كثيرة هي الامثلة التي نقولها ونتفاجأ بما يخالفها تماما في عقولنا.. الا ان المثل او المقولة بانأصدقائك ثلاثة وأعدائك ثلاثة، فتشتمل على تفصيلات لم تخطر لي على بال من قبل .. عليه يقولون ان أصدقاءك هم صديقك، وصديق صديقك، وعدو عدوك، وأما أعداؤك فعدوك، وصديق عدوك، وعدو صديقك…
الى الان تبدو المقولة معقولة!
ولكننا نريدها ان تفسر لنا موقف الولايات المتحدة من العراق واصدقاء العراق واعداء العراق من دواعش وغيرهم ..
ولكي نفهم طريقتهم في التفكير لربما من الافضل ان نستعين بورقة وقلم.. فاللعبة هنا تدور حول الاصدقاء واصدقائهم .. والاعداء واصدقائهم وما آل اليه العراق بعد 11 عام من التحرير الذي لا يشبه الا اعلى مراحل العبودية والفشل ..
**
يقول الاخ السعيد الذي فسر لي الامر بنفس شفافية الطين:
الامريكان يساندون الحكومة العراقية في قتالها ضد داعش (او هكذا هو المعلن)
الولايات المتحدة ضد داعش .. الا ان داعش تساندها بعض القوى في المنطقة العربية والتي تعتبر حليفة للولايات المتحدة.
الولايات المتحدة تقف ضد بشار الاسد في سوريا .. وهي (اي امريكا) تساند من يقاتلون ضده .. ولكنها لا تساند داعش التي تقاتل الاسد (همممم)
ايران لا تروق للولايات المتحدة ..
الا ان ايران تساند الحكومة العراقية التي هي بدورها حليفة للامريكانوتساندها حكومة الولايات المتحدة
لذا .. فان بعض اصدقاء الولايات المتحدة يساندون اعدائها
وبعض اعداء الولايات المتحدة هم في الواقع اصدقاء لها
وبعض اصدقاؤها هم اعداؤها
وبعض اعداؤها يقاتلون اعداؤها الاخرين الذين تريد الولايات المتحدة لهم الخسارة في كل المعارك والحروب
الا انهم (اي الامريكان) لا يريدون اعدائهم الذين يقاتلون اعدائهم الاخرين ان ينتصروا
فاذا خسرت القوات التي تريد الولايات المتحدة ان يتم الانتصار عليها فلربما سوف يتم استبدالهم بقوى هم اكثر سوءا بالنسبة لامريكا
كل هذا التشابك بدا صراحة عندما قامت الولايات المتحدة باجتياح العراق لاخراج ارهابيي القاعدة (الذين لم يكونوا موجودين اصلا في العراق) واللذين دخلوا الى العراق بعد دخول القوات الامريكية اليه
هذه هي السياسة الامريكية اليوم ..وغدا .. فلا تعجبوا من شيء ابدا
**
كل الحملات العسكرية الامريكية تحمل عناوين محددة .. عاصفة الصحراء ..السهم الخارق .. عاصفة الصحراء الثانية .. حرب تحرير العراق .. الخ
وقد اقترحت السي ان ان عدد من التسميات للحملة الجوية اليوم منها
عمليات متاسفين لاننا خرجنا من البلاد مبكرا
و ..عمليات نحن لا نريد ان نكون هنا في سماء العراق
و عمليات انها ليست غلطتنا وانما غلطة بوش
اما بالنسبة لنا نحن العراقيين فيجب ان نبتهل الى الله ان لا يصبح اسم الحملة الجديدة
(عمليات ضربوا الجيش العراقي حسبالهم دواعش)