في أماسي مدينة الناصرية الرائعة حيث يكتظ شارع ألحبوبي وتفرعاته بالآلاف المتبضعين والمتسوقين والباحثين عن متعة التجوال والنظر إلى الجمال السومري .
لم يصدق صديقي المغترب والذي أمضى عشرين عاما بعيد عن وطنه من أنه في الناصرية .
فمشاعر الألفة والحميمية والرضى ترتسم على وجوه الناس وشعورا بالأمن والأمان على ارض ذي قار المعطاء جعلها قبلة للعديد من الشركات والمستثمرين .وارتسمت على جبينه إلف علامة استفهام عن ما يصوره البعض من مدننا مدن أشباح وأن أهالينا ينامون كالدجاج باكرا .
وانأ أحاول إن ارسم صورة عم مال إل إلية حال ذي قار بعد التغيير، خصوصا بعد تراجع العمليات الإرهابية ومستوى الجريمة حتى مرت جوقة من الممرضات الهنديات العاملات بالمستشفى العام وصدى لغتهن الاوردية المطعمة بضحكات نهر الكنج تملئ المكان… كن سعيدات ومفعمات بروح الدعابة والأمل والناس تتبادل معهن روح النكتة والمرح حتى إن ألباعه يسموهن (إخوة ميتاب ).
ونحن نحتسي العصير احتفائا بالمناسبة سمعت صوتا بلكنة تركية يقول (بنا بير بارداكمايفا سنا فيرن ).لم يفهم البائع لغة مجموعه من المهندسين الأتراك العاملين في إحدى الشركات التركية .وداعبهم مازحا (كولوا نريد عصير ).كانوا في غاية النشاط والاريحيه .تبادلنا معهم التحايا وتساءلنا عن أوضاعهم بلغة انكليزية فكانوا في غاية الانبساط والرضا .ووصفوا سكان هذه المدينة بأنهم أكثر من رائعين وو ديدين وكثيرا ما يسمعوهم اغاني (ابراهيم تاطلس )بل يصرون على سماعها منهم. شعور غاية في التلاحم والانسانية جعلهم ليس غرباء ابدا في الناصرية مدينة الاباء والكرم .
ان تواجد الكثير من الشركات والجهات الأجنبية العاملة في ذي قار وشعور عامليهم بأنهم في أوطانهم وان الناصرية هي واحة للأمن والسلم الاجتماعي وحسن المعاملة وسجية الكرم والضيافة التي يتحلى بها أحفاد اورنمو جعلت هؤلاء الوافدين يتجولون بكل حرية واطمئنان وفي كل الأوقات وليس غريبا ان تجد الرومانيين والروس والايطاليين يرتادون المطاعم والكازينوهات ومحال البقالة أمنيين مطمئنين .
عزز ذلك الأجواء الصحيحة والبيئة الصالحة التي وفرتها السلطة المحلية والقوى الامنية لتواجدها وانتشارها الدائم وبكافة صنوفها .كما ان متابعة السلطة المحلية لسير عمل هذه القوى عزز من مكانتها والارتقاء بمستوى مسؤوليتها فقد كانت لنا رفقه مع جولة لمحافظ ذي قار لمتابعة عمل السيطرات الخارجية والداخلية امتدت حتى فجر اليوم الأول لعيد الاضحى .استتبابا للامن وتفحصا لهمة المخلصين .
ان علينا كعراقيون وأبناء لهذا الوطن الغالي إن نشيع روح المحبة والوئام ونبتعد عن مسميات لغة الحروب وصور القتل والترهيب , ونجعل قبول الأخر والتواصل مع بني الإنسان هي اللغة السائدة بيننا ،وان نجعل طاقاتنا مستنفرة من اجل ان يكون الوطن خالي من الإرهاب والتعنصر ،وان تطفأ نار الفتنة وينتقم لنا من الظالمين أعداء الإنسانية وخفافيش الظلام أينما كانوا على وجه البسيطة , نحن من نريد ان يشيع الأمن والأمان في مدينتنا وربوع الوطن والعالم اجمع ,من اجلنا ومن اجل أجيال المستقبل حتى يعيش العالم بأسره بأمان وسلام .