23 نوفمبر، 2024 6:05 ص
Search
Close this search box.

إيران والقاعدة حليفان غير معلنين !!

إيران والقاعدة حليفان غير معلنين !!

في البدء يجب ان نذكر إن تنظيم القاعدة تأسس سنة 1988م وولد في ظروف الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وموّلت الولايات المتحدة عن طريق أجهزة مخابراتها وعدد من دول الخليج كان الهدف افغاني في المقام الاول ثم قامت (القاعدة) بعد ذلك بعدد من العمليات ضد أهداف أمريكية في السعودية واليمن وكينيا وتنزانيا وغيرها لإضفاء الواقعية على العداء المزعوم بين امريكا والقاعدة ليصبح تنظيما عالميا .
كما لا يمكن أن ندّعي أن أيديولوجية القاعدة تتماهى مع إيران، فبين الاثنين تكفير وعداوة واضحة ، لكن رغم اختلافهما الايديولوجي والعقائدي فهناك علاقة شراكة بين (القاعد وايران) لخدمة مصالحهما تطبيقا للقاعدة الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات ) ، كما يشتركان في عدائهما الظاهري لامريكا .
جغرافياً تمثل إيران ممراً مركزياً للقاعدة ما بين افغانستان والباكستان والعراق واليمن بحراً. والعلاقة بين القاعدة وإيران تتراوح بين المد والجزر وفقاً لتطورات الملف النووي والتهديدات الاميركية.
منذ أن عبر المئات من عناصر تنظيم القاعدة من افغانستان التي دخلها الجيش الأميركي مطارداً لهم في 2001، إلى العراق مروراً بإيران، بدأ الحديث يظهر عن تعاون الجمهورية الايرانية مع إرهابيي القاعدة..
لقد توثقت العلاقة بين ايران وتنظيم القاعدة بحسب محللين سياسيين إثر سقوط نظام طالبان في افغانستان اواخر العام 2001 وفرار المجموعة الأولى من التنظيم الى ايران برئاسة المصري سيف العدل وسعد اسامة بن لادن وذلك بعدما تمت ملاحقة عناصر هذا التنظيم في معظم الدول العربية
اعتمدت ايران السياسة البرغماتية في التعامل مع قيادي القاعدة ، ورويداً رويداً تحوّل الملجأ الإيراني الى قبلة أنظار زعماء وعناصر تنظيم القاعدة ، وفي تاريخ 14/11/2006 نشر صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا عن مصادر استخبارية رفيعة المستوى بأن الرئيس الإيراني يسعى بقوة لإقناع زعماء القاعدة الذين في ضيافة نظامه باختيار (سيف العدل) ليكون الرجل الثالث في التنظيم بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري”!
بينما قال أبو جندل الحارس الشخصي لبن لادن سابقاً في حوار مع قناة «العربية» إن تنظيم القاعدة يقيم علاقة وصلات مع الحكومة الإيرانية لأن عدوهما واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية”، وزاد: “هناك شخصيات في القاعدة تتابع ملف التعاون مع إيران مثل سيف العدل وأبو حفص الموريتاني ووجود شخصيات من القاعدة في إيران هو للتنسيق!!
ومن دلائل العلاقة الوثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة، أن الحكومة الأمريكية رصدت مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تكشف عن مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة في إيران عز الدين عبد العزيز خليل، المعروف باسم ياسين السوري، وكان إيران قد قامت بوضع ياسين السوري في الحجز الوقائي لكونه يملك كمية من المعلومات تحظى بالمصداقية، ومن المنطقي التأكد من أنه محمي، وأنه تم استبداله بآخر، وذلك دليل على العلاقة المتبادلة بين الجانبين.
وقد نشر صحيفة ديلي تلغراف البيرطانية عن المسؤوليين الامنيين الغربيين قولهم ( إن تنظيم القاعدة أشاد في رسالته بقيادة حرس الثورة الإيراني وبكرم إيران، التي بدون مساعدتها المادية في إنشاء البنية التحتية لم تكن لتتمكن القاعدة من تنفيذ الهجمات كما وجهت الرسالة الشكر إلى إيران على امتلاكه رؤية لمساعدتها المنظمة بتأسيس قاعدة جديدة في اليمن )
وفي الاشهر القليلة الماضية سمعنا كلام العدناني في تسجيل صوتي بث على الفضائيات، هاجم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ومن بين التصريحات اللافتة التي أصدح بها، قوله إن الجهاديين( القاعدة) التزموا بالابتعاد تماماً عن توجيه أية ضربة لإيران امتثالاً لأوامر !!
وتكشف رسالة العدناني الصوتية طبيعة علاقة تنظيم القاعدة بإيران وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنهما حليفان غير معلنين، وبذلا الكثير من الجهد للتعتيم على تلك العلاقة.
فالعدو الواحد أي أميركا، سبب كافٍ لدى إيران والقاعدة للتنسيق، كما أنّ إيران تظل بوابة العبور الرئيسة من وإلى كل من افغانستان والعراق .
وعندما نفذت القاعدة تفجيرات في الرياض عام 2008 عثر المحققون السعوديون في الانفجار على دلائل تشير الى أن العملية جاءت من إيران والمنفذين من القاعدة، وقد تأكد ذلك من خلال تنصّت السلطات السعودية على تسجيلات هاتفية فضائية بين سيف العدل المقيم في ايران وبين قائد المجموعة السعودي، وإن إيران لم تنف هذا الأمر بل اعترفت سريعا بأنها تأوي أفرادا من القاعدة، وبررت ما حدث بأن هؤلاء ربما خرقوا قواعد الضيافة.
وهذا أبو حفص الموريتاني شخصية قاعدية معروفة بل أحد القادة المنظرين العلميين ورأس اللجنة الشرعية للتنظيم فترة من الزمن ، وأصبحت لديه بعض المراجعات عن أفكار ومنهج القاعدة المتطرف والذي يخالف الشريعة ، في سرده لمذكراته وبعض المواقف التاريخية لتنظيم القاعدة في مسيرته القتالية ذكر علاقة التنظيم بإيران وكيف احتوت إيران عددا من قادة ورؤوس القاعدة يقول بالنص (نحن مررنا بمراحل في إيران ، ليست إقامة جبرية ، بل قل ضيافة فيها بعض القيود ، ويضيف أبدا لم تحقق معنا أي جهة غربية ولا عربية ولا غيرها – ردا على سؤال المُحاوِر : خلال عشر سنوات من إقامتكم في إيران هل حققت معكم جهة غربية أو أمريكية ؟ ثم يقول بكل صراحة كانوا يتعاملون – يعني الإيرانيين – مع ملفنا كورقة يستفيدون منها )
حقيقة إيران المستفيد الأول في علاقتها مع تنظيم القاعدة لا سيما في العراق حيث تشكل إيران استثناءً من بين مختلف دول العالم التي طالتها هجمات تنظيم القاعدة ، حيث لم يحدث حتى الآن أن شهدت إيران هجمة واحدة يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها رغم أن هجمات تنظيم القاعدة طالت أكثر الدول تطورا أمنيا واستخباريا وهي أمريكا.
في النهاية نستطيع القول ان ايران ليست فقط تدعم المليشيات في العراق ولبنان واليمن أو حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين بل هي على علاقة مع القاعدة ايضا ، في النهاية مايهم ايران هي مصالحها فقط لا غير وهي على استعداد ان تتعامل وتتعاون مع الشيطان من اجل مصالحها !

أحدث المقالات

أحدث المقالات