لايوجد مواطن في دول العالم المتقدمة والمتخلفة محروم وأكثر حرمانا على كل ألاصعدة الخدمية والتربوية والصحية والبيئية والترفيهية وألاقتصادية والقنصلية كالمواطن العراقي , كل دوائر ومؤسسات الدولة العراقية تتعامل مع المواطن بأهمال وأزدراء وتشعره بأنه وجود ثقيل ومزعج وهي متفضلة عليه عليه عندما يراجعها أن لا يسأل ولايعترض فللموظف مزاجه كما يشاء ويحلو له تارة يدخن وتارة يأكل وتارة يدردش مع زملائه وتارة يلهو بحل الكلمات المتقاطعة والكثير منهم لاينفكون من الحديث على الموبايل خصوصا النساء , وللمديرخصوصياته وحرمه ألآمن فالسكرتير ومدير المكتب وشرطة الحماية تحولوا الى أنكشارية جديدة لايهما سوى الدفاع عن المدير أو الوزير وتأمين الراحة لضيوفه حتى لكأنهم في قصور علي بابا وجزيرة الواق واق وليس في العراق الذي يقال فيه برلمان دفع لآعضائه عيدية “25” مليون وكسوة “24” وفيه أعضاء لايزالون لايفرقوا بين نقطة نظام ومداخلة وبيان رأي وبعضهم لايعرف معنى الجيوسياسي ولايعرف حقيقة العولمة ولايعرف معنى حرب النجوم ولايعرف معنى الحكومة الآلكترونية أما النحو والصرف والاعراب فلا علاقة له به وتحرر منه يوم دخل الغش والنقل وتسريب ألآسئلة بفضل الدروس الخصوصية الى المدارس ووزارة التربية تتفرج على سيرك صحة الصدور ووزارة الصحة لاتدري أن العراقيين أصبحوا يتعالجون في الهند وأيران ولبنان وألآردن أكثر ممن يراجعون مستشفيات العراق التي أصبحت لعنة للمريض وشبحا يهدد ويخيف من يحدث نفسه بأجراء عملية أو يطلب الفحص بالرنين المغناطيسي , ووزير الشباب الجديد يحلو له الجولة على منشأت الملاعب الناقصة ليجد فرصة لتحصيل حصة لآتباعة والكيد لسلفه ولم يهمه وجود ” 1000 ” موظف بعضهم بدرجة مدير أقدم نقلوا من وزارات أخرى الى وزارة الشباب ولازالوا لم تصرف رواتبهم لمدة تزيد على عشرة أشهر وحضرة الوزير لايجيب على أسئلة الفيسبوك التي تتعلق بالموضوع , أما مجالس المحافظات فقد أصبحت شيئا أثريا لايرى المواطن ضرورة بقائها مثلها مثل المحافظين الذين أصبحوا مولعين بزيارات الحج وكرفانات الضيافة الخاصة بهم وأمتيازاتهم وليذهب العراق الى داهية الدواهي أو الدواعش ؟
أما من يعمل في الجيش والشرطة ضابطا مسؤولا فالدفاتر تنهال عليه بفضل وفرة المال ألآرهابي التكفيري من بهاليل الخليج الذين يكيدون للعراق الذي تعلموا منه ألآبجدية وزراعة التمور فقلبوا ظهر المجن للعراق كما قال الشاعر :-
وكنت أعلمه نظم القوافي .. فلما قال قافية هجاني
هذا هو العراقي المحاصر بالعداوة من حكومته ودولته ومؤسساتها , فهل من ينقذه وينتصر له ؟ أم أن الداء أستشرى ولا خلاص ألآ أذا وقعت الواقعة وجاءت الطامة ونفخ في الصور فيومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير , وللدكتور حيدر العبادي نقول سارع الى ألآستعانة بمن يرى الثريا ولايسأل عن القمر فأنهم عماد خلية ألآزمة وليس الذين من حولك ولا تكرر فشل سلفك وأنت والعراقيون يعرفون ذلك جيد