تمر العرب اليوم بواحدة من الحقب الزمنية الصعبة ، حيث تواجه الامة العربية منذ عقود من الزمن مؤامرات تهدف لانهاء وجودها كامة وحضارة وتاريخ ، وتتعاون عدة قوى لتحقيق هذا الهدف .
فمن هي هذه القوى ؟
ماهي اساليبها ؟
مالقوة التي تمتلكها ؟
كيف تخطط ؟
ماهي مراحل تنفيذ اهدافها ؟
ماذا اعد العرب لمواجهة تلك القوى المتحالفة ؟
ماهي مصادر القوة لدى العرب لكي يتصدوا لهذ المخطط ؟
كيف يمكن تغيير ميزان القوى لصالحها واجهاض تلك المؤامرة ؟
أسئلة كثيرة تتزاحم في ذهن الانسان العربي وهو يرى حال امته يتدهور يوما بعد يوم ،وهناك ثورة عارمة تجتاح تلك الاقطار وقد تطال اقطار اخرى تحت مسمى (الربيع العربي) ، يقابله صمت الحكام والقادة العرب وله اسبابه التي سنتطرق اليها في هذه الدراسة البسيطة عسى ان تكون مقدمة لدراسات تخصصية للنقاط التي ستتضمنها وصولا لايجاد نظرة شمولية وعميقة واتخاذ اجراءات تعيد للانسان العربي ومن يعيش معه على هذه الارض الثقة بالنفس والمضي نحو مستقبل افضل يتناسب وحجم ماوهب الله هذه الامة من مقومات ديمومة البقاء ودورها الانساني العظيم عبر التاريخ.
في البدء نود ان نشير بما لا يقبل الشك ان تلك القوى التي تتحالف وتعمل منذ سنين طويلة لتدمير الامة العربية والهيمنة على ثرواتها وارضها هي :
مثلث الموت وينحصر في ثلاث قوى :-
الولايات المتحدة الامريكية
ايران
الكيان الصهيوني
ولكل من تلك القوى اهدافه واطماعه ، وبالرغم مايظهر في وسائل الاعلام من خلافات ومواقف ضد بعضهم البعض تبقى حقيقة الامر تختلف تماما عن الواقع الفعلي والملموس حينما نتطلع الى الافعال الحقيقية التي يسعى كلا منهم لتحقيقها والمصالح المشتركة بينهم لتحقيق تلك الاهداف .
لقد لجأت تلك القوى لتحقيق اهدافها بعدة اساليب ، اعتمدت على قدراتها ومواقعها والتعاون غير المعلن بينها وتوظيف كل ذلك في خدمة المخطط الذي تسعى له ، فهل لديها فعلا تلك القوة التي يتفوقون بها على العرب لتحقيق طموحاتهم أم الغيبوبة التي يمر بها العرب ونوم حكامها هو من جعل تلك القوى تحقق ما تحقق لحد الان ؟
لنلقي نظرة على كل من تلك القوى ، وماهي الوسائل والاساليب التي تساعدها أو تعتمد عليها في تحقيق اهدافها كلا على انفراد والمصالح المشتركة بينها ، يتبعها في هذه الدراسة، القوة العربية وما تتمتع به من مزايا تجعلها قادرة اذا ما وظفت بشكل صحيح على الوقوف ضد كل هؤلاء وافشال مخططاتهم واستعادة ما خسرته في مراحل سابقة .
الظروف التي ادت الى التحالف الثلاثي
مرت الولايات المتحدة بظروف سيئة خلال ثلاثينيات القرن الماضي بسبب الكساد الاقتصادي واستمرت تلك الازمة لحين اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وقد ساهمت تلك الحرب بازدهار الاقتصاد الامريكي ونمو صناعاتها واولها صناعات الاسلحة وانتاج الطاقة التي كانت تحتاجها كل الدول المشتركة بهذه الحرب بشكل او باخر وحققت نموا سنويا بمعدلات لم يسبق لبلد ان
حققها حتى يومنا هذا ساعدها بذلك عدم اشتراكها في الحرب العالمية الثانية في بداياتها ، والتي دخلتها رسميا في الثامن من كانون أول 1941 بعد قيام اليابان بهجوم بحري مفاجيء على القاعدة البحرية الامريكية في (بيرل هاربر) في 7 كانون الاول 1941 وكان دخولها الحرب ردا على تلك الضربة التي كبدتها خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات الحربية ، وقد غير دخولها مجرى الحرب حينما استطاعت اجبار اليابان على الاستسلام بعد استخدام القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي في ( 6و9 اب 1945) وبذلك اصبحت الولايات المتحدة اول دولة في العالم تمتلك وتستخدم الاسلحة الذرية في العالم ، ومنذ ذلك الحين بدأ نجم امريكا يتصاعد على مستوى العالم وباتت آنذاك قوة عظمى وفي مقدمة دول العالم اقتصاديا وعسكريا لان سنين الحرب التي بدأ عام1937 في اسيا عندما هاجت اليابان الاراضي الصينية ولكن تؤرخ للحرب بدايتها في أوربا 1939 لم تؤثر فيها وبنفس الوقت خرج العالم اجمع منهكا يحاول لملمة جراحه التي سببتها تلك الحرب ومنها روسيا وفرنسا وبريطانيا واليابان ومن تحالف معهم او كانت اراضيهم ساحات قتال لسنوات عدة، ، وبعد هذه الحرب شكل المنتصرون فيها (منظمة الامم المتحدة 24 -10- 1945) في مدينة سان فرانسيسكو ، كاليفورنيا الأمريكية تبعا لمؤتمر دومبارتون اوكس الذي عقد في العاصمة الامريكية واشنطن.
وقبل تأسيس تلك المنظمة كانت هناك (عصبة الامم منذ 1919 الى 1945) وكانت امريكا ومعها المنتصرون في الحرب قد رأوا ان الافضل لهم اقامة منظمة جديدة يسيطرون عليها ويسخرونها لخدمة مصالحهم كمنتصرين وليس منظمة تخدم كل دول العالم وهذا ما لمسناه ونلمسه منذ تأسيسها الى يومنا هذا ، وتضم هذه المنظمة الان 193 دولة فيما تتمتع فلسطين وكردستان العراق وكردستان ايران وكردستان تركيا وكردستان سوريا صفة مراقب ( لاحظ الصفة لكردستان وكان وجودها بهذه الصفة قنابل موقوتة ، ولمصلحة من ؟ ) في وقت لا تتمتع عربستان المحتلة باية صفة ، وقد اصبح كل من مصر ولبنان والسعودية وسوريا اعضاء بهذه المنظمة منذ تأسيسها في 24-10-1945 ، واصبح العراق عضوا فيها بتاريخ 21-12-1945
اخر دولة انضمت للمنظمة هي جنوب السودان برقم 193عام 2011 ، واصبح الكيان الصهيوني عضوا باسم اسرائيل عام 1949 فيما بقيت دولة فلسطين التي اغتصبت ارضها لا تحمل العضوية الكاملة كدولة مستقلة الى يومنا هذا .
