19 ديسمبر، 2024 8:44 ص

ماذا فعل المالكي وماذا اراد ؟

ماذا فعل المالكي وماذا اراد ؟

المالكي فضل مواجهة داعش بمفرده دون الاستعانة بالامريكيين ورمى بثقله على روسا وعول عليها ، وهذا الامر هو الذي اغاض امريكا ودفعها الى ان تلقنه درسا برسالة مفادها : نحن لا نتدخل في شؤون العراق فحسب انما ندخل في عمقه ونغير خارطته السياسية .
فكان لها ما ارادت بمساعدة حلفاء المالكي وافراد حزبه … نعم حكم المالكي كان مليئ بالاخطاء وصعد في عهده الكثير من المفسدين واعطى مناصب لكثير من ( قومه ) بلا استحقاق لمجرد انهم كانوا يحملون الولاء له ، لكن اعتقد انه تعاطى ايجابيا مع اكثر من قضية منها التعامل مع الاقليم وقضية داعش التي هاجمها في وقت وقف ضده الاصحاب والاعداء معا وحتى المرجعية والمجتمع الدولي ، فكان يصيح ( يمعودين ذولة ارهابيين ، كان يجيبه الاصحاب هؤلاء اخوتنا من عشائر الانبار ) ، لتتضح بعدها الصورة ويفيق هؤلاء من غيبوبتهم ويرون بام اعينهم ان ما كانوا يسمونهم عشائر الانبار احتلوا ثلث العراق بليلة وضحاها ، لينقلب من كانوا يدافعون عن ( عشائر الانبار ) الى مجاهدين ويتفاخرون بلبس ( المرقط الزين ) لتملأ صورهم مواقع التواصل الاجتماعي وقنواتهم الفضائية ومواقعهم الالكترونية .
اصحاب المالكي الذين خذلوه ارادوا باي طريقة ان يبرروا موقفهم ، ولم يجدوا امامهم الا النغمة الوحيدة وهي : ( كلهة صوج المالكي والي صار من جوة راسة ) .
لا اريد الخوض بهذه المقولة ليس لعدم القدرة على الاجابة عليها ، لكن لكونها كانت الوحيدة التي تشدق بها هؤلاء لمحاولة اسعاف موقفهم الذي سهل استفحال داعش واعطى المبرر للاخرين التدخل في القضية ، بحيث وصل الامر ان قيادات مرموقة متواجدة حاليا من ( جماعة الخاكي والمرقط ) واصحاب النفوذ العسكري لم يجرؤوا على مجرد انتقاد قطر او السعودية او تركيا وهم يعلمون ان هذه الدول هي سبب ويلات العراق ، في حين ان انتقادهم للمالكي وصل الى حد الشتم والسب ، بل ان هؤلاء لحد هذه اللحظة لم ينتقدوا هذه الدول .. وهذا الامر يحتاج الى ( صفنة زينة ) .
لكن موقفهم هذا كان مفيدا لانه اوضح لكل العراقيين بشكل جلي ان العراق لا يدار من اهله ، وان أي رئيس وزراء يأتي الى العراق لا يحكم هو العراق ، ويبدو ان هذا الامر خط احمر ليس لاحد ان يتجاوزه ، في حين ان المالكي كل ذنبه انه عبر هذه الخطوط الحمراء وادخل نفسه بملفات من يتصرف بها هي امريكا وليس الحاكم العراقي وهذا سبب اقصائه عن ولاية حكمه الثالثة التي كانت قاب قوسين منه .
ويبدو ان امريكا ادركت ان المالكي يميل الى المعسكر الشرقي بعد ان فهم اللعبة الامريكية التي وضعت العراق بين فكي داعش وقبضتها المحكمة ، وراح يعطي اشارات لها ان العراق يملك دولة بديلة قوية صديقة مخلصة قادرة على وضع العراق في امان واطمئنان وقادرة على حمايته مثلما حمت سوريا ومنعتها من السقوط بايدي صنيعتهم داعش .
واذا تطرقنا الى حيدر العبادي لرأينا ان الرجل لا يستحق أي انتقاد لانه وافق ان يكون بديلا للمالكي ، لانه لابد ان يكون هناك بديل للمالكي ، ونتمنى له التوفيق وننصحه ان لا ينسى اهله العراقيين وان يركز على ملف واحد دون كل الملفات وهو ( الوضع الاقتصادي للفرد العراقي ) لان هذا الملف هو الذي يشعر انتماء العراقي لارضه ويدفعه الى الدفاع عنها ، وان يقوم بالعمل على انتزاع حصة الفرد العراقي من النفط من افواه المفسدين واعطائها للعراقي بصورة مباشرة كراتب شهري ، اذ ان هذا الامر سيجعل الشاب العراقي يشعر باهميته ويركز اهتمامه على تعظيم ثروته ويشعر بالرفاهية اسوة بدول الخليج ، ويمنعه من الانخراط مع الارهابيين او الجماعات المسلحة الاخرى .
ان فعل العبادي هذا الامر فانه سيكون قائدا تاريخيا يتداول اسمه كما يتداول اسم الشيخ زايد رحمه الله في الامارات العربية المتحدة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات