لم يكن القرار الذي اصدره القضاء السعودي باعدام رجل الدين اية الله نمر النمر مفاجئا للكثير من المعنيين والمتابعين،بل كان متوقعا ومتوافقا تماما مع طبيعة النظام الارهابي الوهابي ،الذي يسيطر على القرار السياسي والمالي والمؤسسة الدينية السعودية.
وقرار الاعدام ليس قرارا تقليديا ،بل هو قرار استثنائي في توقيته وفي مداليه التي اراد اصحاب القرار في المملكة ايصاله الى المنطقة والى الشيعة في السعودية بشكل خاص، دون ان ياخذوا بنظر الاعتبار ما يمكن ان يسببه اتخاذ مثل هذا القرار العدواني والاستفزازي لمكون كبير ولمئات الملايين الشيعة في المنطقة من اثار مدمرة على مستقبل المنطقة.
ان قرار السعودية باعدام الشيخ المجاهد نمر النمر قرار سياسي قبل ان يكون قضائي،وقرار يتجاهل كل المخاطر التي يمكن ان تترتب على اعدام النمر،والتي من شانها ان تشعل السعودية ومنطقة الخليج ،وايصالها الى درجة الغليان ،وكأن السعوديين لم يكتفوا بما يفعلونه في المنطقة من اشعال الحرائق في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
ان المنطق والاوضاع التي تعيشها المنطقة وقراءة التاريخ تقول ان بداية نهاية ال سعود ستكون بحماقة اعدام الشيخ نمر النمر،وهذا الاستقراء ليس رجما بالغيب انما هو قراءة لتجارب الدول والانظمة الدموية والاستبدادية،والتي تهاوت على عروشها ،بسبب انتهاكها للحرمات وسفكها للدم المقدس للعلماء والمجاهدين.
ليس من مصلحة ال سعود المجازفة باعدام الشيخ المجاهد،لان تداعيات هذا الاستهتار لن تتوقف عند حدود المملكة السعودية بل تتعداها الى منطقة الخليج والشرق الاوسط ،وستشعل نيرانا طالما تمنى اتباع المذهب الوهابي اشعالها ،وقد توهموا مخطئين ان ألسنتها لن تصل اليهم.
ان معالجة الازمات المتكررة في السعودية لا يمكن معالجتها بازمة قاتلة جديدة،وان اعدام النمر لن يوقف غليان ابناء الشعب السعودي في العديد من المحافظات المنتفضة،ولن يجعلهم يتوقفوا عن المطالبة بحقوقهم المشروعة،بل سيعطيهم الحق لمواجهة الحكومة والاجهزة الامنية السعودية بشراسة وقوة،كما ان اخفاء اية الله النمر لن يغيب الحقيقة او يقتل جذوة المطالب او ينهي المطالب المشروعة في المساواة واطلاق الحريات.
ان على جميع العقلاء ومن كل الطوائف والمذاهب والمؤسسات ان يتدخلوا بقوة من اجل منع ال سعود من تنفيذ جريمة اعدام رجل الدين المعتقل،لان اعدامه لن ينهي المشكلة بل سيفاقمها،وان موته لن ينهي جذوة المقاومة ،بل سيحمل الراية بعده الف نمر ونمر،وهذا المعنى يجب على ال سعود ان يعرفوه ويفهموه،قبل ان يرتكبوا حماقة ستحرقهم وتطيح بمملكتهم.