رداً على مقال السيد يحيى الحبّوبي في مقاله (وللباحثين الأكاديميين نصيبهم من السرقات الأدبيّة) على موقع كتابات – المركز الخبير لشبكة الإعلام العراقي. الخميس 9/ تشرين الأول 2014
السيد فتحي الحبّوبي… يحزنني جداً ما قرأته في مقالك حول اتهامي بسرقة مضمون مقال لك كما تدعي.. أولاً إن أي سارق ومهما يكن نوع السرقة أدبية كانت أم ذات طابع بحثي, فهو يعمل جاهداً على إخفاء إسم من سرق منه, ولكن عندما يشير الأديب أو الباحث ثلاثة مرات في بحثه أو مقاله إلى اسم من اعتمد عليه, فهذه في عرف البحث العلمي ليست سرقة.. ولعلمك كان بمقدوري أن أكتب في نهاية مقالي (للإستزادة بهذا الموضوع يراجع مقال السيد فتحي الحبّوبي كذا… الخ) وهذا يكفي. ولكن أمانتي العلمية جعلتني أشير إليك ثلاث مرات, علماً أنني لم أعتمد في مقالي على مضمون مقالك إلا على الشخصيات تقريباً وهي بالأساس ليس من إبداعك فطالب الصف السادس ابتدائي يعرف من هو كوبرنيك والحلاج وابن رشد. إضافة إلى ذلك إن مقالي يختلف في مضمونه كثيراً عن مضمون مقالك ويمكن للقارئ أن يعود إلى المقالين ويتأكد من ذلك.
أما قولك عني وعن الدكتور العريضي في بداية مقالك هذا: (فإنّي أرى من واجبي أن أعرض في هذه العجالة إلى عمليّتي سرقة أدبيّة تكاد تكون محضة وموصوفة إستهدفتني خلال سنة 2014 من قبل أكادميين إثنين من علياء القوم وكبارهم في سوريا. قد يكون حدوث ذلك ناتج عن إستخفاف بي أو إستغفال واستبلاه لي، لا يمارسه عادة إلّا ساقطو الهمم أو ضعاف النفوس ولا سيّما مختلّو العقول. لكن ليعلم الدكتورين، وهما محسوبان عن نخبتنا العربيّة التي كثيرا ما كانت هي سبب نكبتنا، أنّني بقدر ما لا أجامل فإنّي لا أهادن الظلم
ولا أداهن ذويه.( ثم نقدك ايضاً للسيد الدكتور العريضي بقولك عنه: ” (والدكتور العريضي ، هو مثقّف سلطة وفق المفهوم الغرامشي للمثقّف، وركن من أركان النظام السوري، حيث كانت مهمّته الأساسيّة، كمدير للمركز الإعلامي السوري في لندن، وكمدير للقناة الثانية في التلفزيون السوري -قبل التحاقه بالجامعة السوريّة من جديد- هي تلميع صورة النظام السوري الشمولي الفاشي المجرم. ). أنا اعتقد أن في قولك هذا إهانة شخصية لي واللعريضي لها أبعاد سياسية, فليس من حقك ولا حق من ينشر لك أن تنالوا من كرامات الناس و لا حتى من مواقفهم السياسية لأن هذا من حقهم, علماً أن الدكتور العريضي اليوم معارض للنظام السوري الذي نعت رئيسه بالفاشية والوحش , ولا أعرف أيضاً على أي أساس تنعت بشار الأسد بالغاشية؟!.
وانطلاقاً من نقدك السياسي للدكتور العريضي بالسرقة, – وأعتقد من حقه هو الدفاع عن نفسه – فإن نقدك لي واتهامك إياي بالسرقة التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة, هو كوني من الموالين للنظام أيضاً وليس لكوني سارق لجهدك كما تدعي.
عموماً إن ما تهمتني به لا يمت للحقيقة بصلة, فأنا كاتب وباحث منذ أكثر من ثلاثين عاماً, ولدي سبعة كتب, ومئات الدراسات والبحوث والمقالات التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية, ولدي حضور ثقافي يعرفه متابعي وقرائي, ولم أجد يوماً أحداً اتهمني بسرقة جهد غيري, وذلك كوني أمينا وصادقاً.
إذاً إن السبب الحقيقي وراء تهجمك علي هو موقف سياسي لم يعد خافياً بعد أن تهجمت على ألعريضي وبشار الأسد والحقيقة لا تغطى بغربال.
إما بالنسبة لادعاك بأني سرقت جهدك فهذا قول يدل على جهلك بأصول البحث المنهجي, فالمنهج العلمي في البحث وخاصة في الأخذ من الباحثين والكتاب الآخرين يعتمد على ما يسمى (التنصيص والتضمين). التنصيص هو أن تأخذ نصاً كاملاً من باحث وعليك هنا أن تضع المقتبس أو النص بين قوسين. أما التضمين , فهو أن تأخذ من كاتب أو باحث فكرة أو فكرتين وتضيف إليها من عندك أفكاراً أخرى, ثم تعيد صياغة ما أخذته وأضفته من عندك برؤية ثانية, وهنا عليك أن تشير إلى الكاتب الذي أخذت منه فقط دون تقويس ما أخذته منه. وهذا ما اشتغلت عليه عندما أخذت من مقالك العظيم. لقد اعتمدت على التضمين.
أما قضية الخطأ في إسم الموقع (القدس العربي) فهو خطا كتابي وقع في كلمة القدس, حيث كتبت (القس)وليس لتغطية السرقة كما تدعي لأن إسم المقال والكاتب يخرج المقال على محرك كوكل وهذا ما جعلك تكشف مقالك العظيم على الموقع ذاته.