرات وأنشأت المتاحف كل ذلك لأقناع مواطني الاتحاد السوفيتي بأن المعتقدات والممارسات الدينية خاطئة وضارة وإنه يجب عليهم احتضان النظرة الإلحادية العلمية!
لم يقتصر نشاط المنظمة على دول الاتحاد السوفيتي بل كان لها نشاطاً دولياً أيضاً.
في سنة 1941 وصل عدد المتطوعين فيها إلى ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف شخص.

زعيم الرابطة ياروسلافسكي أحد مساعدي ستالين يقول في توصيفه للدور المطلوب منهم في المؤتمر الثاني في سنة 1929 والذي فوضت فيه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الرابطة بشن هجوم كبير على الأديان ومنحتهم الحق في تعبئة جميع مؤسسات الدولة لهذا الغرض، وتم خلال هذا المؤتمر تغيير إسم الرابطة إلى “اتحاد المحاربين الملحدين (The Union of Belligerent (or Militant) Atheists) يقول “من واجبنا تدمير كل المفاهيم الدينية في العالم…وإذا كان تدمير عشرة ملايين من البشر، كما حدث في الحرب الأخيرة، ضرورياً لانتصار طبقة محددة فلا بد من القيام بذلك وسوف نقوم به فعلاً”.
أحد وسائل التي اعتمدتها الرابطة في نشر أفكارها مجلة الملحد “Bezbozhnik” وهي مجلة ساخرة شهرية لمكافحة الدين ونشر الإلحاد عملت في الاتحاد السوفيتي بين عامي 1922 و1941م، كانت أفكار المجلة الأساس في تشكيل الرابطة ثم أصبحت أحد أدواتها.
كان للرابطة دور ريادي في حملات مكافحة الدين للحزب الشيوعي والتي سنتحدث عنها لاحقاً.
طبعت الرابطة في سنة 1930م ما لايقل عن 100 مليون منشور ضد الدين، وتم في سنة 1941م تم طبع 67 كتاب وكتيب دعائي ضد الدين بواقع ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف نسخة، وإلى حدود سنة 1940م كان هناك حوالي 2000 عنوان تنشر كل عام ضمن نفس السياق، ومنها كتب تدريسية وكتب ومجلات للفلاحين.
تبنت الرابطة حملة تحت شعار “اقتحام السماء” لإزالة الرموز الدينية من بيوت المؤمنين، وساعدت الحكومة السوفيتية في قتل وتشريد العديد من المؤمنين بالدين، وبحلول سنة 1940م  كان أكثر من 100 أسقف وعشرات الآلاف من رجال الأرثوذكس ، والآلاف من الرهبان والمؤمنين قد قتل أو توفي في السجون السوفيتية ومعسكرات العمل.

 
حملات مكافحة الدين السوفيتية:
(USSR anti-religious campaign)
 
1-الحملة السوفيتية لمكافحة الدين للفترة من سنة 1921-1928م:
بدأت هذه الحملة فعلياً مع بداية الثورة البلشفية وكان التركيز فيها على اتباع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية باعتبار ارتباطها بالنظام القيصري السابق، وتم قتل العديد من الأساقفة والرهبان وتهديم العديد من دور العبادة.
لمزيد من التفاصيل أنظر الرابط أدناه
http://en.wikipedia.org/wiki/Anti-religious_campaign_during_the_Russian_Civil_War
 
2- الحملة السوفيتية لمكافحة الدين للفترة من سنة 1928-1941م:
ازدادت هذه الحملة شدة عن سابقتها باعتبار صياغة تشريع جديد يحظر الأنشطة الدينية بشدة وبعد توجيه ستالين في مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس عشر نقد شديد للحزب لعدم انتاج دعاية نشطة ومقنعة ضد الدين.
تم إغلاق المدارس اللاهوتية ومنع منشورات الكنيسة وتم قتل 85 ألف من القساوسة الأرثوذكس في عام 1937م وحده، وفي الفترة بين عامي 1927 و 1940، أنخفض عدد الكنائس الأرثوذكسية من 29584 إلى أقل من 500.
لم تقتصر الحملة على القتل والتشريد فقط بل كان لها نشاطات في مجال التعليم (حيث تم قتل العديد من العلماء وطلاب الدراسات العليا وسجن ونفي البعض منهم) والدعاية ضد الدين والتدابير التشريعية وغير ذلك.
في سنة 1929 تم تنفيذ القانون الخاص بالجمعيات الدينية بالنسبة للبلاد كلها في آسيا الوسطى حيث موطن غالبية المسلمين حيث تم حل جميع المحاكم الإسلامية، وكان في آسيا الوسطى السوفيتية في سنة 1917م بحدود 20 ألف جامع أنخفض العدد إلى 4 آلاف في عام 1929م.
أعلن ستالين عن ما سمي بالخطة الخمسية الملحدة (1932-1937) من أجل القضاء نهائياً على كل أشكال الدين في الاتحاد السوفيتي وأعلن إن مفهوم الرب “الله” سوف يختفي من الاتحاد السوفيتي.
يقدر عدد الضحايا في تلك الحملة بأكثر من 200 ألف شخص من رجال الدين فضلاً عن غيرهم.
لمزيد من التفاصيل أنظر الرابط أدناه
http://en.wikipedia.org/wiki/USSR_anti-religious_campaign_%281928%E2%80%9341%29
 
3- الحملة السوفيتية لمكافحة الدين للفترة من سنة 1958-1964م:
توقفت الحملات أو تم تخفيف نشاطها في فترة الحرب العالمية الثانية لحاجة الحكومة السوفيتية إلى جهد الجميع، وما أن انتهت الحرب حتى عادت بعض النشاطات المعادية للدين وتوجت تلك النشاطات بدعوة نيكيتا خروتشوف الرئيس السوفيتي لحملة جديدة لكبح الدين لخلق مجتمع ملحد وذلك في سنة 1958م.
ولم تختلف الحملة عن سابقاتها في القتل والتشريد والنفي والغلق والنشاطات المضادة للدين.
لمزيد من التفاصيل أنظر الرابط أدناه
http://en.wikipedia.org/wiki/USSR_anti-religious_campaign_%281958%E2%80%9364%29
 
4- الحملة السوفيتية لمكافحة الدين للفترة من 1970-1987م:
وكانت أشد من سابقتها بل إنها وجهت النقد لحملة خروتشوف السابقة.
لمزيد من التفاصيل أنظر الرابط أدناه
http://en.wikipedia.org/wiki/USSR_anti-religious_campaign_%281970s%E2%80%9387%29
 
هذه خلاصة مختصرة جداً عن الجهود السوفيتية بقيادة الحزب الشيوعي للدعوة للإلحاد بالقوة ومحاولة خلق دولة ملحدة ومدى الوحشية التي رافقت كل أساليب العمل وهي تعطي صورة واضحة “للدولة الملحدة” وما يمكن أن تكون عليه.     

أحدث المقالات

أحدث المقالات