يمر علينا عيد الأضحى هذه الأيام, مع وقف التنفيذ, بما يحمل من آلام ومآسٍ أصابت العراق, على أيدي دواعش السياسة, ودواعش التكفير والإرهاب, فهم من قتلوا فرحة العيد لدى الناس, فتباً لهم ولكل ما اقترفته أيديهم, بحق شعبنا الصبور.
يجب إحالة جميع المتسببين بفاجعة العصر الى المحاكمة, من نوري المالكي, الى الضباط المتخاذلين الجبناء, الذين ساهموا في إراقة هذه الدماء الطاهرة.
لقد كان جنود اسبايكر في غفلة من أمرهم, لا يعلمون ما حاكته لهم الأيادي المجرمة؛ من نهاية مأساوية, حين جردوهم من أسلحتهم, وتسليمهم بيد المجرمين, ومصاصي الدماء, بيد أن عوائل الشهداء تنزف جراحهم, وتتوهج مشاعرهم, مع كل معلومة قد تصل إليهم, من الفضائيات, أو الناس الخيرة, عسى أن يكون هناك بصيص أمل لأبنائهم, الذين لم يستلموا جثثهم حتى يومنا هذا.
كوكبة من الأبطال تحولت أعراسهم الى أجراس, تدق مضاجع الخونة والمتآمرين, والمتخاذلين, ليأخذوا حصتهم من الخزي والعار, وفي حال لم يتخذ بهم أي إجراء قانوني, فأننا سنستدرك قضيتهم منتفضين, باحثين عن حقهم المفقود, وسيبقى الصوت عالياً مطالباً بالثأر من القتلة
محافظة الديوانية, وهي واحدة من المحافظات العراق الموجوعة؛ لاستشهاد عدد كبير من شبابها الأبطال, في قاعدة الشؤم والغدر (سبايكر), فقد استطاعت هذه المحافظة رسم صورة رغم غرابتها, إلا أنها تحمل رسالة واضحة مؤلمة, الى كل السياسيين, وخاصة شيطانهم الأكبر, ورئيس وزرائهم الأسبق, عندما رجموه, وهم يؤدون مناسك الحج الخاصة بهم (مظاهرة عرضت على اليوتوب), في أحد أحياء المحافظة!.
أم خسرت ثلاثة من أبناءها, استقبلت العيد بدموع الفراق؛ وجثثهم مازالت هناك, وهي تتأمل عودتهم أحياء, لأنها رافضة لفكرة الموت رفضاً قاطعاً, ولسان حالها يقول, إذا كانت المصائب لا تواجه إلا بالصبر لتخفيف وطأة الرزايا, فنحن من علم الصبر للدنيا, بما مرت علينا من كوارث ونوائب, وتحملنا كل أنواع الظلم, ولكن للخنازير البرية, والجرذان الداعشية, صفحة مخزية كوجوههم القذرة, التي صبغت بدم الأبرياء, في مجزرة العصر.
عوائل تملك الكثير من الصبر, منذ 12/6/2014 ولغاية الآن, ونحن نشد على صبرهم, أما أنتم أيها الساسة, فيقع على عاتقكم, أن تبحثوا وتدققوا وتتحملوا مسؤولياتكم, تجاه هذه القرابين الطاهرة, وعوائلهم الصابرة.
حاسبوهم إنهم مقصرون, واضربوا بيد من حديد, على دواعش السياسة قبل التكفيريين, واجعلوهم عبرة, ولا تأخذكم في الحق لومة لائم, ولتمحوا حسرة الآباء والأمهات والأبناء, الذين توسموا الخير, بالحكومة الجديدة, لتأخذ بثأر الشهداء, بعد أن يأسوا من الشيطان الأكبر, فرجموه بطقوسهم الخاصة, وهم يستقبلون العيد.