لقد اتفقت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية غلى تأسيس تلك المنظمة ليسيطروا على العالم اكثر وتبقى الدول الخاسرة للحرب واهمها المانيا واليابان وايطاليا تحت انظارهم لعشرات السنين القادمة وقد امسكت الولايات المتحدة بزمام الامور لهذه المنظمة الدولية وقرروا منح خمسة دول وهي المنتصرة طبعا ، حقا يميزهم عن باقي دول العالم وما سمي بحق النقض (الفيتو) ويعني ذلك اذا قررت كل الدول في تلك المنظمة اصدار قرار ضد اية دولة فمن حق تلك الدول الخمسة الغاء هذا القرار كليا باستخدام أيا منها لحق النقض الذي حصلوا عليه والدول تلك هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين ، ومنذ ذلك الحين بدأت الولايات المتحدة تعتبر نفسها شرطي العالم ، وبدأت بمد نفوذها والهيمنة على المناطق الحيوية في العالم وخاصة تلك الدول التي بدأ فيها انتاج النفط كالسعودية وايران ومنطقة الخليج العربي خاصة والشرق الاوسط بشكل عام وبقاع اخرى من العالم لاعتبارات جيوسياسية نتيجة انقسام العالم بعد الحرب ما بين الكتلة الشرقية بزعامة روسيا ويعرف ب (حلف وارشو )وبين الولايات المتحدة والدول الرأسمالية ويعرف ب (حلف الناتو) وبات الشعور بالعظمة والغرور سمة ملازمة لسياستها وارتكبت منذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا العديد من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية ضد العديد من دول العالم وسط صمت الامم المتحدة التي باتت تحت هيمنتها وتسيرها طبقا لمصالحها منذ نشوئها الى يومنا هذا ، فقد ساهمت الولايات المتحدة با صدار قرار تقسيم فلسطين واعلان الكيان الصهيوني المغتصب دولة معترف بها على حساب الشعب الفلسطيني الذي قتل وهجر الملايين من ابنائه ، وقد وقفت مع شاه ايرا ن وساهمت مع حلفائها با سقاط حكومة مصدق في ايران في 19-8- 1953 بانقلاب اعترفت الولايات المتحدة في عام 2013 بان المخابرات الامريكية هي من دبرت هذا الانقلاب ولذلك لاحظنا تبعية الشاه لأمريكا منذ ذلك التاريخ واصبح حليفها والمقرب منها وباتت تعتبر ايران شرطي الخليج وبفضلها اصبحت ايران خامس قوة في العالم لحين كسر شوكتهم وخسارتهم للحرب مع العراق 1980-1988 .
لقد استخدمت الولايات المتحدة الحق الذي امتلكته في المنظمة الدولية ( الفيتو) 43 مرة لمنع اي قرار من هذه المنظمة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني واستعادة اراضيه المحتلة وعرقلت 57 قرارا لمصلحة الحقوق الفلسطينية :-
http://www.youtube.com/watch?v=EyAzzN8AXsw
كما شنت اكثر الحروب دموية وبشاعة في التاريخ الانساني بدءا من الحرب الكورية وحرب فيتنام ، ودعمت العدوان الثلاثي على مصرعام 1956 وقامت بدور مهم خلال العدوان على العرب عام 1967 ، ودعمت ذلك الكيان لحمايته من السقوط جراء خسارته الحرب عام 1973 ، وتدخلت الولايات المتحدة في شؤون دول اخرى كثيرة بشكل مباشر او بدعم الحركات الموالية لها مثل كوبا وبنما افغانستان واوغندا والصومال ومالي وجنوب السودان واكراد العراق وتدعم كل الحركات المناهضة للحكومات التي لا تستجيب لرغباتها مثل فنزويلا وكولومبيا ، والقائمة تطول لتلك الجرائم ضد الانسانية والتي تعجز كل دول العالم عن الاعتراض عليها بسبب هيمنتها على المنظمة الدولية ، واخيرا وليس اخرا دعمها لايران ابان الحرب العراقية الايرانية وما عرف بفضيحة ووترغيت التي تسببت باستقالة الرئيس نيكسون آنذاك اعقبها تدخلها لتأجيج الخلاف بين العراق والكويت ودخول القوات العراقية الى الكويت مما وجدت فيه ذريعة لارسال قواتها الى المنطقة العربية مباشرة ولأول مرة ولتبقى لغاية الان ، واخيرا التعاون مع ايران والكيان الصهيوني لاحتلال العراق عام 2003 وهذا ما اعترف به الايرانيون
انفسهم وتواجد الخبراء الصهاينة في المناطق الكردية في شمال العراق ومازالوا لحد الان ، وقد ساهمت ايران بارسال العملاء الموالين لها وميليشياتها والمرتزقة الذين تم تدريبهم على اراضيها باسم المعارضة الى العراق واصدرت فتاوى بتحريم قتال الامريكان ، ومن قواتها فيلق القدس الايراني والاحزاب الاسلامية الموالية لها كحزب الدعوة المعروف لكل العراقيين بعمالته لايران وما يسمى بالمجلس الاعلى الاسلامي ومنظمة بدر وساهمت منذ احتلال العراق والى يومنا هذا باثارة النعرات الطائفية وبقتل وتهجير ملايين العراقيين تحت انظار ومسامع امريكا التي سحبت اغلب قواتها من العراق وتركته تحت سيطرة ميليشيات ايران ومن نصبتهم من عملائها وخاصة بعد العمل الاجرامي المدبر بين امريكا وايران بتدمير مرقد الامامين في سامراء في شباط 2006 ولتهيمن ايران على العراق مع هيمنة الكيان الصهيوني على منطقة كردستان مع ازدواجية ولاء القادة الكرد بين ايران وذلك الكيان الدخيل وتشجيع ودعم الاكراد للانفصال عن العراق وقيام دولة كردية على حساب الشعب العراقي وارضه .
مما تقدم من شرح مبسط لتشابك المصالح والطموحات يتبين لنا كيفية نمو العلاقة بين تلك القوى الثلاث والتي عملت على مشروعها المعادي للعرب والاسلام لعقود من الزمن دون ان تتضارب تلك المصالح وذلك لان اهداف كل منهم وطموحاته لاتتعارض مع الاخر وكالاتي:
امريكا:
هدف امريكا الهيمنة على موارد الامة العربية من خلال مبيعات الاسلحة وتدفق رؤوس الاموال الى اسواقها وبنوكها وتأمين ووجود قواعد دائمة لها في المنطقة تؤمن لها الدعم اللوجستي لاية عمليات مستقبلية سواء باتجاه روسيا أو جنوب شرق اسيا ، وضمان سيطرتها على منابع النفط وضمان تدفقه اليها او الى الدول التي تعمل ضمن سيطرتها ، وضمان عدم استخدامه كورقة ضغط سياسية كما حصل عام 1973 في حرب تشرين حين تم ايقاف ضخ النفط الى الدول التي ساعدت الكيان الصهيوني والداعمة له .
