الجزء الثالث
مقدمة:
” .. حتى ليبدو الأمر وكأن الكفر بالله هو الأصل، والإيمان به هو الاستثناء.”
أثارت الجملة أعلاه عن الفطرة، حفيظة الكثير من القرّاء والكتّاب بموقع ليبيا المستقبل، وقد وصلني عددٌ من الإيميلات يستغفر الله لي ويطالبني بالإعتذار عنها، وأجدني مضطرةٌ للتوقف قليلاً لقول آخر ما لدي بشأنها، لكنني أريد أولاً أن أعتذر، ليس عن الجملة أعلاه بل عن كوني لستُ من الذين يؤجّرون أقفيتهم للفقهاء ومفسري القرآن وكتّاب السيرة وشرّاح الحديث، ليلزق عليها الغزالي والقرطبي والحسن البصري وابن تيميّة وغيرهم فهمه للإسلام، ذلك أنني أمتلك عقلاً يخصني، وهو يعمل بكد، وإن كان يخطئ فهو أيضاً قد يصيب، هذا العقل جعلني اتجرّأ على التدقيق في فهمهم ذاك واستجوابه، ثم طرحه جانباً حين يتضح أنه يستدعي الموروث ولا يستدعي الذكاء، وأريد أن أعتذر فقط عن كوني لا أستطيع أن أكون ترساً في آلة الترديد الببغائية حين تُعيد لنا الذاكرة دوماً، لأنني امرأة ولستٌ ببغاءً، فأنا لن أساهم في سكب قطرة زيت واحدة على دواليب تلك الآلة، التي تكرر ولا تبتكر لأنها تخاف الأسئلة الجديدة، هذا هو الإعتذار الذي أفتخر بتقديمه لمن يجد في كتاباتي بعض الفائدة، أما غيرهم ممن يجدون في استجواب الإسلام، أو في التفكير المختلف عما ألفوه جدلاً عدا عن كونه حراماً، لأنهم اعتادوا تأجير أقفيتهم لمن أذل عقل المسلم فيهم، فكانت غاية ما يستطيعونه هو نسخ ما قال هؤلاء لي لأنهم مستقيلون من مهمة التفكير، فليس لهؤلاء اعتذار هنا ولا مكان.
عودة إلى موضوع الفطرة:
أولاً: الفطرة كما جاءت في القرآن ومن غير تفذّلك “زايد”، كالتفذّلك الذي جرّبه كل من أراد أن يبرّر لماذا فطر الله الناس على معرفته لكنهم حين عرفوه كفر كثيرون به هي كالتالي: إنها أساسٌ في جِبلة الإنسان مغروسةٌ فيه قبل أي استعمال منه للحرية في الدنيا، وقبل تحقق أي ممارسة عقلية له حيال صروف الحياة، وهي أساسٌ أوليٌّ يثبت للإنسان بمجرد ولادته إنساناً وبمناسبة كونه كذلك لذا فهي لا تتبدل البتة، والله هو الذي قال إنها لا تتبدل لا أنا في سورة الروم آية 30 (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ولهذا لم نسمع أن للحيوانات والجمادات والجن فطرة(وهذا غريب جداً لأن الجن مكلّفة لقوله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وحين تحدّث بالآية 72 الأحزاب عن التكاليف المُعَبْر عنها بالأمانة التي عَرَضَها على السماوات والأرض، لم يذكر إلا أن الإنسان فقط (برغم أن الجن ملزمة بتلك التكاليف أيضاً وهذا أمر غريب آخر في الفطرة)، هو الذي نهض بعبء حملها، فمع وجود فطرة كهذه كان يجب ألا يكفر إنسانٌ واحدٌ بالله مهما حدث، وإلا فلا داعي لتسميتها فطرة!
