م/ اقتراح للخروج من بين المطرقة والسندان
عماد الهلالي
السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي المحترم، نحن نعلم أنك تفكر بالخروج من هذه الورطة التي ليس لها مثيل على المستوى الشخصي كرئيس وزراء يواجهه هذا الكم من المشاكل الجسيمة في بداية عمله، وكشخص يواجه هذه المسؤوليات أمام الله وأمام التأريخ في أضعف ما تمر به إمكانات الدولة العراقية.
وسأقترح على جنابكم هذه الفكرة للقضاء على داعش في غضون أقل من شهر من البدء بتنفيذها.
ولو كان لي طريق سري لإيصال المقترح إليه لفعلت، ولكن لا أجد غير الفيسبوك لإيصاله، فعسى أن يوصله من يمكنه ذلك.
والحل بسيط جداً: وهو أن تختلي يا سيادة رئيس الوزراء بأوباما جانباً وتقول له بينك وبينه:
((أنك لم يبق من فترة حكمك إلا سنتين، وإن أكثر ما تبتزه من العراق سيذهب للخزينة الأمريكية ولشركات فلان وفلان من المتنفذين في الحكومة الأمريكية لا تحصل منه إلا على جزء يسير لمصلحتك الشخصية، ولا سيما مع توسعتك للتحالف ودخول دول كثيرة لها مصالحها ونفقاتها، فلماذا لا نعطيك يا أوباما من هذه المبالغ التي تريدها للتسلح لك شخصياً عن طريق استثمارات لشركاتك الخاصة تستمر لعشرين أو ثلاثين سنة، مع ضمانات اقتصادية تبقى لك، على أن تقضي على داعش بأي طريقة شئت)).
وأعطِ لشركات أوباما استثمارات المعادن في الرمادي فإنهم يحبون الأمريكان كما يبدو من طلبهم مجيء قوات أمريكية لتحريرهم، وأعطِه استثمارات ترميم الآثار في الموصل، وأمثالها من المشاريع الاقتصادية التي تدر عليه شخصياً أكثر مما تدر عليه الألاعيب التي يدريها في الخفاء والتي ستكلفه فضيحته وفضيحة بلاده. فإنه إن كانت له مصالح في العراق فسيوفر الأمن ويقطع مداد داعش فيه بعد ذلك. وسيكون ما تعطيه لشركات أوباما ومن معه أقل بكثير مما ستلفه الحرب من أموال وأرواح.
وإذا تحجج عليك بأن الذين حوله لهم مصالح أيضاً: أعطهم كذلك استثمارات أخرى لمصالحهم الشخصية وشركاته فإن ما تعطيه لهم أقل بكثير مما ستنفقه على شراء الأسلحة، فالـ(600) مليون دولار صفقة الأسلحة التي ستبيعها عليك الولايات المتحدة -وسيتضح في ما بعد أنها تحتاج إلى معدات أخرى لا بد من شرائها، وأن الصواريخ ستحتاج إلى مدافع خاصة والقنابل إلى طائرات خاصة لا بد من شرائها أيضاً،- هذه الـ(600) مليون كان يمكن أن تعطيها لهم لينظفوا جنوب العراق ووسطه من الإشعاع النووي الذي حصل بسبب استخدامهم لليورانيوم المنضب على أرض العراق عام 2003 في حربهم بعد أن كانوا يدفنونه في البلاد الأفريقية الفقيرة إزاء رشوة بسيطة لرؤساء تلك البلدان للموافقة على دفنها في بلادهم، فأعطهم هذا المبلغ لتنظيف الجنوب من الأمراض السرطانية مثلاً والتي يتسبب بها التلوث الإشعاعي فيقتل السرطان في النجف ما يعادل 3 أشخاص يومياً، ومثلها في البصرة ومثلها في الناصرية ومثلها في محافظات أخرى بما يفوق ضحايا الإرهاب، وبأمراض لم يعهدها بلدنا المسكين من قبل.
واعلم يا سيادة رئيس الوزراء أن أوباما سياسيي مثل سياسيي الأحزاب العراقية وأنت خبير بهم فإنهم إنما يريدون الكراسي والوزارات ليستفيدوا منها شخصياً ولا تهمهم مصلحة البلاد بقدر مصالحهم الشخصية رغم ما يتكلمون به من تدين وشعارات وطنية وما في جباههم من علامات السجود، فأوباما مثلهم يريد أن ينتفع من منصبه كما انتفع بوش ومن قبله، وليس لديهم سوى تجارة الأسلحة في المناطق التي تشهد الحروب التي يقفون هم وراءها. وإذا انتهت مشكلة داعش فسيخترع لك غيرها. وأنت تعلم أن الديمقراطية تعني إضعاف جميع الأطراف لتتوازن فالبلاد في طريقها إلى الضعف مع كل دورة انتخابية وجلسات مصالحة، وأنتم ليس لديكم كرسي ثابت في مجتمعكم كالأكراد ولا كرجال الدين ذوي السلطة الجاهزة باسم الدين.
فأعط لأوباما الفوائد التي يرجوها بلا حرب ولا شراء أسلحة والضمانات التي يرجوها، وسيخرج في اليوم التالي يحرك فكّه –قبل فمه- يميناً وشمالاً بالطريقة التي علمها له خبراء الدعاية الانتخابية ليبدو مقنعاً للشعب الأمريكي الغبي وسيقنعهم بالقضاء على داعش لكونها تهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وتهدد أمن إسرائيل والشباب الأمريكي الذي ستقضي عليه إذا عاد المجاهدون إلى أوربا والولايات المتحدة.
واترك الباقي عليه، فإن لديه أقمار اصطناعية تكشف لك خبايا البيوت، وما هو مدفون تحت الأرض، فإذا كانت أقمار لاندسات في السبعينيات تميز البنايات التي تتضمن نشاطاً حرارياً من صور قمر اصطناعي على ارتفاع أكثر من 800 كيلومتراً وبدقة ثلاثين متراً، فإن أقمار التجسس اليوم على ارتفاع 100 كيلومتراً تميز الحقائب وتميز الرجل المحموم من الصحيح بدقة سنتمترات قليلة.