الكيان الصهيوني :
كل العالم يعرف كيف نشأ هذا الكيان الدخيل ومن سانده ومن شرع لوجوده ومن يقف لمسانده ظالما كان أم مظلوما ، وقد سعى هذا الكيان منذ قيام دولته بالعمل على جعل الدول التي تحيط به دولا ضعيفة وتهيمن عليها قوى ذات ولاءات ممكن تحييدها وتأمين عدم معاداتها له بشكل او بآخر، وعمل ويعمل على خلق الفتن والمشاكل الداخلية ، اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا ، وصل الحد الى نزاع احيانا ، بين دولة عربية واخرى مجاورة ، ويعتمد الكيان الصهيوني بشكل كبير في وجوده على هذه الاساليب لكي يبقى الامة العربية في صراع مستمر وقلق دائم وضعف مزمن ، ويعمل على ابقائها متفككة لكي يسهل عليه البقاء والتوسع ، وبالتأكيد فتح جبهات صراع اخرى تخفف من الضغط الكبير والغليان الشعبي ضده ويشتت تلك القوى بما يسمح له تنفيذ مخططاته التوسعية وسط شلل من يحيط به من دول المواجهة وصرف انظارها نحو اعداء جدد لايقلون خطرا عنه وبذا يكون آمنا وبعيدا عن التهديد الفعلي المباشر ، حيث نرى عجز كل دول المواجهة لهذا الكيان من أن توحد سياستها او تندمج بكيان واحد قوي وفاعل ، وهذا يقودنا لفهم اسباب فرقة هذه الامة وتشتت كياناتها حيث المؤامرات المستمرة عليها وخلق النزاعات الداخلية والخارجية المفتعلة والتي اوصلتها الى ما هي عليه اليوم وسط تعاظم قوة وتأثير كيان دخيل لا يمثل شيئا مقابل العرب سواء في الحجم السكاني أو الارض او الثروات ، ولذا وجود عدو آخر للعرب في المنطقة يخدم مصالح هذا الكيان ويشتت قواه ويصرف النظر ولو الى حين عن موضوع المواجهة معه ، ولايخفى على أحد ان هذا الكيان احتل اجزاء واسعة اضافة الى ما منحته اياه المنظمة الدولية (الامم المتحدة ) عبر قرار التقسيم 1947 وبات يحتل اضعاف هذه المساحة وما زال يتوسع ، ويفتعل الحروب لا بادة الفلسطينيين وآخرها حربه على غزة والتي ادت الى مقتل واصابة اكثر من 12 ألفا وهدم مئات المباني والبنى التحتية ، ولا يفوتنا ان نذكر أن هذا الكيان ومنذ نشأته ينادي بدولته الدخيلة من الفرات الى النيل ، وهذا يعني انه سيستمر في طغيانه ويتمدد كل يوم على حساب الارض الفلسطينية والعربية ، معتمدا على دعم امريكا الكامل والانظمة التي تتعامل معه خفية وعلانية ولتكون ايران اليوم عنصرا مهما على الساحة العربية بوجدوها كلاعب قوي يهدد بالتمدد كما الكيان الصهيوني ، وسلوكه يؤدي الى فتح جبهة جديدة لا تقل اهمية وخطورة عما يواجهه العرب في فلسطين والكيان الصهيوني المغتصب.
ايران:
احقاد تاريخية ضد الامة العربية والاسلامية ، ازدادت وتفاقمت بعد الفتح الاسلامي لها وطردهم من ارض العرب .حيث انتصر المسلمون على الساسانيون في (معركة القادسية) في 13 – 16 شعبان 15 هـ / 19 – 22 سبتمبر 635 م وتحطم الجيش الفارسي في تلك المعركة مما جعلها بوابة فتح العراق من جديد وأنهت الوجود الساساني في العراق للأبد واعتبرت تلك المعركة بأنها من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام والبشرية. وقد قتل فيها أشهر قواد الفرس وهو رستم فرخزاد. وقد استولى سعد بن ابي وقاص بعد تلك المعركة على بابل. ثم فتحت المدائن عاصمة الدولة الساسانية في صفر 16 هـ / مارس 637 بعد حصار دام ثلاثة أشهر، وكان ذلك ايام حكم الخليفة عمر بن الخطاب (رض) والذي يعتبر واحدا من اعظم القادة العرب المسلمين سياسيا وعسكريا .ولذلك نرى كره الفرس للعرب والمسلمين وبالذات لهذا القائد العربي المسلم العظيم .
وهذا الصراع القومي تم تغليفه بغلاف ديني عبر مذهب تم تأسيسه منذ عام 1501 ميلادية ويعرف بالمذهب الصفوي وردا على توسع الامبراطورية العثمانية لكي تخترق الاسلام من الداخل وتحقق اهدافها بضرب العرب والاسلام معا.
نرى مما ورد ان هناك صراع ثلاثي اجرامي حاقد للهيمنة على مقدرات هذه الامة ، اقتصادي لأمريكا وسياسي للكيان الصهيوني للقبول به ككيان دخيل ، وقومي لايران لكره الفرس للعرب ، ومنذ خمسينيات القرن الماضي والى يومنا هذا لايبدو ان تلك المصالح تتقاطع في مابينها ، لان لكل منهم طموحات لاتتعارض مع الاخر حتى الوقت الحاضر ولايمكن تحقيقها بدون تعاونهم معا وسط ضعف عربي وغيبوبة اسلامية .
عوامل القوة لدى التحالف الثلاثي :
الولايات المتحدة الامريكية
1.الاقتصاد:
تعتبر واحدة من الدول المتقدمة صناعيا واقوى اقتصاد في العالم بالمفهوم المنظور والحسابات الرقمية، وتعتبر شركات الاسلحة وانتاج النفط والبنوك من اهم اعمدة الاقتصاد في الولايات المتحدة .
2. التسليح :
تمتلك ترسانة هائلة من مختلف انواع الاسلحة وفي مقدمتها القدرة النووية ووسائل اطلاقها القادرة على ايصالها لأية بقعة في العالم والتي تتحكم بكامل انتاجها وادامتها .
3.القواعد العسكرية :
لديها قواعد بحرية وبرية منتشرة في شتى بقاع العالم بما يؤمن لها تغطية كل مناطق مفترضة لأي نزاع يحدث بينها وبين اية دولة في العالم، كما انها عضو فاعل في حلف الناتو ، ومن تلك القواعد الموجودة في الشرق الاوسط ، قواعد في تركيا والسعودية وقطر والكويت والبحرين ، وحاملات طائرات وبوارج بحرية تجوب كل بحار العالم مهمتها اشعار العالم بقوتها واستعدادها للتدخل متى تشاء في شؤون اية دولة في العالم لحماية مصالحها او مصالح حليفها الكيان الصهيوني .
4. الامم المتحدة :
تعتبر منظمة الامم المتحدة خاضعة كليا لأمريكا ولم يحضى العرب من هذه المنظمة الا بالويلات والمصائب منذ احتلال فلسطين وصدور قرار التقسيم 1947والاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة 1948وتشريد الشعب الفلسطيني في بقاع الارض وصولا الى فرض الحصار على العراق 1990 وشن الحرب عليه وتدمير بنيته التحتية وقتل وتشريد شعبه بحجج اثبتت لاحقا كذبها ومازال الاحتلال مستمر ولا صوت للأمم المتحدة ، اضافة الى استخدامها كأداة امريكية لفرض اراداتها على المجتمع الدولي مستفيدة من حقها بنقض اي قرار لا يتناسب مع مصالحها وقد رأينا كيف انها تستخدم رد الفيتو ضد اي قرار يدين الكيان الصهيوني ويعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
5. ماكنة اعلامية ضخمة:
لديها وسائل اعلام متقدمة، فضائيات ووكالات انباء وصحف ، وتؤثر في توجيه الرأي العام طبقا لمصالحها بالكذب والافتراء وتزييف الحقائق كما حدث ابان حرب الخليج الثانية ومبررات احتلال العراق والتدخل في ليبيا وقبلها كوبا وفيتنام والقائمة تطول، ولا يفوتنا ذكر ان الصهاينة هم من يسيطرون على اغلب وسائل الاعلام والاتصالات في الولايات المتحدة الآن .
