18 نوفمبر، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

الوطنية المنقوصة بين النص التاريخي والنص الشرعي

الوطنية المنقوصة بين النص التاريخي والنص الشرعي

في العراق والمنطقة تبدو الوطنية المنقوصة عقدة ومرضا يتخذ من النص التاريخي مضمونا لاعودة عنه بينما يظل النص الشرعي مسكوتا عنه أو مموها لتمرير هدف المخططات الدولية بتواطئ أتباع النص التاريخي وهم أنظمة كتركيا والسعودية وقطر والبحرين وألامارات , وجماعات القاعدة , وحزب التحرير وحزب ألآخوان المسلمين والحزب ألآسلامي وحزب المستقبل , والجماعات السلفية .
ظهرت الوطنية المنقوصة مع ظهور الدولة العراقية الحديثة تحت رعاية بريطانية عام 1921 حيث لوحظ وجود خليط من عناصر عراقية ترعرعت في في بيئة ثقافية  غير عراقية كالمجموعة التي كانت في تركيا , وعناصر غير عراقية مثل :ساطع الحصري , ورستم حيدر , تضاف الى هذه المجموعات العائلة من أبناء وأحفاد الشريف حسين بن علي شريف مكة , هذه المجموعة لم تكن معنية بمفهوم الوطنية العراقية بالرغم من أنها تعمل بأسم الحكومة والدولة العراقية التي ولدت في مناخ دولي بدأت شعوب الدول تبحث عن هويتها الوطنية , وكان ظهور الدولة البلشفية في روسيا تأسيسا للدولة العقائدية الشمولية , بينما ظل الشعور العقائدي ألاسلامي لايفارق النص الشرعي في ذاكرته ولكنه لايعمل به لآنتقال المؤسسات الحكومية الى العمل بمستجدات ومستحدثات التقنية الصناعية الحديثة من سيارات وقطارات وطائرات والهاتف  ووسائل المنازل من كهرباء وماء وتبريد وتدفئة وطبخ وهذه كلها  أصبحت منتوجات غربية يبقى لآصحابها حق المتابعة وألآستشارة وهذا يعني وجود مبررات للتدخل في شوون الدول التي لاتملك ذلك التصنيع وتلك التقنية , ولآن  أنظمة الدول في منطقتنا ومنها العراق وضعت وأختيرت بناء على قناعات الدول الصناعية , لذلك لم تسع أنظمة المنطقة على تطوير الصناعة ولو على مستوى ألآمور الضرورية التي لابد منها مثل صناعة النفط , ولم تعمل على تطوير ألاقتصاد فظل ألآقتصاد العراقي مثلا ريعي يعتمد على النفط كليا وتلك مجازفة بأمن البلاد ألآقتصادي لايقوم بها ألا من ليس له هم أو أرتباط مصيري  بالعراق  , ومن الغريب أن ماحدث في بداية ظهور الدولة العراقية برعاية بريطانية , حدث نفس الشيئ مع الدولة العراقية بعد 2003 حيث لم يكن من دخل في مجلس الحكم والحكومة ألانتقالية المؤقتة والحكومات الاحقة ينتمون أنتماءا مصيريا للعراق , فمن لاتزال عائلته تعيش في الدول ألاوربية وألاجنبية وهو وزير أو نائب أو صاحب منصب وبعد مايزيد على Aعقد من السنين لايمكن النظر الى هذا الشخص نظرة طبيعية , اللهم ألا أذا تجردنا من مفهوم دولة المواطن ومواطن الدولة  وهذه المصطلحات تختصر مفهوم الوطنية من وجهة نظر علم ألآجتماع السياسي ومفهوم قانون العلاقات الدولية , وحتى مفهوم البيعة والطاعة والولاية أسلاميا لاتبرر حالة ألازدواجية الولائية كما هو عليه بعض المسؤولين وبعض ألآحزاب من أحزاب السلطة في العراق .

أما الخلل ألآخر للوطنية المنقوصة فهو ظهور ولاء بعض العراقيين للمجموعات التكفيرية التي عاثت فسادا وتدميرا في العراق بسبب النص التاريخي صانع التراكمات المغلوطة والتي لاتتناسب والتفكير السليم كما أراده النص الشرعي ” هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ” ويلاحظ ظهور الوطنية المنقوصة في مناطق كثيرة في المنطقة منها لبنان عندما طالب بعض اللبنانيين بالقضاء على الفلسطينيين كما هو مطلب أسرائيل حدث هذا في اثمانينات حيث سفرت القيادة الفلسطينية الى تونس , ويتجدد في لبنان اليوم مطالبات بالقضاء على المقاومة الوطنية اللبنانية التي أثبتت جدارة وطنية في مقاومة أسرائيل ودحرها وحماية لبنان من داعش , بينما هناك من يدعو الى القضاء على المقاومة لحساب داعش   وهذا الموقف لايمكن أعتباره وطنيا في نظر الغالبية من أبناء الشعب اللبناني , ونفس النظرة نجدها عند بعض اليمنيين تجاه الحوثيين ” أنصار الله ” أصحاب الشعبية الوطنية في اليمن بينما من يحاربها يستنجد بغير اليمني ويتم ذلك بدعوى التعاون مع أيران , ونفس الشيئ حدث في البحرين حيث يتم تجنيس غير البحرينيين بينما تقوم الحكومة بأسقاط الجنسية عن المعارضين البحرينيين وهم يمارسون معارضة سلمية , والشيخ النمر في المنطقة الشرقية من السعودية لآنه أنتقد الحكومة سلميا تقوم السعودية بأصدار حكم أعدام ضد الشيخ النمر ولا تجد من جوقة ألاعلاميين السعوديين المرتبطة بالنظام من يدين عملية ألآعدام أو يدين تدخل قوات سعودية في البحرين أو يدين الموقف السعودي من الحوثيين أو من السكوت السعودي عن الهجمة الصهيونية ضد المسجد ألاقصى وأنتهاك حقوق الفلسطينيين , وعندنا في العراق تتجلى مظاهر الوطنية المنقوصة بأحتضان داعش , والتحريض الطائفي والتحيز ألآعلامي لكل ماهو لصالح داعش , والتحريض الطائفي لآصحاب الوطنية المنقوصة هم من يبررون وجود داعش نتيجة أخطاء حكومية وهؤلاء لايفرقون بين حرب الوجود التي تمارسها داعش والتي تستهدف بالنتيجة حتى الذين سنقرأ لهم تعليقات تختزن الجهل والعقد النفسية , بينما أخطاء الحكومة يمكن معالجتها , فمابيننا وبين الحكومة معارضة سياسية , ومابيننا وبين داعش حربا وجودية ومن يختار الوقوف مع أتباع الحرب الوجودية هم ممن يوصفون بالوطنية الناقصة  وأذا أستمروا بذلك لايعودوا ينتمون للوطن , أما الذين يتحججون  بوجود المليشيات , فالمليشيات وجدت بظروف أستثنائية وأخطائها مرفوضة ومن لايرفضها يعاني من فهم ناقص ووطنية ناقصة ويمكن معالجة أمرها ولكن ليس بالشحن الطائفي لتبرير وجود داعش

أحدث المقالات