17 نوفمبر، 2024 11:42 م
Search
Close this search box.

كوباني والخرائط الجديدة

كوباني والخرائط الجديدة

باتت مدينة كوباني السورية تمتاز بأهمية كبيرة في لعبة الامم العالمية وتقاطع مسار المواجهات الايديولوجية التي تلتهب نارها في اكثر من ساحة من ساحات المنطقة فهذه المدينة بمواطنيها الكرد الذين اقاموا فيها ادارة ذاتية مستقلة ترى فيها تركيا بوابة لنجاح او هزيمة مشروعها ما سيترك تداعياته عليها ايجابا او سلبا فهي من وجهة النظر الاردوغانية مفتاح الدخول للأرض السورية عن طريق ادارة توحش الجماعات الداعشية لإقامة ما تحلم به من منطقة عازلة وفرض حظر للطيران بحجة التهديد الذي تمثله عصابات داعش ما يمهد للاحتكاك بالجيش السوري واستدراج للحلف الاطلسي للدخول في معركة مع سوريا وحلفائها في المنطقة قد تؤدي مخرجاتها – بتركيا الساعية لإحياء الامبراطورية العثمانية والطامحة للعب دور حيوي في الساحة الدولية – الى تخليص اردوغان من  مأزقه وتحجز لحزبه الإخواني مقعدا في قطار الشرق الاوسط الجديد يوفر له دورا في رسم خرائطه والتحكم بخطوط نفطه وغازه الموعودة.

لا يبدو ان الحكومة السورية وحلفاؤها غائبون عما يجري فهم يساهمون كما اتضح بقوة في صمود وبسالة مقاومة مدينة كوباني التي اضحت بورصة اقليمية ودولية للمواقف ولمسارات الاحداث وتداعياتها على التوجهات السياسية والاقتصادية الدولية وبما سيتركه ثباتها او سقوطها من اثر على قبان موازين القوى العالمية.

كوباني التي عرت مسعود البارزاني وكشفت القناع عن وجهه سددت ضربة لمشروع الدولة الكردية القومية بالمقاسات البارزانية وكشفت للكرد عموما نسبة الكذب والدجل وحجم النفاق والازدواجية الاميركية الباحثة عن مصالح واهداف استعمارية ليس من اولوياتها حماية الكرد بقدر الاستفادة منهم والتلاعب بمصيرهم ودمائهم والركوب عليهم لتحقيق اغراضها وان استبيحت بعض مدنهم. افتضاح البارزاني واسياده في البيت الابيض وسقوط مشروع اسقاط كوباني بعد اكثر من شهر على محاصرتها ومحاولة استباحتها دفع الاميركان للضغط على تركيا لفتح الحدود لاتباع البرزاني مؤخرا لمساندة اهالي كوباني وقامت طائرات التحالف المزعوم بدغدغة اطراف داعش في اطراف المدينة.

أمست هذه المدينة ضحية للخرائط الجديدة وتقاطع عند ابوبها المشروع الاستكباري الاميركي الصهيوني بالمشروع العثماني الاخواني والمشروع القومي الكردي بالمشروع الداعشي القرو- وسطي مشاريع متعددة الاهداف متداخلة الخطوط يتم تنفيذها وان كان ذلك على حساب مكونات الامة ومصيرها.

درس كوباني بعد آمرلي يقول ان داعش هي فزاعة واداة تخويف وترهيب لإعادة رسم الخرائط وانتاج النظم السياسية الحاكمة بالتبعية لتحقيق الغايات الاميركية اكثر مما هي قوة حقيقية هائلة تمتلك امكانات وقدرات متميزة فعلى ابوابها بعد ابواب القصير وآمرلي بات المشروع العثماني الجديد قاب قوسين أو ادنى من السقوط واكدت ان المشروع الصهيو- أميركي مجرد مخططات ورسمات لخرائط افتراضية يمكن محوها واسقاطها وأن الشعوب بصمودها وبسالتها يمكن ان تقدم صوراً اسطورية في الدفاع عن مدنها ومقدساتها وان تحقق الانتصارات وتدحر المشاريع الخارجية الوافدة.

أحدث المقالات