6. الارهاب :
تمارس الولايات المتحدة شتى وسائل الضغط على الشعوب والانظمة التي تتعارض مع تطلعاتها ومصالحها ، وتعتبر
الدولة الاولى التي اتخذت من الارهاب طريقا لخدمة مصالحها بدءا من تأسيس الجماعات الجهادية للمسلمين لتحري افغانستان من الاحتلال السوفييتي بداية الثمانينات وما أسمته لاحقا بتنظيمات القاعدة والتي كان ابن لادن من أوائل من انتموا لها وقامت امريكا بتدريبهم وتسليحهم لهذا الغرض ، وبدا لاحقا انها استمرت من خلالها باثارة القلاقل في الكثير من بلدان العالم واتخاذها ذريعة لارهاب الشعوب كما نرى في افغانستان وليبيا والعراق وسوريا والصومال وغيرها ، والدليل على ذلك ان العراق لم يعرف هذه الجماعات الارهابية او يسمع بها لحين احتلال العراق من قبل امريكا وايران ومنذ 2003 ولغاية الان تؤدي تلك الجماعات دورا مدمرا في العراق ، ولايران حصة كبيرة من تنظيمات القاعدة والتي كما امريكا تؤدي لها دورا كبيرا في تأجيج الوضع الطائفي وخلق الاحقاد والنزاعات بين ابناء الشعب الواحد وكما يحدث في سوريا ولبنان واليمن والبحرين . ومازالت امريكا تمارس الارهاب في العديد من دول العالم واخرة الانزال الذي جرى قرب طرابلس بليبيا وخطف احد ما تسميهم زعماء القاعدة ، واستخدام طائراتها من غير طيار للتجسس وضرب اهداف في باكستان واليمن بحجة مطاردة افراد القاعدة ، ونسال الانظمة العربية الموالية للولايات المتحدة ونقول لهم :
هل تستطيعون ان تطلبوا من الولايات المتحدة ان تبني لكم مفاعل نووي او عن طريق دولة ثانية؟
حينها ستعرفون ماهية العلاقة بينكم وبينها ، ونلاحظ ايضا كيف قاموا بحصار شعب العراق ومن ثم احتلاله وتدمير كيان الدولة للشك بامتلاكه اسلحة دمار شامل اثبتت الايام كذب ذلك ، في وقت تعرف الولايات المتحدة ان ايران لديها العديد من المفاعلات النووية ومعروفة للجميع ولا تهتم بذلك ، لأنها لا تمثل تهديدا لها او لكيانها الصهيوني ولتبقى ايران كما كانت زمن الشاه العصا التي تلوح بها لدول الخليج العربي لابتزازه وهدر ثرواته، وبالنهاية ستقوم باحتلاله او يدار من قبل عملائها الذين سيدفعون اكثر ، مادام الربيع العربي مستمر ، ونحن نرى ما يحدث كل يوم في الدول التي وهبها الله هذا الربيع الذي سيكون ما بعده خريفا دائما ، وشتاء يكون السبات فيه ابديا وجعل مواطنية خدما لها ولايران والكيان الصهيوني وتحت رعاية امريكية .
7-العملاء :
اعتمدت الولايات المتحدة في كل تدخلاتها في شؤون الدول على تكوين جماعات تدربهم وتمدهم بالأموال ووسائل الوصول الى السلطة لتنفيذ مخططاتها في بلدان العالم ، وتحكمت ومنذ عشرات السنين بتنصيب الموالين لها كرؤساء حكومات وقادة دول وملوك لاستمرار هيمنتها على ثروات ومقدرات تلك البلدان، واسكات شعوبها بشتى الوسائل ونهب ثرواتها والتغاضي عن اي ممارسات لا انسانية تجاه تلك الشعوب مادامت مصالح امريكا مصانة ومحمية ، ومن يخرج عن سياقها وهيمنتها تبدأ ماكنتها الاعلامية ووسائل تأثيرها ومنها اولا الامم المتحدة للضغط على هؤلاء والسعي للقضاء عليهم كما حدث ويحدث في كوبا وفنزويلا ويوغسلافيا سابقا وكولومبيا بل وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها اذا ما عرفنا الدوافع الحقيقية لاغتيال الرئيس جون كندي نفسه حينما حاول ان يتجاوز الهيمنة الخفية على حكام امريكا انفسهم ويتصرف بحكمة وعقلانية وباحترام لدول العالم والانسانية .
الكيان الصهيوني
يعتمد الكيان الصهيوني على عدة عوامل لتثبيت وجوده وديمومة سيطرته على الارض التي اغتصبها من الفلسطينيين ومازال يرتكب الجرائم بحق هذا الشعب ويقضم من أرضه وأرض العرب مساحات شاسعة ويديم احتلاله لهذه الأرض وتتلخص مصادر قوته على الآتي :
1. اليهود خارج الكيان الصهيوني :
منذ منحت الامم المتحدة هذا الكيان شرعية البقاء وساهمت بتهجير وقتل الشعب الفلسطيني واحلالهم بدلهم كقرار التقسيم 1947 ، طبقا لوعد بلفور 1917، والاعتراف بها كدولة 1949ولم يتم الاعتراف بدولة فلسطين الى يومنا هذا .
لقد خطط هذا الكيان منذ اغتصابه لفلسطين على هجرة اليهود من دول العالم اليها وبمختلف الوسائل منها افتعال القتل والاغتيال وحرق املاكهم في تلك البلدان والصاق تلك الاعمال بحكومات تلك الدول كما حدث في العراق نهاية الاربعينات والخمسينات والتي تبين بعد نصف قرن ان من فعل ذلك بهؤلاء الناس ما هم الا الصهاينة انفسهم ، وتعمدت ابقاء اليهود في بلدان معينة لتخدم مصالحها في مراحل لاحقة ومن تلك البلدان الولايات المتحدة وفيها اكثر من (6) ملايين يهودي وايران التي فيها قرابة (30الف) وقد ساهم هؤلاء المتواجدون في الولايات المتحدة بخدمة هذا الكيان خدمة كبيرة من خلال هيمنتهم على الاقتصاد واسواق المال وشركات انتاج الاسلحة وشركة طبع العملة الامريكية ، واصبح لهم نفوذ كبير بحيث انهم يتحكمون في من يصبح رئيسا او عضوا في الكونكرس او البرلمان ، كما انهم يسيطرون على غالبية ماكنة الاعلام والتي من خلالها يتحكمون بالرأي العام وقرارات الحكومة ، وتعتبر (اللجنة الإسرائيلية الأميركية للشؤون العامة) (Israel Public Affairs Committee ) وكانت تسمى سابقا حين تأسيسها عام 1954 ابان حكم الرئيس الأمريكي آيزنهاور ( اللجنة
الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة )(American Zionist Committee for Public Affairs ) ، ويطلق عليها مختصرا (AIPAC) ، الذراع القوي للصهاينة داخل المجتمع الامريكي ويشعر الكثير من الامريكان اليوم بتأثير هؤلاء على سياسة بلادهم وتحكمهم بحياتهم ومستقبلهم ، كما ان اليهود المتواجدين في ايران وغالبيتهم في طهران فان هؤلاء ايضا يعملون في التجارة وتكوين علاقات مع قيادات الدولة لدعم كيانهم الصهيوني وتحييد دورها في اية مواجهة ممكن ان تكون معه ويتمتعون بمزايا لا تتمتع بها اية طائفة اخرى حيث أن لهم العديد من المعابد داخل طهران وخارجها ويحرص الملالي على تهنئتهم في مناسباتهم واخرها تهنئة وزير خارجية ايران لليهود بعيد رأس السنة اليهودية في الوقت الذي يتواجد في ايران العديد من القوميات والاديان المضطهدة من البلوش والاذربيجانيين والعربستانيين والاتراك والاكراد والزردشتية ، وكمثال ايضا فان في ايران (19) مليون من المسلمين السنة ولكن لا يوجد جامع واحد في طهران كلها لكي يصلوا فيه ، ونرى دعم وتأييد ايران للكيان الصهيوني من خلال التصريحات والافعال لحكومة الشاه من قبل ، والملالي اليوم حيث انهم ينادون بتحرير فلسطين والقدس ولكن الافعال تشير ان ايران لم تشترك او تساعد في اية حرب ضد الكيان الصهيوني منذ 1948 و1956 و1967 و1973 ولبنان 1982 بل انها عملت ضد الفلسطينيين من خلال حزب الله في لبنان الذي اقصى القيادات الفلسطينية في لبنان وقيد حركتهم باعتبار انه القوة المواجهة للكيان الصهيوني وهو المدافع عن مصالح لبنان ويتقاضى سنويا (4) مليارات دولار من حكومة الملالي في طهران، ويعمل على تفتيت النسيج الاجتماعي اللبناني وزرع الطائفية كما هي احزاب السلطة الموالية لايران في العراق والحوثيون في اليمن .
