22 نوفمبر، 2024 11:13 م
Search
Close this search box.

نظرية “التدخل البوي”

نظرية “التدخل البوي”

لاجديد حتى الان على صعيد وزيري الدفاع والداخلية. المباحثات مستمرة بشانهما, علما ان المباحثات نفسها كانت استمرت طوال السنوات الاربع الماضية ولم تسفر عن نتيجة. فلا جديد ايضا. ومن يريد ان يغسل “ايده” فليغسلها منذ الان. فالكتل نفس الكتل. والاحزاب نفس الاحزاب. والمكونات نفس المكونات. والتكتلات نفس التكتلات. والخلافات نفس الخلافات. والشخصيات نفس الشخصيات. والاشكاليات نفس الاشكاليات. مع ذلك “من خليت قلبت” كما يقال. فلا بد من جديد. والجديد هذه المرة يكاد يكون مفهوما اونظرية سوف اتولى انا شخصيا نيابة عن كلاوزفيتز الجنرال والمؤرخ الحربي البروسي وصاحب المقولة المشهورة “الحرب امتداد للسياسة لكن بوسائل اخرى” صياغتها لكن بعد ان استعرض امام حضراتكم كل المبررات التي تدفعني الى ذلك. فبما اننا نختلف على اي شئ باستثناء حكيم شاكر حيث يوحدنا عند الفوز  اكثر مما توحدنا داعش عند الخسارة حتى لو كانت خسارة مدن ومحافظات بكاملها. فحكيم “المكرود” يتحمل وحده مسؤولية ضياع ركلة الجزاء اكثر مما نحمل ابو بكر البغدادي ومسؤول النصرة في سوريا ابو محمد الجولاني ومنظر التيار السلفي ابو محمد المقدسي وابو قتادة مسؤولية احتلال الموصل وتكريت وهيت وكبيسة وجرف الصخر. اقول بما اننا نختلف حتى على ما هو غير قابل للاختلاف مثل الشمس تشرق في النهار والسماء زرقاء والماء لا لون له ولاطعم ولا رائحة فاننا نختلف على كيفية التدخل في سيادتنا. فالتدخل الجوي مسموح ومن اي منشأ .. أميركي, بريطاني, استرالي, الماني, المهم يضرب اوكار داعش. جيد اذن لان لدينا عدوا مشتركا. وبالتالي لا ضرر ولا ضرار في ان يساعدنا الاصدقاء , باستثناء الاشقاء حيث لا يسمح لطائراتهم بان تجوب سماءنا بينما طائرات اصدقائنا تطير من قواعد اشقائنا. مع ذلك السيادة الوطنية خط احمر. ولكن كيف يمكننا ترجمة هذه السيادة على ارض الواقع؟ طائرات كل الدنيا تجوب كل سمائنا. وكلما اعلنت  استراليا او المانيا او اميركا او بريطانيا او اسبانيا ان طائراتها نفذت غارة على مواقع داعش في حديثة او تلعفر او سنجار او جرف الصخر فان الفرحة لاتسعنا لمثل هذه الاخبار السيادية السعيدة. بل وتفوق احيانا فرحتنا حين يسجل يونس محمود هدفا في مرمى قطر. وكلما اعلنت اميركا انها سوف ترسل 300 خبير جديد الى العراق “صار عددهم حتى الان 1600 خبير من غير اللبن” فان شاشات فضائياتنا “ما عدا المغرضة منها” تتسابق في نقل اخبار كيري وديمبسي وكاميرون وتشاك هيغل وهم يزفون بشرى ارسال المزيد من الخبراء الجدد اكثر من اخبار حميد الهايس واسكندروتوت وعالية نصيف.الامر الوحيد المرفوض من قبلنا رفضا قاطعا هو التدخل البري. اذن ماذا يعني الطيران والخبراء وانزال المؤن والمعدات على الارض العراقية؟ ماذا نسمي من يقبل بالتدخل الجوي والخبرائي ويرفض التدخل البري؟ لم يعد امامنا ومرة ثانية نيابة عن كلازفيتز سوى ان نصوغ مصطلحا جديدا هو “التدخل البوي”.  

أحدث المقالات