علينا جميعا حكومة وشعبا أن نتعامل مع الأزمة الراهنة المفتعلة في الرمادي، تعاملا جديا وواقعيا، وإن يسلط الضوء عليها لاكتشاف بقية الأهداف الحقيقية الخفية الغير معلنة، كاسقاط النظام في العراق والقضاء عليه بنفس الآليات والطريقة التي انتهجتها دول بما يسمى ب “الربيع العربي” في الحكام، وإن لايهمل الموضوع كما اهمل من قبل النظام السوري والذي ادى إلى هذا التطور الخطير.إن الشعارات التي تبناها المتظاهرون هي شعارات استفزازية تعجيزية أمليت عليهم من قبل السياسيين المشتركين في العملية السياسية ومن خبرات اقليمية محركة للقوس السني ليتصدى للمد الشيعي الذي يسمونه “بالهلال الشيعي”، الهدف منها تطوير المظاهرات إلى ما يسمى بثورة على غرار الثورة السورية، لتلتحم معها لتلاقي الأهداف، بغية اسقاط النظامين في كل سوريا والعراق، لتكون الكفة راجحة لصالح أهداف الأحزاب الاموية وإيتام النظام السابق والسلفيين الوهابيين والاخوان، ولها من يدعمها من سياسي الداخل والحاضنات المنفذة في المثلث السني، التي تشكل نواة بما يسمى “بالجيش الحر” في العراق مستقبلا عند تطور الأحداث لصالحهم، وبهذا يكونوا وقد اسقطوا الجناح المهم في هذا “الهلال” وتزداد أهميته أكثر وأكثر عندما يستفردوا بحزب الله ومحاولة إسقاطه وحله، وبذلك تكون قد أغلقت هذه المنطقة لصالحهم ومنع الدفق والمد الشيعي فيها، وعزلها تماما عن إيران الشيعية.
وأن هذه التظاهرات مدعومة عسكريا ولوجستيا من قبل دول عربية من النظام السعودي والقطري والبحريني ونظام مصر، ونظام تركيا الطموح لمزاولة الدور التاريخي السابق “وعثمنة المنطقة” مستغلا بذلك الأحداث الجارية ومستعينا بالحلف الاطلسي المنضم تحت لواءه -والذي قام هو الأخير بنشر قواعد صواريخ باتريوت على طول الحدود السورية التركية تمهيدا للتدخل ومقاومة صواريخ سكود الروسية الصنع-.
الشعارات التي يطالب بها المتظاهرون، لو انها نفذت لهم بنسبة 100% فهذا لايوقف سيولة لعابهم نحو السير باتجاه بما يسمى بثورة تتضامن مع مايسمى بثورة سوريا، وإن التلميحات قد ظهرت لهذا التوجه المشبوه على أنه “ربيع عربي عراقي” دون حياء، وتطورت آلية هذه المظاهرات إلى عصيان مدني، كخطوة استباقية لاتخاذ تطور آخر يتناسب مع نتائج اللعبة في سوريا، وكان من نتائج هذا العصيان غلق الطريق المؤدي إلى سوريا لمنع وصول الأمدادات اليها من قبل العراق وإيران، ولمحوا أيضا بقطع ماء الفرات لحرمان محافظات الوسط الجنوب من الحصة المائية، وبضوء اخضر من تركيا.
وإن نرقى بهذا التعامل إلى مواجهة تكتيكية سياسية ذكية تخلص العراق من الحرب الأهلية والمفاجئات التي لم تكن في الحسبان.وإن ظهور عزة الدوري على الساحة يعني اشتراك إيتام البعث ضمن “الخبطة”، ويعني كذلك “استقطاع الموصل” وضمها الى تركيا، بحسب الوعود التي “تبرمك” بها “عزت” للألتراك سرا، في حال عودته للحكم، وكذلك دخول رغد بنت صدام المقبور في العملية يعني أن هناك دعما ماديا وتنسيقا مناطقيا، لتنفيذ خطط انتقامية حاقدة ضد العراق والعراقيين ومن المذهب الشيعي.
على السيد المالكي أن يسد الطريق عليهم بالقيام ببعض الإصلاحات التي تقع ضمن دائرة صلاحيته، وإن يعلن عن عجزه عن تنفيذ بقية المطاليب الباقية التي لاتقع ضمن صلاحيته بحسب قيود الدستور.