2. منظمة الامم المتحدة :
تعتبر المنظمة الدولية اهم داعم للكيان الصهيوني من خلال استغلال قراراتها لصالح ذلك الكيان منذ قرار التقسيم وشرعية امتلاك ما اغتصبوه من ارض فلسطين عام 1947 مرورا بكل القرارات التي صدرت لصالحه ، او التي ضده وتم احباطها من قبل الولايات المتحدة بحق النقض الفيتو الذي استخدمته كما ذكرنا سابقا لصالح احباط قرارات تدين ذلك الكيان او تطالبه برد حقوق الشعب الفلسطيني والتي يتم اعدادها من قبل الدول المحبة للسلام او منظمة المؤتمر الاسلامي او مجموعة دول عدم الانحياز والتي بلغ مجموعها قرابة (100) قرار .
3. القوة العسكرية :
نتيجة الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة باعتبار هذا الكيان القاعدة المتقدمة لأمريكا في المنطقة فقد حرصت على تزويده بأحدث انواع الاسلحة كما ونوعا وادامة تفوقه العسكري على كل الدول العربية المواجهة له مجتمعين ، كما تغاضت وساعدت بامتلاكه للسلاح النووي وتقدر عدد القنابل النووية لدى هذا الكيان ب(150)رأسا نوويا مقابل حرمان العرب من هذا الحق برغم ما يبدو انها متحالفة مع العديد من تلك الانظمة ولكن بحقيقة الامر هي تستغل تلك الانظمة لابقاء العرب متخلفين عن التكنولوجيا العسكرية المتطورة وتمدهم بأحدث انواع الاسلحة كما يعلن ولكن حقيقة الامر ان كل تلك الاسلحة المتطورة قد سحب منها حلقات تكنولوجية مهمة تجعل منها ( حديد خردة ) لا يصلح لأية مواجهة عسكرية ، اضافة الى ارتفاع اثمانها وصيانتها وعتادها والخبراء الذين يعملون عليها مما يكلف العرب اغلب ثرواتهم ( والعرب نائمون ) ، ومثال اخر ايضا كيف ان الكيان الصهيوني قام بضرب مفاعل تموز النووي في العراق عام 1981 وبدعم لوجستي ومخابراتي أمريكي لمنع العراق من استغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية التي تساهم في نقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة ،كما ان هذا الكيان بات يتصرف بعنجهية كما امريكا حينما قام بعملية مطار عنتيبة الاوغندي في افريقيا وضرب ليبيا ومواقع سورية ولبنانية عدة مرات اضافة لمهاجمة واحتلال لبنان والانسحاب منه والحرب على غزة ، وهو نهج يعتبر مرفوضا في القانون الدولي لكنها مدعومة من امريكا .
4. كيانات موالية:
لجأ الكيان الصهيوني ونتيجة للثروات الهائلة التي يجنيها عبر مواطنيه في امريكا بالذات ومن خلال الهيمنة على الاقتصاد الامريكي والتلاعب بأسعار البورصات والدولار والذهب ، لجأ الى تكوين كيانات شبيهة به لبسط نفوذه او فرض سياسات معينة على من حوله ، ومن تلك الكيانات القادة الاكراد في شمال العراق ، وجنوب السودان وارتريا واثيوبيا (حيث يخطط الكيان الصهيوني منذ سنوات لمحاصرة مصر وتقليل مياه نهر النيل الواصل اليها من خلال تشجيع تلك الدول على اخذ حصة اكبر من مياهه وكما يحصل منذ مدة حول مشروع سد النهضة في اثيوبيا وما سيسببه من ضرر كبير على الاراضي الزراعية في مصر ) و قد لجأ هذا الكيان ايضا الى وسيلة الخلايا النائمة في عدد كبير من الدول كما هي سياسة ايران في مناطق عديدة من العالم كما سيتضح لاحقا .
5. منظومة المخابرات :
يعتمد الكيان الصهيوني على منظومة مخابرات قوية متغلغلة في اغلب دول العالم واولها الدول العربية ويستخدمها في تجنيد العملاء بما فيهم حتى مسؤولين كبار في العديد من الدول لخدمة اهدافه التوسعية وتحسين صورته لدى الرأي العام والحصول على تعاطف يستخدمه لتثبيت وجوده والاستمرار بالتوسع وتحقيق طموحاته بتثبيت كيانه الدخيل وايضا لاسكات الاصوات المعارضة لسياسة التهجير والقتل بحق الفلسطينيين او اغتيال العلماء والباحثين الذين يسعون لرقي اوطانهم التي تقف ضد مخططاتهم كما حصل ويحصل في العراق حينما قامت ومنذ الاحتلال وبالتعاون مع ميليشيات ايرانية باغتيال العلماء العراقيين والكفاءات العلمية مشاركة مع حليفتها ايران والتي بدورها قامت باغتيال ابرز قادة الجيش والطيارين الذين شاركوا في الحرب التي خسروها امام قواتنا المسلحة واعتبرت ثاني هزيمة مذلة لها من قبل العرب وعبر العراق تحديدا واولها كان حينما طردت من العراق في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ودخلت في دين الاسلام، وبذلك يكون كلاهما قد ذاقا ضربات الجيش العراقي المؤلمة حيث كان للعراق شرف المشاركة في كل المواجهات التي حصلت مع الكيان الصهيوني منذ اغتصابه فلسطين وهذا الكيان لايخشى جيشا عربيا يواجهه باستثناء الجيش العراقي لما تركه من اثر مدمر على نفسية مرتزقة هذا الكيان الطاريء وهو نفس التأثير الذي اجبرت خميني ايران ليتجرع السم ويقبل بالهزيمة ولذلك فلاغرابة بتحالف الاثنين مع راعي وجودهم ونعمتهم امريكا .
