23 ديسمبر، 2024 12:24 م

نوستراداموس و لغز 500 سنة

نوستراداموس و لغز 500 سنة

مفسرون عديدون التبس عليهم  حقيقة المدة الزمنية المذكورة في الرباعية التالية و أولوها تأويلا غير مستقيم :
3,94
De cinq cens ans plus compte l’on tiendra, / Celui qu’estait l’ornement de son temps, / Puis à un coup grande clarté donra,  / Que par ce siecle les rendra tres contens.
من500 سنة يوصل إليه مع زيادة حساب/  ذلك الذي كان  زينة عصره/ ثم فجأة  يظهر في إشراق  كبير / ليجعل أتباعه غاية في الفرح خلال هذا القرن
القراءة الأولى تحيلنا مباشرة إلى مدة زمنية قدرها 500 سنة . و الأمر ليس كذلك البتة . إذ لا علاقة للرقم (خمسة cinq)  بالتاريخ  بل هو يشير إلى الإمام الخامس أي الباقر ع  و بالتالي يجب الفصل بين الرقم خمسة  و بين العدد ( cens  100 ) الذي يدل على فارق زمني بين الامام الباقر و المتحدث عنه . و العدد  ( cens  100 )  يبقى  ناقصا اذ لابد ان نزيده  عددا  أو  حسابا  ( plus compte   )   لم يوضحه ظاهرا رغم أن  كلمة   (compte )   تقتضي  التوضيح.  لقد أخفاه الشاعر في عدد حروف الكلمتين كما يلي :

(    6 = compte   احرف   //  Plus  = 4 احرف  )

لو وضعنا الرقمين جانبا إلى جنب لتحصلنا على رقم  46   نضيفه  إلى  100 سنة يصبح الحاصل هو 146 سنة.   علام يدل هذا الرقم ؟

الخامس الإمام الباقر ع  توفي سنة  114 هـ و لو أضفنا إلى هذا التاريخ الرقم السابق 146 لتحصلنا على 260

114 + 146 = 260

وسنة 260 هـ هي بالضبط السنة التي أصبح فيها الإمام المهدي إماما بعد وفاة الإمام العسكري ع . إذن الرباعية تتحدث عن تاريخ مضبوط لبداية إمامة المهدي ع .

و نظرا لكون الشاعر تحدث عن أزمنة مختلفة جدا منها ما هو في الماضي البعيد و منها ما هو في المستقبل البعيد  فقد  استعمل أفعالا في صيغتي المضارع و الماضي  كما يلي :

الفعل : Tiendra المستقبل : من امامة المهدي / زمن القول : من الباقر ع  114هـ

الفعل : Estait الماضي  البعيد : بدء حياة المهدي / زمن القول : حياة الشاعر ق 16 م

الفعل : rendra  donra : المستقبل البعيد : الظهور/ زمن القول:  حياة الشاعر ق 16 م

لقد استعان  الشاعر بهذه الصيغ الفعلية و الدلالات الزمية فقط ليؤكد لغويا على غيبة الإمام و طول عمره . و لقد فصلنا الدلالات الزمنية  اعتمادا على الرباعية  و يمكن تبسيط الزمن كما يلي مع اعتبار القرن 16 م هو حاضر النص الشعري:

الماضي البعيد : 260 هـ // حاضر الشاعر : ق 16م // المستقبل البعيد : الظهور .

و بالتالي يمكن ترجمة البيت الاول كما يلي :

بعد وفاة الامام الخامس بمائة سنة مع زيادة 146 سنة اخرى نصل الى امامة المهدي .

البيت الثاني لا يحتاج الى تفسير.

اما الثالث فيتحدث عن إشراق عظيم يظهر فجأة و ذلك أن الإمام ع عند خروجه ينشر راية رسول الله ص فإذا هزها أضاء له ما بين المشرق و المغرب.

و البيت الأخير يوضح فرح المؤمنين الشديد بظهور الإمام يقول الباقر ع : ( فلا يبقى مؤمن إلا دخلت الفرحة إلى قلبه ).

هذه الرباعية تفسر لاول مرة هذا التفسير المستقيم . و بواسطتها استطاع نوستراداموس ان يسجل حدثا تاريخيا عظيما لا يعترف به الكثير من المسلمين فضلا عن الآخرين . و رغم هذا الامر لا يعتبر تنبؤا الا ان اثبات حقيقة لا يعترف بها الكثيرون هو اكثر اهمية من النبوءة التي قد يطرأ عليها قانون المحو . انتهى