وعلى القضاء العراقي أن يأخذ دوره كقضاء مستقل لاسلطان عليه لمواجهة المطاليب القانونية واخراج المالكي من دائرة الصراع.
كما أن الأحزاب العراقية الاخرى المشتركة بالعملية السياسية وغير المشتركة، وشيوخ العشائر، عليهم أن يتوحدوا جميعا لقيادة الشعب في الوسط والجنوب للقيام بمظاهرات مناهضة لهذه اللعبة، والالتفاف حول قيادة السيد المالكي وتأييده جماهيريا لمواجهة هذه الحالة التي ربما تتطور إلى مالايمكن أن تحمد عقباه أو لايكون بالحسبان، لأن جل اهدافهم الأستفراد به-أي المالكي- والاطاحة به على أنه ديكتاتور بحسب زعمهم.
“وإذا اطيح بالسيد المالكي على الطريقة التي يختارها له خصومه المناوؤن، فإنه لاتقوم للعراق وشيعة العراق بعد الآن قائمة، وانهما سيهويان إلى واد سحيق، يؤدي إلى إجتثاث شامل للعملية السياسية والديموقراطية برمتها، وارجاع العراق للحكم الشمولي المرتبط بالأجندة الخارجية.”
وعلى السيد المالكي أن يضرب بقبضة من حديد واقصاء كل من يشك باخلاصه وولائه للعراق من الجهات الأمنية والوزارية ولا تأخذه بالحق لومة لائم، وأن يعبأ القوات المسلحة لمواجهة أي طارئ لاسمح الله، وتشكيل قوات مسلحة احتياطية من الشباب على غرار خدمة الاحتياط، وإعلان حالة الطوارئ والنفير العام في تطور الموقف الى ما يملأ الخافقين، على أن تتضامن معه الحوزة العلمية في تحقيق هذا الهدف، لأن الاعداء لايقف طموحهم على حد نجاح مايسمى بالثورة، بل يمتد إلى أبعد من ذلك “للوصول إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكوفة” والعبث بهن كما صرح بذلك “شمر العصر والخنا العرعور”.
وعلى السيد المالكي وباعتباره القائد العام للقوات المسلحة، عليه أن يغلق كافة الحدود الغربية والجنوبية الممتدة من القائم وحتى الفاو من جنوب البصرة، مرورا بحدود كربلاء والنجف والسماوة وذي قار، وأن أي خرق يتم من أي نقطة واهنة من قبل الاعداء والعناصر التخريبية المسلحة المساندة للعبة والخلايا الكامنة على الحدود سيربك الوضع الأمني في الجنوب، وينعش الخلايا النائمة من أيتام البعث والنظام البائد، وربما يتعاون معهم بعض من كان في نفسه ضعفا وتفكيره ضيقا بتأثير المال والمغريات الاخرى التي تعرض عليه، وعند ذاك سيعم الهرج والمرج، وتصل الأمور الى حالة لايمكن السيطرة عليها وسيحترق الأخضر باليابس.
وعلى السيد المالكي أيضا أن يبقى متمسكا بورقة حل البرلمان والحكومة واجراء إنتخابات نيابية مبكرة.
واعلموا اخواني، لو انهم نجحوا في الوصول إلى اهدافهم في اسقاط النظامين في سوريا والعراق، سيجعلون في كل بيت نائحة، وتصفية الشيعة جسديا، والقضاء على حزب الله في لبنان ويكون الهلال الشيعي تحت وصايتهم ولاتقوم له قائمة بعد الآن.
علينا كشيعة وأحزاب وتيارات شيعية أن نتوحد ونكون يد واحدة وندع الخلافات السياسية والعقائدية وراء ظهورنا لمواجهة الهجمة الاموية الحالية قبل فوات الأوان ومن ثم لاينفع الندم.
أخيرا أن كافة العمليات السياسية الفتنوية في المنطقة تتوقف على افلات النظام السوري من السقوط، والذي سيكون سببا مباشرا لإجهاض كافة التداعيات الجارية، وعودة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل فترة ظهور بوادر الفتنة.