6- الماكنة الاعلامية :
اهتم اليهود طبقا لمباديء الوثيقة الصهيونية التي اعلنت من قبل ثيودور بنيامين زئيف هرتزل ( 1860- 1904) في بازل (سويسرا) بوضع الأسس لإقامة الدولة اليهودية في اول مؤتمر للحركة الصهيونية (1897 )، ومن ضمن اهم بنودها :
البروتوكولات
12: الهيمنة على النشر والصحافة
13: تغييب الوعى لدى الشعوب
14: البعد عن الدين
ايران
أصبحت ايران اليوم المحور الأهم والضلع الأكثر تأثيرا على مجريات الاحداث في المنطقة بعد ان بدأت أمريكا تعاني من أزمات عدة أهمها الأزمة الاقتصادية وبالتالي كان لابد ان تتخذ اجراءات من شأنها الأستمرار بنهجها الدموي وشهيتها لثروات العرب وتجد من يقوم بدلا عنها بهذا الدور وتجني هي النتائج وكانت ايران هي الاداة لأن لها طموحات خاصة بها اشرنا اليها سابقا ولذلك يتبين أن هذا المثلث الاجرامي اليوم اذا ماوضعنا حجما لتأثيره فاننا سنجد ان زاوية التأثير الايرانية تكاد تصل الى 120 درجة ولامريكا 40 وللكيان الصهيوني 20 وهذا يجعل الضلع المقابل لزاوية ايران اطول الاضلاع وهو يمثل المدى الذي تتحرك فيه ايران اليوم في عدائها للعرب وحجم التأثير على المنطقة فعليا في الوقت الحاضر ويتبين مما سيرد صحة هذا التقدير لتأثير تلك القوى الثلاثة المعادية للامة العربية والاسلامية وتستمد ايران قوتها ومدى تأثيرها على الآتي :
1. الدين:
ان تحويل الفرس لايران من المذهب السني الى المذهب الصفوي مكن ايران لان تكون مستودع للتقاليد والثقافة الفارسية والوعي الذاتي للقومية الايرانية والذي اتخذت منه جسرا لايران الحديثة بتوحيد الصفويين لايران على انها دولة مستقلة صفوية سنة 1501 واتخذت مذهب الاثني عشري الدين الرسمي لدولتهم وكان ذلك الاجراء قد اتخذ انذاك ردا على المد الاسلامي تحت راية الامبراطورية العثمانية وخشيت ايران من تعاطف الايرانيين والذين كانوا على المذهب السني مع ذلك المد الذي قد ينهي سيطرة الفرس على الدولة الايرانية ودأبت من خلال هذا المذهب منذ ذلك التاريخ باتخاذه ذريعة لتفتيت وحدة المسلمين وخلق التناحر الطائفي فيما بينهم والى يومنا هذا ومن يقرأ التاريخ بعد تلك الفترة يلاحظ حجم الاذى والخراب
الذي فعله الفرس في جسد الامة العربية والاسلامية ، وقد كان انتصار العراق على ايران في ثمانينات القرن الماضي وتجرعهم سم الهزيمة سببا في ان تلجأ ايران لاساليب جديدة في محاولة التغلغل والتأثير في جسد الامتين العربية والاسلامية والانتقام من العراق والدول التي ساعدته في تلك الحرب وهم دول الخليج العربي تحديدا والامة العربية عموما ، وعادت للعزف على الوتر المذهبي واحتواء المعارضة ضد العراق وانشأت كيانات تعتمد عليها في نشر الفوضى والتخريب والتمهيد من خلالها لاسقاط كل الانظمة العربية القريبة منها كمرحلة اولى تمتد بعدها للهيمنة على ما تبقى من ارض العرب وقد استخدمت شتى الوسائل لدعم تلك الكيانات لاحبا بالمذهب والدين ولكن كرها للعرب والاسلام.
2. القوة العسكرية:
بعد خروج ايران من الحرب مع العراق قامت باعادة بناء قوتها العسكرية واستفادت كثيرا بانشغال العرب بحرب الكويت والحصار على العراق ومن ثم احتلال العراق وقد استفادت ايران من عملائها بنقل كل مايمكن من الاسلحة والمعدات العراقية التي تركت بعد حل الجيش العراقي والقوى الامنية الى ايران وبأثمان لاتكاد تذكر اضافة الى استفادتها قبل ذلك من انهيار الاتحاد السوفييتي ونقلت واشترت كل ما تحلم بالحصول عليه يوما ما ومنها التكنولوجيا النووية التي جعلت منها قطبا يحاول الغرب التفاوض معها لمنعها من ان تمتلك السلاح النووي وصارت مصدرا لابتزاز العرب من قبل امريكا ، سواء بالابقاء على القواعد الامريكية وزيادة قواتها ونشر منظومات صواريخها لحماية العرب من ضربة ايرانية او من خلال زيادة حجم صفقات السلاح الفاشل الذي لاقيمة له في اية حرب تشنها تلك الاقطار تجاه اي عدو خارجي واقصد هنا ايران واسرائيل ، ومن وجهة نظري الشخصية ان ايران تمتلك السلاح النووي منذ عدة سنوات ومصدره قد يكون مجموعة الاتحاد السوفييتي السابق او كوريا الشمالية ولذلك نرى ايران تستمر بطغيانها وتدخلها في شؤون عدة دول ولاتواجه اي رادع لابل تهدد الولايات المتحدة واسرائيل علنا ولكن بالحقيقة هم متفقون من تحت الطاولة، لسبب واضح ومعروف من ان السلاح الايراني ايا كانت فاعليته وحتى النووي لايشكل تهديدا للكيان الصهيوني اطلاقا وللأسف العرب نائمون وواهمون ان ظنوا ان ما تعلنه امريكا ووليدها الكيان الصهيوني بتجريد ايران من قوتها او اضعافها، لان بذلك ستخسر امريكا قواعدها وتقليص التسليح لعدم وجود عدو يستحق كل تلك الثروات التي تصرف على السلاح وتخسر اسرائيل امنها وتصبح مهددة لانها تصبح العدو الوحيد للامة العربية والاسلامية ، فهل تقوم امريكا او الغرب او اسرائيل باضعاف ايران واخراجها من عملية توازن القوى في المنطقة ، وهل تسمح ايران بنجاح المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية للوصول الى سلام دائم يجعلها العدو الوحيد للامة العربية وتتوجه اليها كل الامكانات المتاحة للعرب لايقاف وتدمير مشروعها الصفوي في المنطقة ؟
3.الكيانات الموالية
آ- لبنان :
يعتبر حزب الله اللبناني الذي تأسس عام 1982 ذراع ايران الاستخباري والتخريبي في المنطقة وماوقوفه اليوم ضد الشعب السوري الا دليل على عمالته لايران مثلما سيساعد بسقوط الدولة اللبنانية من خلال تعطيل الاقتصاد والسياحة والتنمية وهروب رؤوس الاموال ووقف الاستثمارات في هذا البلد نتيجة التوتروخلق الازمات الذي يفتعلها هناك وازدياد ديون لبنان الى اكثر من 50 مليار دولار في حين يتمتع حزب الله باستقلال مالي بدعم من ايران قرابة 4 مليارات دولار سنويا .