ثانياً: أصر بعض القرّاء أن الفطرة تعني أن يكون للمرء إستعدادٌ طبيعيٌ لتقبل الإسلام حين يعرفه، وقال البعض الآخر إن الفطرة تظل متحققةً حتى حين يصنع المرء لنفسه إلهاً آخر من دونه، وهو إنما يفعل ذلك ليتقرب به إلى الله، وجادل فريقٌ ثالثٌ أن الفطرة هي أن المرء مزودٌ برغبةٍ طبيعيةٍ في البحث والسؤال عن خالق هذا الكون، وأنه حتى القبائل البدائية إنما تبحث عن إله أو تصنعه إن لم تعرفه، غير أن في الأقوال الثلاثة استدارة على الموضوع برأيي، بل هي استدارة واسعة جداً حتى أخرجت أصحابها عن الجادة، إذ كلها تقوّلت على الله بما لم يقله، فعن القول الأول فثمة حقيقةٌ ثابتةٌ وهي أن ثمة أعدادٌ لا بأس بها من الناس، وصلتها دعوة الإسلام عبر القرون لكنها رفضته، وما يزال المسلمون أقلية في العالم بعد 1500 سنة، وداخل هذه الأقلية فإن بعض السنة يعتبرون المشبّهة فِرقة كافرة، ويكفّرون أيضاً بعض فِرق الشيعة، وداخل الشيعة تلمس أيضاً تكفيراً منهم لبعض طوائفهم، عدا عن تكفير بعضهم لبعض فِرق السنة، وثمة فِرق أخرى غيرهما تكيل التكفير لبعضها البعض، ثم إن آيات الفطرة 172-174 سورة الأعراف، لم تتحدث عن دعوة أحدهم للتوحيد بل عن أنها قد دمغت التوحيد في الإنسان منذ لحظة خلقِه أصلاً، أما عن القول الثاني فالله نفسه وإن كان هو من أخبرنا عن حال من يعبد أصناماً من دونه كي يُتقرب بها إليه، إلا أنه رفض هذه الحجة بالذات رفضاً قاطعاً في نفس السورة آية 173 (..أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ..) وهو لم يرضَ بغير الإخلاص له في الدين كما قال في الزُمر آية 3 (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)، أما القول الأخير عن القبائل البدائية، فإن بعضها قد عرف التقديس لكنها لم تعرف العبادة، لهذا قدّست عدة أشياء بوقت واحد كالحيوانات وعناصر الطبيعة، لكنها لم تصنع معبودها الواحد المنزّه عن الشراكة، وحتى في القبائل التي صنعته فهي قد أضافت تلك المقدسات إليه، لذا فالفطرة بحقها لم تتحقق، لأن الله يرفض أن يُشرِك معه أي مقدس آخر ولأنه اشترط إفراده بالعبادة، وما أراه هو أن القرّاء والكتّاب إنما حوّروا الشرك إلى فطرة، عن مكابرة منهم أو ترديدٍ أرعن لأقوال فقهائهم الذين أجّروا لهم أقفيتهم.
ثالثاً: بالرغم من كونها فطرة، إلا أنه قد قابلتها اعتراضات ومفارقات كثيرة جداً، جعلت منها مفهوماً ملتبساً ومشوشاً، ومن هذه الإعتراضات:
البشرية لم تتفق يوماً على إله واحد، فاليونان والفينيقيون والمصريون القدامى والهنود والهنود الحُمر والكنعانيون والآشوريين والزامبو والملاوي والمكسيكيون والعرب الجاهليين والأستونيون واللاتيفيون والفنلنديون والإسكندنافيون والإسكيمو والبربر والكُرد والزنج والزولو والهوسا والموبوتو والنيليون..الخ، عرفوا تعديد الآلهة وتعديد المقدسات وقد أنسنوا آلهتهم وطبعوها بثقافتهم، وحتى المسلمين اختلفوا كثيراً في طبيعة الأُلوهية وصفات الله كما لدى الحشوية والمشبّهة، فأين هي الفطرة وسط أرخبيل الشرك هذا؟!
أما المفارقات فهي الصادرة عن الله نفسه بالقرآن، في تعامله مع الإنسان كما لو أنه لم يخلقه على فطرة التوحيد، من ذلك مثلاً:
1- إرسال الكثير من الأنبياء للبشرية لهدايتها إليه، النساء آية 165(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) فقد نّزل لهم الكتب وأشهدهم على الكثير من المعجزات وبعد كل ذلك كفر أكثرهم به، كما حدث مع أصحاب القرية التي بعث لها ثلاثة رسل دفعةً واحدة، وقوم نوح وقوم لوط حين تركا لقومهم المكان في نفرٍ قليلٍ ممن آمن بهما، وكما حدث مع قوم موسى حين شق لهم البحر للهرب من فرعون، وما إن تركهم لمناجاة ربه حتى عبدوا عجلاً من دونه، وقد حدث نفس الشيء بعد موت النبي مباشرة، إذ ارتدت أمصار وقبائل عن دين الفطرة، والله نفسه تحسّر على الناس بالآية 30 يس (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)، وهل الحسرة إلا على ذهاب الكثير؟!
