5 نوفمبر، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر… العقبة الوحيدة امام عودة الامريكان

مقتدى الصدر… العقبة الوحيدة امام عودة الامريكان

على الرغم مما يعيشه العالم من تطور متسارع في كل الاتجاهات العلمية والفكرية الا ان النفس البشرية خصوصا اذا استحوذ عليها الشيطان تأبى ان تتأقلم مع هذه التطور ولذلك نلاحظ ان الدول الاستكبارية مازالت تعيش في القرون الوسطى من ناحية حب الاستغلال وانتهاك حقوق الشعوب والسيطرة على مقدراتها وبطرق تختلف من زمان لآخر ولعل ما يحدث في الشرق المسلم خير دليل على ذلك فبالإضافة الى احتلال بيت المقدس وتشريد الملايين من شعب فلسطين تقوم امريكا بين فترة واخرى اما باحتلال عملي لبلد معين او بافتعال ازمات داخلية تكون مبررا للتدخل في شؤون تلك البلاد وكان اخرها ما حدث بعد 2003 من احتلال ارض العراق والعبث بمقدراته وما جر ذلك الاحتلال من ويلات على الشعب العراقي مازالت مستمرة الى هذه اللحظة ولكن وبفعل وجود القيادة المخلصة والسواعد الفذة لأبطال المقاومة العراقية تم دحر الامريكان وتحول جل اهتمامهم في كيفية الخروج من المأزق العراقي اكثر من تفكيرهم في البقاء والاستيطان فيه وفعلا خرج الامريكان ولكن لم تخرج فكرة العودة مرة اخرى فهم انما احتلوا العراق لا ليقيموا حكومة ينعم بها ابناء الشعب العراقي وانما لتحقيق اهدافهم المباشرة وغير المباشرة وبدأت الدوائر الشيطانية مستغرقة في افكارها الهدامة الى ان وصلت الى صناعة جديدة وهي استثمار الفكر المنحرف الذي غذته الدوائر المعادية الاسلام منذ عشرات السنين لتنتج ما يسمى بدولة الخلافة (داعش) لتعيث بالأرض فسادا وتهلك الحرث والنسل وليتحول الشعب العراقي الى شعب مشرد قد احتلت ارضه يخاف ان تخطفه الطير من كل مكان وليرفع صوته بطلب المساعدة من اي جهة حتى لو كانت الشيطان الرجيم وهنا برزت امريكا المنقذ للشعوب المستضعفة لتشكل التحالف الدولي للقضاء على داعش وانقاذ الشعب العرقي المظلوم !! وانقسم الشعب العراقي اتجاه هذه الخطوة وهي قدوم القوات الامريكية لنصرة الشعب العراقي الى عدة اقسام وهي :

اولا . ابناء السنة العرب وهؤلاء قد تعرضوا ولمدة ثمان سنوات ابان الحكم المالكي الى شتى انواع القهر والاستفزاز فهم من جه يعتقدون بان هذه الحكومة صفوية كما يقولون وهناك خط يحاول تقوية هذا الاعتقاد عندهم ومن جهة اخرى يريدون ان يعيشوا كبقية ابناء الشعب العراقي ولكن ما حدث لهم من داخلهم ومن خارجهم رسخ في اذهانهم فكرة الاستعانة بالأمريكان للخروج من هذا المأزق وعليه فهم جهة موافقة على عودة الامريكان .

ثانيا الاكراد وهؤلاء ليست لهم علاقة بما ستؤول له الاحداث عند دخول الامريكان فهم من البداية لم يفكروا بالاعتراض على وجودهم اصلا فبطريق اولى سيكونون من الموافقين ومن الداعمين لعودتهم الان قلبا وقالبا .

ثالثا : الشيعة وهم عدة جهات سياسية ويتبعون عدة مرجعيات دينية وهناك نسبة كبيرة منهم يرفضون عودة الامريكان الا انهم لا يستطيعون البوح بذلك لأسباب قد لا تخفى على القارئ اللبيب وعليه فالخلاصة هي الموافقة على عودة الامريكان وان كانوا في دخيلة انفسهم رافضين لذلك .

رابعا :التيار الصدري او ما يسمى بالحوزة الناطقة او ما يسمى باتباع مقتدى الصدر فهؤلاء وان كانوا يندرجون ضمن القسم الثالث وهم الشيعة الا ان هناك اختلاف جذري بينهم وبين المكونات الشيعية الاخرى وهو رفضهم للتواجد الامريكي قديما وحديثا ورفضهم لأي تطبيع او محاولة تحسين لصورة الامريكان بل ان الصدريين مستعدين ان يبادوا عن بكرة ابيهم ولا يفكرون بالاستعانة بالأمريكان فهم قوم والامريكان قوم وخلاصة الكلام ان موضوع الامريكان وعودتهم قد يكون واقع لامحالة ولكن هناك عقبة كؤود امامهم وهي ابناء التيار الصدري وبصورة ادق السيد مقتدى الصدر فكيف سيتم التعامل مع هذا الرفض وهل سنشهد احداثا كالتي حدث في 2003 هذا ما سيفصح عنه قادم الايام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات