هناك مؤسسات للدولة يفترض ان تكون بعيدة عن المحاصصة الطائفية كوزارة الدفاع – الصحة – التعليم – العدل لانها ذات طابع مهني ولاهميتها ودورها في حياة جميع العراقيين .
ان الجيش العراقي منذ تاسيسة والى اليوم لم لم تؤشر عليه الطائفية البغيضة بدليل محاربتة ايران على مدى ثمان سنوات رغم ان العدد الاكبر من منتسبيه هم من نفس طائفة ايران , وقبلها حارب الجيش العراقي خارج حدود العراق في فلسطين وسوريا وشعوب هذه البلدان ليس من طائفته …. اما المهنية والانضباط فكانت ميزةمميزة في الجيش العراقي فالضباط الذين علرضوا النظام السابق كانوا مهنين وحرفين في اداء عملهم , لم يقصروا في اداء واجبهم العسكري لانه من ضمن الشرف المهني والشخصي , ولم يحصل في تاريخ الجيش العراقي ان تمرد ضابط على الاوامر العسكرية .
المعادون لوحدة العراق والطائفيون منهم وخاصة بعد التغير السياسي في 2003 يصفون الجيش العراقي الصفوي- الوثني اوجيش المالكي فكانوا يطالبون بخروجه من مدنهم والغريب انهم لم يستنكروا وجود داعش التي احتلتها بمجرد ان انسحبت منها القطاعات العسكرية .
كنت اتسال مع نفسي على مدى العشر سنوات الماضية …لماذا لا يزور رئيس الجمهورية اونوابه او نواب رئيس الوزراء او رئيس البرلمان وبعض النواب القطاعات العسكرية التي تقاتل الارهاب ؟!
لماذا يتركون المسؤولية على رئيس الوزراء وحده ؟ صحيح انه القائد العام للقوات المسلحة ولكن الجيش هو لكل العراقيين وليس من حصة احد … وعلى هذا الاساس فلا نستغرب من ان بعض الاهالي في الموصل كانوا يرمون القطاعات العسكرية بالحجارة قبل التاسع من ايلول واهالي الرمادي وسامراء يرفضون وجوده في مدنهم … عدم اهتمام مسؤولين كبار في الدولة والبرلمان اعطى مبررا ومسوغا لبعض الاصوات الشاذة وان يتهموا المؤسسة العسكرية بعدم الولاء وعدم الوطنية .
اليوم واقع الامس تبدل خيرا فكانت زيارة الدكتور سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي للقطاعات العسكرية ومقتالي الحشد الشعبي في قاعدة عين الاسد في الانبار هي نقطة انطلاقة وطنية تعطي دلالات لكل العراقيين بان المؤسسة العسكرية هي ملكهم جميعا وليس من حصة قومية او دين اومذهب … كم تمنيت ان يبادر اعضاء البرلمان والوزراء من اهالي الرمادي وتكريت والموصل ان يتعايشوا مع القطاعات العسكرية وهي تخوض الواجب الوطني المشرف في الدفاع عن ارضهم وعرضهم , وجودهم يعطي طاقة كبيرة ومعنوية عالية لهؤلاء المقاتلين الاشاوس ان يبذلوا دماءهم الغالية في سبيل
العراق , لقد فعلها وزيرا كهادي العامري ونوابا كحاكم الزاملي وقاسم الاعرجي … فمتى يفعلها الاخرون ؟!