2- تحرّيم زواج المسلمة من كتابي، بينما لم يحرّم على المسلم إلا الكافرة فقط، وعلة تحريم زواج المسلمة من كتابي كما درستُها بالكلية، هي بسبب العادة التي درجت بين الناس من أن المرأة تتبع زوجها وتعمل ما بوسعها لإرضائه ما قد يدفعها لإعتناق دينه، وأنه درجت العادة على أن يتبع الأولاد دين أبيهم، في حين أن علة تحريم زواج المسلم من كافرة هو بسبب عدم إمكانية الإلتقاء بين الإسلام وبين الكفر، وتبرز هنا إشكالية إضافية، وهي أن العادة في مقابل الفطرة، رغم أنه يُفترض ألا يكون للفطرة مقابل ما، بل وأن العادة تتفوق على الفطرة والفطرة تفتر أمامها، فالمرأة على ما يقوله لنا الله مبتلاةٌ بفطرةٍ أضعف، لذا فهي سريعة الإنجرار للكفر بعكس الرجل!
3- أقر الله بوضوح في القرآن، أن إيمان المرء بالله أو كفره به إنما هو مرتهن بمشيئته فقط، إذ ليس للفطرة دخل ولا لإرسال الرسل دخل ولا لتحقيق الخوارق المعجِزة دخل ولا لجهد الإنسان في البحث عن الله من ذاته دخل بل ولا لأي شيء آخر مهما عَظُمَ أمره دخل، كما بالآية 111 الأنعام (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) والسجدة آية 13 (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) والنور آية 46 (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ويونس آية 25 (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) والنحل آية 93 (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) والنساء آية 88 (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) والأعراف آية 178 (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ونفس السورة آية 186 (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) والشورى 46 (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ).
4- لقد حذّر الله عباده من أن يأمنوا مكره بهم، فهو قد يحرِف قلب أحدهم عن الحق بعد أن أفنى عمره في عبادته لقوله في آل عمران آية 8 (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ
رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) وهي آية تقوّل فيها كثيرٌ من الفقهاء، بين من ردها لجملة الآيات المتشابهات، وبين من قال إن المراد بها هو الدعاء بأن لا يبتلي الله عبده ابتلاءً يصرِفه إلى الكفر بعد أن كان مؤمناً، وبين من قال إنها إنما تتناول تثبيت المؤمن على دينه عند سؤال الملكين له، فقد لا يثبّت المؤمن بسبب الفزع في ذلك الموقف الرهيب فينكر الله، وقد ذكر ابن عباس في حديثٍ مرفوعٍ عنه عن النبي ما معناه، إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرّفه حيث يشاء، هذا الحديث تجده أيضاً في صحيح مسلم قريباً منه بالصياغة لكن عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عدا عن حديث عايشة في مسند أحمد قالت كان النبي يكثر من القول ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُكْثِرُ من هَذَا الدُّعَاءِ، فَقَالَ إِنَّ قَلْبَ الآْدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ(، وكثيرون ولابد مرّت بهم قولة أبي بكرٍ الشهيرة: والله لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله، لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون.
الخلاصة:
ليس فقط أنه “يبدو الأمر وكأن الكفر بالله هو الأصل، والإيمان به هو الاستثناء” بل إن مقولة أن الإسلام هو دين الفطرة هي مقولةٌ مُستسهلةٌ دحرجها لنا الفقهاء، وتلقّفها المسلمون دون فحص لمنظومة الآيات المتعلقة بالإيمان بالله ككل، والتي ضربت تلك المقولة في مقتل، لأن الله نفسه قد التفت عن الفطرة إلى المشيئة، فصار الإيمان به رهناً بمشيئته والكفر به رهنٌ بمشيئته، فاستبسال المرء في مرضاة الله بالصلوات والتهجد والأُضحيات والحج والبِر، مثله مثل إستبساله في الكفر والفجور وإيذاء الناس، كلاهما لا يُلزمان الله في شيء، فهو إن شاء أضلّ الأول بعد طول مجاهدة في الإيمان، وإن أراد هدى الثاني بعد الإمعان في الضلال، وما أراه أن الكفر به عبر العصور كان أكثر من الإيمان، وهو نفسه أبدى حسرةً على عباده لكثرة كفرهم به، ورغم ذلك كله فستثبت الحجة له علينا لقولة بالأنعام آية 148(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) ومهما حاججناه فسيقول (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين) كما بالآية التالية لها مباشرة، والحجة هنا برأي ليست الفطرة بل المشيئة، وبالنهاية فلا معقّب عليه في الحالين لأنه إنما يسأل ولا يُسأل مثلنا.
…. يتبع