18 نوفمبر، 2024 3:51 ص
Search
Close this search box.

“رصاص” ذكي يصيب الجندي المبطوح فقط

“رصاص” ذكي يصيب الجندي المبطوح فقط

ثقة بالنفس عالية .. ما أروع حكوماتنا في بغداد وكردستان ونينوى صدقهم .. وما أفصح قادتنا العسكريّون والأمنيّون , فعندما يلتئم هؤلاء على هدف لابدّ وسيكون محلّلونا الفضائيّون على درجة عالية من المهنيّة وصدق في التوضيح .. ما من مسؤول من هؤلاء جميعاً ظهر على الشاشة في لقاء أو بين نشرات الأخبار إلاّ ويُسهب في وصف قوّة مقاتلينا وعزيمتهم وبراعة قادتنا الّتي لا تُقاوم وعلى هذا الاندفاع بتحرير الأراضي وكأنّ جيوشنا بأشكالها “تقليديّة بيشمركة كفائيّة ميلشيا” يركضون في ساحات الوغى لا يمنعهم مانع ولم يتبقّ شيء لم يُحرّر إلاّ القليل جدّاً جدّاً؛ وبإذن الله سيعيّد العراقيّون نينوى والفلّوجة بعد وصول حجيجنا المزدلفة مباشرةً ؛ ونكاد نصدّق , ويجب أن نصدّق فهم جنودنا ولا بدّ ونذكرهم بخير وإذا بمدينة هيت تسقط كلمح بالبصر في أحضان أعداء أميركا داعش , وطبعاً من عادى أميركا فقد عادى دول الأرض .. والفلّوجة سبق لوحدها وللمرّة الثانية والثلاثون تقريباً يقولون : “هاجمناها اليوم من جهات ثلاث ومع الصباح سنكون وسط المدينة” .. جميل جدّاً ما يُلقيه هؤلاء عبر الفضائيّات بما يجعل مشاعرنا تخدر تماماً فلم نعد نحسّ بوجود للناتو ولا لطائراتهم بأنواعها أشلاء داعش تتناثر على جوانب الطرقات وفي الحفر بصمت دون ضوضاء وكأنّنا في حلم واذا بالحلفاء يقصفون جيوشنا العراقيّة “رباعيّة الأبعاد” .. يعني طيران أميركا وحلفائها يمشّطون الأرض لداعش بينما قوّاتنا “الحليفة” هي من تتلقّى حمم الطائرات , والدواعش ليسوا حلفاء معهم , فتلك أضاليل , لقد ضرب الدواعش بوجوههم أيديكم كما يقول عادل إمام , ويحلفون على ذلك محلّلونا وسياسيّونا وقادتنا وصل الأمر بجنود الصاعقة على الفيس بوك يستبشر أحدهم الآخر بوصول جيشنا تصنيفه الرابع بين جيوش العالم بحسب اللجنة الأولمبيّة العالميّة , فما أن نستبشر بخبر تقدّم لبواسلنا حتّى “يخرا بيهه” مصوّرنا الحربي بسيناريو مضحك جدّاً “لتقوية المعنويّات بظنّه” يصوّر وهو بوضع وقوف جندي عراقي منبطح على الأرض يطلق النار اتّجاه عدوّ مفترض , بينما المصوّر واقف بجنبه يصوّر وكأنّه مشهد دعائي لنوعيّة إطلاقات ذكيّة لا تصيب الواقفين! ألا يجبرك صرف الملايين دولارات على إعلانات هدفها رفع المعنويّات وإذا بها ترفع الضغط والحسرات على أموالنا .. لكن الأغرب أنّ ما من نازح من بين مليونين عاد لأرضه المحرّرة ليقال أنّ خطط التحرير وُضعت على عجل ! وياريت دائما تضعون خططكم على عجل إن كانت تحقّق الانتصارات بتلك السرع الّتي جعلت من داعش كعجينة “تبزّقت” بجميع الاتّجاهات بحيث جزء منها وصل حدود بغداد كادت تسقط لولا طيران الأصدقاء الّذين وضعوا “خطّة” من ثلاث سنوات! ليس من ضمنها سقوط بغداد حاليّاً بينما طائرات الحلفاء تجعر تنعر ليل نهار بأكثر من 4000 طلعة للطيران الأميركي فقط منذ 50 يوماً تقريباً كما ذكرت ذلك إحدى الفضائيّات “الميادين” , والغريب ما من مقدّم نشرة أخبار سألهم مجيباً: “وهل تريدون الدواعش ينتظروكم تقصفوهم وهم منتشرون وحمم براكين تنهال عليهم ؛ طبعاً سيختفون , فأكيد الحرب كرّ وفرّ وهم خبراء أنفاق .. إن شاء الله النصر للعراق , لكنّ مصارحة النفس ولو كان مرّاً والابتعاد عن الكذب مع حضور للحياء  نصف النصر ..

أحدث المقالات