26 نوفمبر، 2024 12:08 م
Search
Close this search box.

المدينة تحتضر !

مضى على الحكومة المحلية في ذي قار اكثر من عام ، بعد مخاض عسير تشكلت به تلك الحكومة التي ولدت ميتة ، اكثر من عام يمر عليها ولم يتغير شيء اطلاقا ، لم نسمع ابدا عن مشاريع ضخمة وعملاقة قد جرى تنفيذها ، لم نسمع عن خطط  تلك الحكومة في مواجهة الفقر، البطالة ، المتجاوزون ، الفساد، البنى التحتية ، كل هذا لم يحصل .

ماذا حدث خلال اكثر من سنة ، الحقيقة  تبدو مزعجة في كثير من الاحيان حتى على اصحابها لكنها بكل الاحوال تبقى حقيقة ، بصراحة اكثر الاشياء التي اقرها مجلس المحافظة على سبيل المثال هي العطل ، مما جعل شعبية هذا المجلس في تزايد مستمر من قبل الموظفين ، فنحن نملك نخب جيدة من الموظفين الذين يرحبون في القرارات العظيمة فيما يخص العطل الرسمية التي يعلنها مجلسنا العظيم .

اكثر من عام ولاتزال الاشياء كما هي ، فبعد ان امتلأت خرابا في الحكومة الميتة السابقة ، فهي الان على حالها ولم يتغير شيء ايضا ، الاوضاع الان ليست سوى صراعا بين كتلة معارضة واخرى تدير دفة القيادة ، واظن انها قيادة عرجاء بكل معنى الكلمة ، والامر شبيه تماما مثل الحكومة المركزية فهي في الهاوية ايضا ، هنالك اطراف تقود واخرى ترفض المشاركة
لدينا الان مجلس محافظة يعاني من الانشقاقات والمشاكل الجانبية التي حولت ذلك المجلس من دور رقابي وتشريعي الى مجرد وظيفة في مؤسسة حكومية جيدة ، يذهب المسؤول صباحا مع حماياته البسيطة الى دائرته ويخرج مساءا منها ونادرا مايذهب لبيته دون وليمة ، او زيارة لعشيرة ما وهي تهلهل فرحا بحضوره .

للاسف الشديد ان مجلس ذي قار ليس لديه ادنى هيبة لدى مواطني هذه المحافظة  ، فحينما تسأل شخصا بسيطا عن المجلس او الحكومة لربما سيبادرك بضحكة كبيرة هذا اذا لم يشتمها ، المشكلة الان ان الكتلة التي تدير الدفة تنظر الى الاخر المعارض بأنه ينصب الكمائن بأستمرار وانه سيضر المحافظة لو دخل كمشارك  ، والجانب المعارض سيكشف عن  شيء اكثر خطورة وهو قيمة التلاعب بالمشاريع وقيمة الاستثمارات والاموال التي من الممكن ان الطرف الاخر قد تلاعب بها وهذا الامر مستمر منذ البداية ،وفي الاخير تهنا كلنا في هذه الدوامة التي لاتريد ان تنتهي .
اعرف اصدقاء لي في الحكومة المحلية يبدو انهم محبطين جدا لطريقة ادارة هذه السلطة التي بدت مشاكلها تظهر يوم بعد اخر ، يخشون الحديث عن تفاصيل كثيرة ، فهم لايؤمنون بقصة المشاركة من قبل الاطراف المختلفة ، لا توجد ثقة اطلاقا بهذا الخصوص ، خاصة بعد ان حصل الخلل في رئاسة المجلس استمر لاكثر من شهرين ، حتى توقفت وتعطلت كل ادوار ذلك المجلس تماما.

لكن هنالك اسئلة كبيرة ولا اظن ان طرف سياسي يمكنه الاجابة عليها دون اي اتهامات متبادلة ، الى متى يمكن ان يستمر الامر هكذا ؟ يرى الجميع بأن خللا لكن لاتوجد مبادرة ؟ الى متى تستمر ازمة الثقة بين الاطراف ؟ الاطراف المعارضة متى يمكنها الجلوس خلف طاولة الحوار الحقيقي من اجل المشاركة؟ والطرف الذي يدير دفة السلطة الى متى يبقى ينظر للاخر المعارض بأنه مصدر ازعاج مستمر له ؟ كيف يمكن التخلص من كل هذا ؟ الا يدرك السادة في السلطة ان فترة الحكومة ستنتهي وهم لم يقدموا شيء لنا .. الا يظن احد منكم اننا ازاء خيبة كبيرة وان مدينتنا تحتضر .؟

أحدث المقالات