على شاطئ دجلة.. كنت مع ضيوفي من أئمة الجمعة.. وتداولنا الحديث عن اهمية هذه الصلاة.. وانقدحت عدد من الاسئلة حول تلك العبادة.. ولماذا وصف السيد (مقتدى الصدر)..من لا يحضر الجمعة بأنه خائن.. وماذا تعني تلك الخيانة..؟ وقد يفيد ذكر تلك الافكار التي هدرت بين الخضراء والماء والظن الحسن.. ومنها:

اولا: ان الجمعة هي (الاهم) وهي (اساس) مشروع الشهيدين الصدريين (رض).. وان الأول مهد لها نظريا.. والصدر الثاني، أنجزها عمليا.. ثانيا: إن صلاة الجمعة هي أكثر من (عبادة).. وقد وصفها ضيف كريم بانها (مصيادة…!) ..لأنها محك واختبار لنا..

وحسب فهمي.. ان صلاة الجمعة لها ملازمة حقيقية وموضوعية مع (الولاية) و مع (الطاعة المباشرة) للخطاب المباشر او البيان الشرعي الواقعي..كيف؟

ان من يذهب الى (الحج).. يجزي حجه، مع اي تقليد.. وهذا لا يمكن تصوره في (الجمعة).. لانها مشروطة.. وقال الشهيد محمد الصدر(رض) وهو يصف من اقام الجمعة قبله: ..إنَّهم أقاموا صلاةَ الجمعة –نعْمَ ما فعلوا-, لكن لم تكتسبْ إقامتُها هذه الأهميَّةَ الَّتي رأيناها هنا في العراق, بالرُّغم من وجود دولتِهم وحوزتِهم, وإنَّما نظرَ إليها العالمُ هناك كعبادةٍ اعتياديَّةٍ..

كذلك قوله: .. أننا في الشتاء الثاني الذي تقام فيه صلاة الجمعة بعون الله سبحانه وتعالى ولم يحصل مطر لا في الشتاء السابق ولا في الشتاء الحالي ولا في أي مكان أقيمت فيه صلاة الجمعة على الإطلاق فالخطاب يكون لمنكري صلاة الجمعة ومعاندي صلاة الجمعة . صلاة الجمعة مؤيدة بتأييد الله ونسال الله سبحانه وتعالى إن يديم تأييده لها.

ثم ان الصدر القائد.. قد وصف من لا يحضر الجمعة بانه خائن.. فماذا تعني الخيانة..؟ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (الانفال27) وقال تعالى في الحج: .. إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39).. ايها اللبيب تفكر..وللحديث بقية.