ب.اليمن:
يعتبر الحوثيون اليوم حجر العثرة في استقرار هذا البلد وتمد ايران هذا الكيان بالمال والسلاح لخلق الفوضى واشغال اليمن بحروب اهلية داخلية بلغت ستة حروب ومازال التوتر قائما ومازال المال والسلاح والخبرات العسكرية تصل لهذا الكيان ليؤدي الدور المرسوم له والحرب الاخيرة بين الحكومة وهؤلاء المتمردين امتد تأثيرها الى السعودية وشاركت ايضا بتوجيه ضربات لهم ولكن لم تكن ذات جدوى لان الدعم الذي يتلقونه يفوق كل التوقعات وهو يدل على اهمية الدور المرسوم له في المنطقة ، وبات بعد ست حروب مع الحكومة اليوم اكثر قوة وتوسع من ذي قبل وبات يهدد وحدة اليمن ، ولايخفى على احد الدور المرسوم له مستقبلا في منطقة البحر الاحمر وباب المندب وتهديده المباشر للمملكة العربية السعودية لتحقيق حلم ايران باحتلال الكعبة وتحويلها الى مزار من مزارات الصفويين التي يخدعون فيها المضللين والجهلة ممن يساهمون بدعم هذا المذهب وما وراءه من ابعاد لاتقل خطرا عن الصهيونية .
ج- العراق :
لا يختلف اثنان على ان الدور الذي لعبته ايران في احتلال العراق كان له الاثر الكبير في تدمير العراق واحتلاله وعلى لسان
قياداتهم وبتجنيد العملاء والمرتزقة تحت مسمى المعارضة والتي تتمثل باحزاب طائفية عميلة لايران وكارهة للعراق وما رأيناه منهم طوال عشر سنوات شاهدا على عمالتهم ونيتهم بتخريب العراق وتقسيمه وتسليمه لايران ، فالاغتيالات والتهجيرات والتغييرات السكانية التي عملت عليها ايران جعلت من العراق اليوم بلدا مسلوب الارادة ولم يتم ذلك لولا سماح امريكا لايران بالهيمنة على العراق بعد انسحاب اغلب قواتها منه ، كما ان العراق اصبح ممرا امنا للقوات الايرانية وميليشياته الى سوريا وباتت لبنان قاب قوسين او ادنى من السقوط تحت سيطرة حزب الله الايراني الولاء ولكون كل ما يحصل لا يهدد بل يخدم الكيان الصهيوني فلا يتحدث احد عما يجري لان اضعاف العراق وتقسيمه واضعاف سوريا وتقسيمها هو هدف مشترك بين ايران وذلك الكيان الذي يعتبر ايران صديقا وفيا ( عدو عدوي صديقي ) خاصة وان ايران لم تشترك في اية حرب ضد هذا الكيان ولم تقدم شهيدا واحدا في فلسطين منذ اغتصابها وقرار تقسيمها عام 1947 .
4- الخلايا النائمة :
اذا كانت البعض من كيانات ايران في عدة اقطار عربية قد عرفت وباتت لها قوة مؤثرة ، فان هناك من يستعد ليكون كذلك وعبر خلايا ايرانية زرعت في كل الاقطار العربية والاسلامية واولها كل دول الخليج العربي من الكويت الى عمان ، اضافة الى المغرب والاردن ومصر وارتريا وموريتانيا وامتدادا لاندونيسيا وماليزيا وغيرها الكثير .ولكن اخطر مايوجد على الساحة الخليجية الان احتلال ايران لئلاثة جزرعربية تعود لدولة الامارات العربية ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) والتدخل بالشؤون البحرينية عبر عملائها ، حيث تعتبر ايران ان البحرين محافظة ايرانية وقامت بتثبيت ذلك في دستورها واعتبرتها المحافظة الرابعة عشرة وتمد ايران خلاياها التي باتت تعمل علانية بالمال والدعم المخابراتي وتهدف تلك الجماعات لخلق التوتر والاضطرابات في بلد فتح لهم ابوابه وقدم لهم كل مستلزمات العيش الرغيد ولكن خستهم وعمالتهم ودمائهم الصفوية تأبى الا أن يكونوا شوكة في عيون هذا البلد العربي الاصيل ومالم تتخذ القيادة البحرينية اجراءات مشددة تجاه هؤلاء فان دورهم سيستمر حتى تسليم البحرين لايران لا سامح الله .ومثلما اعترفت ايران بتقديم المساعدة لأمريكا في احتلال العراق وقبضت الثمن فقد اعترفت ايضا بمساعدتها على احتلال افغانستان وبقاء الاحتلال طيلة السنوات الماضية ومازال ، وابسط مساعدة كانت : السماح للطائرات الامريكية بالتحليق عبر اجوائها لضرب المعارضة الافغانية واقامة طوق مشدد على اية معونات او مساعدات تهدف لمساعدة الشعب الافغاني للتخلص من الاحتلال ، كما لا يمكن تجاهل تأجير ايران لجزر ارتيرية واستخدامها لتدريب ميليشياتها ووضع مخزونات من الاسلحة لدعم الحوثيون الان وحركات اخرى في المنطقة لاحقا ، وفي نفس الوقت للكيان الصهيوني ايضا مجموعة من الجزر مؤجرة لأغراض الزراعة كما يعلن ولكن بالتأكيد تستخدم لأغراض أخرى ، الآن وفي المستقبل ، ولا نستبعد لقاءات التعاون في تلك المنطقة بين ايران وذلك الكيان الصهيوني وكذلك تأثير هذا التواجد في السيطرة على البحر الاحمر وامكانية استخدامه للضغط على اقتصاديات الاقطار العربية المطلة على هذا البحر ومنها السفن المارة عبر قناة السويس وتجارة السعودية مع جنوب شرق اسيا والمحيط الهادي الذي تمر عبر باب المندب ولا يستبعد ان تفرض في يوم ما رسوما على السفن الداخلة والخارجة عبر هذا المضيق الحيوي ، ووسيلة ضغط وقت الازمات .
5.القاعدة :
ان القاعدة ( بالمفهوم الأمريكي ، كل من يحاربها أو يقف بوجه احتلالها لبلدانهم) تعتبرهم امريكا عدوها الاول سواء كانوا مقاتلين لتحرير بلدانهم او جماعات متطرفة اساءت بعملها لمفهوم المقاومة والدفاع عن النفس وبات الجميع تحت بند الارهابيين كما تطلق عليهم امريكا ، وقد برزت في العراق ظاهرة احتواء ايران لمجاميع من متطرفي القاعدة والذين استخدمتهم ايران بضرب المقاومة العراقية وتشويه سمعتها وزادت على ذلك باستخدامهم كأداة لترويع المواطنين الآمنين وتهجير السكان واغتيال الكفاءات العلمية والقادة العسكريين بل واكثر من ذلك اغتيال الاطباء واساتذة الجامعات وكل من يقف ضد مشروعها الصفوي في العراق او يعارض الحكومة التي تدين لها بالولاء والتبعية ، وصولا الى تقسيم العراق والسيطرة على اجزاء كبيرة منه وضمها لها مستقبلا ، وتعتبر الجريمة النكراء التي تواطأت ايران وامريكا على فعلها الا وهي تفجير الامامين في سامراء نقطة التحول في مسار الاحتلال للعراق بحيث سمح الامريكان لايران بالتوغل بقوة في العراق وقامت بقتل وتهجير الملايين من ابنائه وبمساعدة القاعدة المرتبطة بايران وميليشياتها التي عاثت خرابا وتحت نظر ومسمع الحكومة الموالية لها وبمباركة امريكية لكي تحد من خسائرها الكبيرة على يد المقاومة العراقية والتي ضعف تأثيرها على القوات الامريكية وهذا ما كانت تسعى اليه امريكا للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه باحتلالها لهذا البلد ، وبات العراق بعد تلك الحادثة مرتعا خصبا ومسرحا للقوات الايرانية بشكل ميليشيات مدعومة من الدولة نفسها وكان قد سبقها التهيؤ لتلك المرحلة بضم الميليشيات التي تم تكوينها في ايران واغلبهم من غير العراقيين والذين منحوا الجنسية العراقية من سفارة العراق في طهران مباشرة قبل دخولهم العراق ، تم ضم هؤلاء الى الجيش الجديد الذي شكلتنه امريكا بعد الاحتلال حينما تم حل الجيش الوطني الذ ي كان سورا للوطن ومفخرة لكل العراقيين .
