19 ديسمبر، 2024 7:52 ص

قد تكون مصطلحات “صناعتنا” و “زراعتنا” و “سياحتنا” في باب المسميات الوطنية .. فما  كتب عليه صنع في العراق يثير في النفوس البهجة والاحساس بالفخر .. وهذه البهجة والفخر انما هما بهجة وفخر وطنيان يأتيان مباشرة من الإحساس بالمواطنة . وفعلاً وصلت صناعتنا في فترة زمنية ما إلى مرحلة اصبحت محل افتخار المواطن ،  فصرنا نأكل من ما تصنعه معاملنا من منتجات مزارعنا .. ونلبس مما تنتجه مصانع نسيجنا ، ونفترش  مما تنسجه مصانع سجادنا ، ونركب الباصات التي تنتجها الشركة العامة للسيارات في الاسكندرية ، ونرى العالم من خلال شاشة تلفزيون قيثارة ونتدفأ بمدافئ عشتار ، ونتبرد بمبردات وميكيفات الهلال والرافدين ، ونزين سقوف غرفنا بمراوح ديالى ، ونسخن مياهنا بسخانات عراقية ، ونأكل تمراً من ثمار نخيلنا ، ونشرب مياه معبأة من دجلتنا وفراتنا ، فنشعر نتيجة كل ذلك انا عراقيون ، وان هذا الكل هو جزء من عراقيتنا .. حتى صارت لنا منشآت كبار ومصانع كبيرة ، وبلغت صناعتنا معايير الجودة العالمية .. اليوم نحن بحاجة إلى كل هذا ، مصانع تعليب كربلاء ، وزجاج الرمادي ، وأدوية الموصل وسامراء ، وسكر ميسان ، والمنتجات البتروكيمياوية من البصرة ، وحاجتنا إلى الاسلاك والكيبلات  والقابلوات من مصانع الناصرية .. ومنتجات جلود ، وألبان تكريت وابي غريب ، وكاشي الفلوجة ، وسمنت كبيسة ، والملابس الجاهزة من مصانع النجف ، واطارات الديوانية .. نحتاج إلى من يعيد لنا هذه النشوة بوسائل جديدة ومكائن حديثة ، نحن بأمس الحاجة إلى ماركة (صنع في العراق) ما زلنا نبحث عنها على أغلفة النستلة والشكولاته والبسكت والمياه المعدنية وقناني المياه الغازية والعصائر ، والبزاليا والباقلاء والعدس والرز والسكر ، وعلى الأدوات الكهربائية والعدد اليدوية .. نحن لا نصنع “درنفيساً” ولا مقصاً ، ونستورد الفؤوس والمساحي ، والانسان العراقي أول من صنع الفؤوس قبل خمسة آلاف عام والمتحف يشهد على ذلك .. نحتاج أن ننام على أسرة عراقية وفراش عراقي واثاث عراقي ، وان تزين دورنا لوحات عراقية وتنير دياجير الظلام في بيوتنا وازقتنا مصابيح عراقية ، ونركب دراجات هوائية من انتاج مصنع المحمودية ، ونلبس من القمصان التي ينتجها معمل اليوسفية ، ونجلس على كراسي عراقية ، وكذلك نجلس ساستنا على كراسي عراقية الصنع ، لأن الكراسي الأجنبية التي يجلس عليها سياسيونا اتعبتنا واخذت العراق بعيداً عن عراقيته ووحدته وطيبته ، هذه مجرد امنيات .. وليس يأساً ، لأن من يتلمس العراق يجده في كل شيء ، واليوم تلمست شياً أحدثكم عنه ، يثلج صدوركم وصدور من يحب العراق أنه “الشركة العامة للفحص والتأهيل الهندسي ” إحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن هذه الوزارة التي زهدت في الإعلان عن منجزها وأكتفت ان تعمل بصمت في وقت تتلعلع فيه أصوات اللامنتجين واللانافعين واللاقانعين .. هذه الشركة تعتبر من المراكز العلمية الهندسية المهمة .. كما أنها مرجع لحل المشكلات والمعوقات في القطاعات الصناعية المتنوعة ، وتعمل على ادخال التقنيات والأساليب الحديثة إلى الصناعات بما يؤمن تطوير الانتاج كماً ونوعاً ، كما تقوم بدراسة واقتراح وتنفيذ المشاريع الجديدة في مختلف المجالات الهندسية . وهكذا فإن الشركة تقوم حالياً بالدخول في مشاريع جديدة خلال هذا العام ، ومن أهمها تأهيل الشركات على وفق متطلبات البيئة من خلال حث الشركات للعمل على نظام إدارة البيئة وفق المواصفات القياسية .. ومن ضمن نشاطات الشركة إعداد البحوث التطبيقية وإجراء دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمختلف المشاريع والمصانع داخل العراق وخارجه , من خلال القيام بأعمال الصيانة والفحص الهندسي والتشغيل سواء كان عن طريق التنفيذ الكامل أم التجهيز أم عن طريق الاشراف وتقديم المشورة الفنية ، إضافة لمشاركة الشركة في مشاريع إعمار العراق واجراء الفحوصات الهندسية والتحاليل المختبرية وإصدار شهادات الفحص بموجب المواصفات المطلوبة . هل سمعتم أو علمتم أو اطلعتم على كل هذا ؟.. وهل تعلمون ان الشركة مدار حديثنا سوف تقوم بإنشاء مصاعد ومرائب متعددة الطوابق وسيتم تنفيذها في محافظة كربلاء بناء على الدعوة الموجهة من قبلهم لانشاء مثل الكراجات ، وقد تم تقديم الدراسة وإعداد التصاميم المطلوبة للمشروع وتحديد خمسة مرائب موزعة على ثلاث مناطق في المحافظة حيث ان الشركة لديها ملاك متخصص من المهندسين الفنيين متدربين خارج العراق .. وفعلاً قامت الشركة بتجهيز ونصب مصاعد لعدد من دوائر الدولة ومن ضمنها ديوان الوقف السني حيث تم تجهيزهم بـ(5) مصاعد ومن مناشئ عالمية .. هذه واحدة من الشركات العامة ، وهذا جزء مما تقوم به ، وربما يتسنى لنا المجال مرة اخرى لعرض بعض أعمالها ما يسر العراقيين ويبهجهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات