في سلسلة مقالاتٍ كتبتُها عن الحرب الإعلامية التي نشبت بين قناة البغدادية وحكومة المالكي حتى تحولت إلى عداءٍ شخصي بين الطرفين أستَخدَمَ كلُ واحدٍ منهما كافة إمكانياته المتاحة ووسائله المتوفرة للقضاء على الأخر و تسقيطه سياسياً , فكان عنوان المقال الأول في السلسلة هو (الحرب بين البغدادية والمالكي من أشعلها ؟) والذي بينتُ من خلاله أن المالكي لم يحمل في بداية أمره العداء والضغينةَ على البغدادية وكادرها بل أجرى فيها العديد من الحوارات واللقاءات الصحفية المباشرة والمسجلة وتواصل مع جمهوره من خلال شاشتها لكنَ حاشيته وبطانته ومستشاريه خَشوا سياسة البغدادية الاستقصائية ونهجها في كشف ملفات الفساد الضالعون فيه , لذا صوروها للمالكي أنها ضد توجهاته وأفكاره وسياساته وانحيازها لكتلةٍ دون أخرى .أما عنوان المقال الثاني فكان (أنور الحمداني وجولته الثانية من الحرب على المالكي ) , حيث تساءلَ المقال في خاتمته.. بعد الخسارة التي مُنيَ بها أنور الحمداني والبغدادية في جولتهم الأولى من الحرب على المالكي وفشلهم في تسقيطهِ سياسياً خلال الانتخابات وحصوله على أعلى نسبة أصوات وغلق كافة مكاتبها الرئيسية والفرعية في بغداد والمحافظات ومصادرة أجهزتها الخاصة بالبث والإرسال..هل ستنجح البغدادية خلال جولتها الثانية و من القاهرة في دعوة الكتل السياسية وتوحيدها لتشكيل ائتلاف يواجهُ الأغلبية التي حصدها (دولة القانون) في الانتخابات الأخيرة الذي سُخرت له كافة الإمكانيات المادية والمعنوية للدولة . وفعلاً كان هذا توجه البغدادية الذي خشياهُ المالكي والمؤيدين له من ائتلاف (دولة القانون). لذا قامَ وبعد فشل قناته الفضائية (آفاق) في مواجهة سياسية البغدادية الإعلامية والرد عليها وكسب الجمهور بالتبرع بـ(خمسة ملايين دولار) للحكومة المصرية ودعم رئيسها عبد الفتاح السيسي مقابل حصوله على التأييد المقابل و إغلاق قناة
البغدادية و مقراتها الرئيسية في القاهرة . وفعلاً حصل ذلك التأييد للمالكي والإغلاق للبغدادية من قبل (السيسي), وعندها شعر المالكي بقربه من (الولاية الثالثة) بعد تصفيته لجميع خصومه من السياسيين والمعارضين لأفكاره وتوجهاته. لكن كما أن البغدادية صوت الشعب فأن المرجعية الدينية ضميرَ الشعب التي أكدت مراراً وتكراراً على ضرورة تغيير الوجوه والمناهج خلال المرحلة المقبلة بعد وصول البلاد لحالة الخراب والدمار وشبه الانهيار لولا فتوى (الجهاد الكفائي) ,وهذا ما ألزم كتل التحالف الوطني بالتقييد به وعدم الخروج عنه ليُثبتوا وطنيتهم بذلك للعراق فقاموا بترشيح الدكتور (حيدر العبادي) بديلاً عن (المالكي) الذي تمسك بمنصبه و رأيه حتى اللحظة الأخيرة غير مبالي لقول المرجعية الدينية التي حفظت له البلاد و بغداد من داعش التي كان مخطط لها أن تستوطن المنطقة الخضراء !!
وهنا ترد الإجابة على سؤالي في المقال السابق من السلسلة .. نعم فقد نجحت البغدادية ومن خلال المرجعية الدينية في تشكيل ائتلاف يواجهُ الأغلبية!! التي حصدها ( المالكي ) مسخراً لأجلها كل إمكانيات الدولة . فهنيئاً للمرجعية الدينية العليا تأثيرها وقوتها على القرار السياسي لتبقى ضماناً للمحرومين والفقراء وشوكة في عيون المتسلطين والمفسدين والناهبين للمال العام وحقوق الشعب .وهنيئاً للإعلام الحر و للبغدادية عودة بثها على الترددات الجديدة والتي ننتظر منها الدعم الكامل لحكومة السيد (حيدر العبادي) الذي أثبت حُسن نيته مع الجميع وسيره وفق رؤى المرجعية الدينية التي تعتبر أن جميع العراقيين أخوان لا فرق بين مذهب ودين وطائفة ,وكما نطالب البغدادية بالاستمرار في كشف ملفات الفساد والضالعين فيها أما الرأي العام ليتم تعريتهم كما كشفت ملفات الفساد الكبيرة والخطيرة في حكومة (المالكي) والتي كان لها الدور الكبير بحصول التغيير . ونقول أخيرا هنيئاً للسيد المالكي أيضا رحيله من رئاسة مجلس الوزراء إلى مكتب نائب رئيس الجمهورية الذي نتمنى أن يخدم العراق والعراقيين من خلاله …