يتضح مما تقدم ولو انه جاء بشكل موجز ومبسط ، ان انتشار العملاء والدعم لبؤر التوتر وخلق النزاعات الطائفية وادعاء امريكا محاربتها للقاعدة ومهاجمة اي بلد يتواجدون فيه او يحركونهم كحجة لذلك الهجوم ، ان هناك تعاون وتحالف قوي بين تلك القوى الثلاث، والتي يهمها مجتمعة ، تعطيل قدرات الامة العربية واستنزاف ثرواتها وجعلها منشغلة باضطرابات داخلية تجعلها غير قادرة على بناء اوطانها او مواكبة التطور الحاصل في العالم في شتى الميادين وجعلهم شعوبا متخلفة عن الركب الحضاري وسوقا لكافة السلع وهو بالتأكيد يجعل قدراتها العسكرية وجاهزيتها في غير المستوى المطلوب لحماية وحدتها الوطنية فكيف بها ان واجهت عدوا خارجيا ؟ كما ان دوافع احتلال العراق كان الشك بامتلاكه او السعي لامتلاكه السلاح النووي في حين لا يوجد في العراق اي مفاعل نووي ، يقابله في ايران ومنذ عشرين عاما عددا من المفاعلات النووية المعروفة للجميع ونسمع كل يوم ترنيمة المفاوضات لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي ولو كانت لدى امريكا او الكيان الصهيوني ذرة شك من ان ايران تمثل تهديدا لها لكانت هاجمت ايران وليس العراق ، واليوم تستغل امريكا تلك القوة الايرانية التي سعت ان تتغاضى عن تطويرها خلال سنوات طويلة تستغلها لابتزاز العرب وعقد صفقات تسليح بمئات المليارات بسبب التهديد الايراني ، وسمح لأمريكا ان تثبت قواعدها وتستنزف اموال العرب بسبب ذلك التهديد ، فهل يعقل ان تحد امريكا من قدرة ايران وتخرجها من معادلة الهيمنة على المنطقة ؟ حينها لا عدو يهدد العرب سوى اسرائيل وبالتالي تخسر امريكا كل ما تحصل عليه وتخرج من ارض العرب مع قواعدها ، كما وللأسف ان الأقطار العربية باتت من السذاجة بمكان حين تقنع نفسها انها في ربيع عربي سيجعل من بلدانهم منارات للديمقراطية والحرية في الوقت الذي تنحدر كل الاقطار التي طالها هذا الربيع نحو الهاوية دون ان تدرك ذلك لان ايقاف عجلة التنمية والخسائر التي تتكبدها تلك البلدان كلما طالت مدة هذا الربيع ستجعل منهم في النهاية اسوأ بعشرات المرات مما كانت عليه تحت رحمة الدكتاتورية او حسبما اطلقوا من تسميات كلا وفق رؤيته لحكامهم ، وما أخشاه أن هذا الربيع سيتحول خريفا دائما يعصف بكل هذه الامة ويجعلها دويلات غير قابلة للحياة الا برعاية امريكا او اسرائيل او ايران ، لان تلك البلدان اصبحت بؤرا للصراعات الطائفية والعرقية وتعطلت فيها كل اشكال الحياة المتحضرة مما ينذر بانقسامات مدعومة من الخارج لتمزيق هذه الاوطان ، وسوف يتبين لاحقا من وراء لعبة ( الربيع العربي ).
ولتعضيد هذه الدراسة ومن ان ما أطرحه قد نوقش ويناقش على شتى المستويات ومن قبل كتاب اجانب وامريكيين وبريطانيين ، اضع امام القاريء ما نشر حول نفس الموضوع في كتاب صدر في امريكا عام 2008 لكاتب معروف شغل مناصب مهمة سمحت له بالوصول الى صناع القرار في منطقة الشرق الاوسط وهو الكاتب (تريتا بارسي) (1)
ويشير الكاتب ايضا الى حقيقة وابعاد التحالف الايراني الاسرائيلي الامريكي في كتابه :
(التحالف الغادر) الى الكثير مما تم طرحه في هذه الدراسة :
Treacherous Alliance:
The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States
التنويه عن الكتاب باللغة العربية https://eplume.wordpress.com/2011/07/19/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%A7%D9%84%D9%81-4%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%8-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A/
تحميل اصل الكتاب باللغة الانكليزية : -instant&ion=1&espv=2&ie=UTF-https://www.google.co.uk/webhp?sourceid=chrome8&q=trita%20parsi%20treacherous%20alliance-psyapi2&ie=UTF-8#sourceid=chrome
الى هنا ينتهي الجزء الاول من هذه الدراسة البسيطة لواقع التهديدات التي تواجه امتنا العربية ، وفي الجزء الثاني سأتطرق الى عوامل القوة لدى امتنا العربية ،ومن ثم نقاط الضعف لدى هذا الحلف الثلاثي وكيف يمكن لهذه الامة ان تواجه هذا التحالف اللاشرعي وقلب الطاولة عليهم وافشال مخططاتهم ، اذا ما وجدت الارادة الحقيقية والاحساس بالمخاطر القادمة والتي تهدد امة العرب والمسلمين معا .
واود ترك القاريء امام سؤال ، الاجابة عنه سيكون مفتاح الباب الذي سنلج منه لعالم الحقيقة ولكي لانتهم بالانحياز لهذا الطرف او ذاك او نتهم بالانحياز الطائفي لطرف على حساب الاخر والسؤال هو :
ماذا لو كانت ايران حليفة وصديقة للعرب ولا تشكل اي تهديد لها وتتعاون معهم بصدق ولا تدعم اية جماعة ضد تلك الاقطار من خلالها كما تدعي كدولة اسلامية وان تضع قدراتها مع قدرات العرب لتحرير فلسطين ودعم الدول المواجهة للكيان الصهيوني وتنسحب من الاراضي العربية المحتلة ( الجزر العربية وعربستان ) وتسحب ميليشياتها من العراق وتساعد اهله على بناء وطنهم وتساهم بوحدة العراق ارضا وشعبا ؟
ماذا ستكون عليه حالة الامة العربية والشرق الاوسط والدين الاسلامي حينما تصبح ايران كذلك ؟
ان التفكير بهذا السؤال ونتائجه ستقود الى فهم افضل لما ورد في هذه الدراسة .
والى الجزء الثاني مع خالص تقديري واحترامي وقبولي لكل رأي او اضافة أو تعليق سواء على بريدي الالكتروني: [email protected]
أو على صفحتي الشخصية على فيس بك :
https://www.facebook.com/qusay.muatasim
أو على مدونتي الشخصية :
(1) الكاتب هو « تريتا بارسي » أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة « جون هوبكينز »، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة « ستكوهولم » لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة « جون هوبكينز » في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.