امر غريب ان تنسج امريكا وعلى لسان ابرز قادتها وعرابيها ،قصص وحكايات تكاد تقترب من حكايات قصص الخيال العلمي،التي يبدع الامريكان باخراجها على شكل افلام هوليودية،تحصد المال والشهرة ،رغم انها لا تمت الى الواقع بصلة.
ومنذ اعلان امريكا قيادتها لتحالف دولي هش وشكلي لمقاتلة داعش،وهي تطلق بين الصباح والمساء اخبارا عن احتمالات احتلال بغداد،ودخول مطارها الدولي ،وتبث تقاريرا عن قدرات داعش القتالية،وتاقلمه مع الاوضاع الحربية،واستحالة هزيمته،مع احتمالية استمرار الحرب لسنوات ،وزاد وزير الدفاع السابق المدة حتى توقعها ثلاثين سنة بالتمام والكمال.
واطلاق القادة الامريكان لمثل هذه التصاريح،امر غريب ومريب،وينافي العقل ،ان المنطق يحتم عليهم”اي الامريكان” اطلاق تصاريح تشد من عزيمة من تحالفوا معه،وتوهن عزيمة وعقيدة ومتبنيات الطرف الاخر وهم الدواعش،وتحجم قدراتهم وامكانياتهم اعلاميا وواقعيا،طالما ان امريكا لديها القدرة على التعامل مع جميع الفرضيات بطريقة حقيقية وواقعية.
ان قصص الامريكان عن ضعف دفاعات بغداد ،واحتمال وصول القتلة والمجرمين الى بواباتها ،واختراق مطارها قصص غير حقيقية،وبعيدا كل البعد عن الواقع،لان بغداد مؤمنة بشكل كامل بقوات الجيش والاجهزة الامنية واسناد المجاهدين وابناء الحشد الشعبي،ولن تكون للخلايا النائمة والحواضن الارهابية فرصة واحدة للقيام بمجرد محاولات لجس النبض،لان هذه المحاولات ستقبر في مكانها وستنقلب على من مهد او ساهم بها.
الامر المحير،انه في الوقت الذي ينسج القادة الامريكان قصص الخيال عن بطولات داعش في بغداد ،يتخلون عن هذه القصص في اقليم كردستان،ويقدمون كل الدعم والاسناد المادي والمعنوي والعسكري والاعلامي،وكانهم يتحدثون عن دولة ومكان اخر، رغم ان اوضاع الاقليم المتردية هي من حشدة الدعم الدولي ،بعد ان اصبحت اربيل على بعد خطوات من فك ارهاب داعش.
ان تصريحات الامريكان الاعلامية عن اوضاع بغداد ومطارها وعن تاقلم الدواعش وبطولاتهم، فقدت اهميتها ،ولم يعد لها اي رصيد في الشارع العراقي ،وبين اوساط السياسيين والقادة العسكريين ،خاصة بعد ان قطعت المرجعية الدينية الشك باليقين ،وخولت الحكومة العراقية امر الدفاع عن الاراضي العراقي حصرا من خلال الاعتماد على ابناء القوات المسلحة وابطال الجهاد المقدس والحشد الشعبي،وهذا التخويل سيوقف تصريحات الامريكان ويوقف اندفاعهم نحو بوابات مصالحهم التي لا زالوا يحلمون بها في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
ان دعايات الامريكان الاعلامية المجانية عن الدواعش وقدراتهم الخارقة انكشف كذبها،بعد ان بدات قواتنا المسلحة وابطال الحشد الشعبي ،تحقق الانتصار تلو الانتصار ف،ي جميع الجبهات ومواقع القتال ،رغم الدعم والاسناد الذي لازال يقدم للدواعش من قبل الامريكان والاتراك وبعض دول الخليج.
كان على صقور امريكا ان يستخلصوا العبر والدروس من صمود امرلي المدينة التركمانية الشيعية الصغيرة ،والتي لا يزد عدد نفوسها على 17 الف نسمة ،وكيف انها هزمت الدواعش،وعلى هذا الاساس اذا كانت امرلي الشيعية المحاصرة تمكنت من قهر الدواعش ،فكيف تسقط بغداد وفيها تتوقف حركة الدنيا وتسجد على اعتاب ضريح الامامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام هامات الرجال وبطولاتهم وتضحياتهم.