تنتشر السيطرات في جانبي بغداد الكرخ والرصافة بكثرة وبمختلف انواعها. سيطرات شرطة وسيطرات جيش وسيطرات مشتركة ولكن للأسف الشديد يكاد يكون وجودها كعدمها فبرغم الكثرة الكاثرة لهذه السيطرات فإنها لم تستطع أن توقف مسلسل التفجيرات الدموية اليومية. فمفخخات الموت تتجول في شوارع بغداد وتصل الى أهدافها وتحصد أرواح البشر من دون ان تنجح السيطرات في كشفها. لازالت السيطرات تعتمد كلياً في عملها على جهاز كشف المتفجرات الكاذب رغم عدم فعاليته وجدواه. بالأمس اعترف المفتش العام لوزارة الداخلية السابق بفشل هذا الجهاز لكن لاتزال المؤسسة الأمنية تصر على إستخدامه حتى في مداخل المنطقة الخضراء وتصر على كونه مفيد وفعال في الوقت الذي أقدمت الحكومة السابقة على سجن اللواء جهاد الجابري بتهمة استيراده لهذا الجهاز الفاشل لكنها اي الحكومة إستمرت في استخدام الجهاز. ان التفجيرات اليومية التي تشهدها بغداد وبقية مدن العراق دليل على فشل عمل السيطرات وفي رأي ان أخطر ما في وجود السيطرات هو أنها تولد شعوراً بالأمن الكاذب مما يولد ترهلاً وفتورا يستغله الإرهابيون فيقوموا بجرائم التفجيرات. لقد آن الأوان لتعترف الجهات الحكومية المسؤوله بفشل سياساتها الأمنية وفشل تدابيرها المتبعة وفي مقدمتها السيطرات وجهاز كشف المفخخات الكاذب. ان السيطرات تكلف سنوياً خزينة الدولة ملايين الدولارات من دون جدوى من ورائها تذكر. المطلوب تغيير خططنا الأمنية والإعتماد على الجهد الاستخباري وأنا على يقين لو ان الحكومة تنفق على جمع المعلومات ربع الميزانية التي تنفقها على السيطرات لاستطاعت ان تقضي على مسلسل التفجيرات اليومية التي تشهدها بغداد.
أقولها وبكل صراحة بغداد بخير لولا السيطرات الفاشلة. ارفعوا السيطرات افتحوا الطرق والشوارع أنفقوا الأموال على الجهد الاستخباري وجمع المعلومات شغلوا العاطلين عن العمل من خلال استقطابهم في عملية المراقبة والرصد والتحري وجمع المعلومات أمنوا مداخل بغداد وزعوا العيون في الشوارع وأزرعوا الجواسيس في الطرقات والأماكن ارفعوا شعار ( مائة دولار لكل معلومة دقيقة ومفيدة) وسترون بأعينكم النتائج المذهلة حيث سيتسابق المواطنون فيما بينهم على تقديم المعلومات لأن المعلومة الاستخباراتية تأتي بطريقتين إما الترهيب كما كان يفعل الطاغية صدام او بالترغيب من خلال توزيع الأموال والمكافئات كما تعمل به كل أجهزة المخابرات والاستخبارات العالمية. أوقفوا قتل العراقيين. ارفعوا السيطرات. أعيدوا ملف أمن بغداد الى وزارة الداخلية بعد تطهيرها من المندسين والفاشلين وانهوا عمل قيادة عمليات بغداد الفاشلة المولعة بنشر السيطرات.