صادق برلمان اقليم كردستان العراق بالاجماع اليوم على ارسال تشكيلات من قوات البيشمركة الكردية الى مدينة عين العرب – كوباني السورية الكردية التي تقاتل ضد محاولات تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية منذ اسابيع فيما اعلنت انقرة ان 200 مسلحا كرديا عبروا اراضيها الى سوريا للالتحاق بالمقاتلين الاكراد.
وعقد برلمان اقليم كردستان العراق جلسة مغلقة في مدينة اربيل عاصمة الاقليم (333 كم شمال بغداد) حيث صوت خلالها جماعيا بالموافقة على ارسال قوات من البيشمركة الكردية الى المدينة السورية وخول رئيس الإقليم مسعود بارزاني ارسال هذه القوات.
وقد استضاف المجلس خلال جلسته هذه وزير البشمركة مصطفى سيد قادر حيث ناقش معه اعطاء الترخيص والسماح لرئيس الاقليم بتحريك القوات الى مدينة كوباني . وكان بارزاني وجه رسالة مساء امس الثلاثاء الى برلمان الاقليم لاتخاذ قرار بالسماح له بتحريك قوات كردية الى خارج كردستان العراق حيث ينص قانون اقليم كردستان على ان رئيسه هو القائد العام لقوات البشمركة في الاقليم.
وجاء قرار البرلمان الكردي متزامنا مع سماح تركيا اليوم بمرور قوات من البيشمركة الى كوباني لمساعدة وحدات حماية الشعب الكردية على مواجهة عناصر تنظيم “داعش” في المعارك الدائرة في كوباني منذ أسابيع. وافادت مصادر إعلامية تركية أن تركيا وافقت على السماح بمرور 200 من البيشمركة بأسلحتهم الثقيلة الى كوباني عبر أراضيها. يأتي ذلك فيما تستمر الاشتباكات في كوباني وكذلك الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي والتي استهدفت عدداً من مواقع تنظيم “داعش” داخل المدينة وفي محيطها.
وأعلنت تركيا الاثنين قرارها السماح بمرور مقاتلين اكراد عراقيين عبر اراضيها للوصول عين العرب التي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية منذ اكثر من شهر في تغيير عن استراتيجيتها السابقة. ورحبت الولايات المتحدة التي تقود تحالفا دوليا يوجه ضربات جوية الى التنظيم المتطرف في سوريا والعراق بالقرار التركي.
وفي وقت سابق اليوم قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ان “الهدف من عبور بعض العناصر إلى كوباني إنساني ولوجستي وذلك للعمل على استقرار الوضع في البلدة أو من أجل تقليل الأضرار الناجمة عن ذلك الوضع على أقل تقدير، والمباحثات مستمرة، وسيتم اتخاذ الخطوات اللازمة في ضوئها”.
واوضح انه تم تجديد مذكرة التفويض من البرلمان في وقت سابق وذلك لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة في حال أي خطر يهدد الأمن والمصالح القومية التركية، والوقت الراهن يشهد اشتباكات في كوباني وبالتالي فمن الطبيعي أن تدعم تركيا لوجيستيا الشعب المدني هناك وليس عناصر منظمة “PKK” وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)” الكرديين.
وأكد اوغلو ان ” بلاده لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسمح بمرور عناصر PKK او أي مؤيد لها، إلى كوباني عبر الحدود التركية لان تلك العناصر “تسببت في أحداث دموية شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة”. واضاف ان بلاده وبرغم اتهام البعض لها بدعم الارهاب ستستمر في دعمها الإنساني واللوجيستي للمدنيين في كوباني .. مشيراً الى ان تركيا ومنذ بدء الأحداث في المدينة السورية استقبلت ما حوالي 200 ألف كردي من هناك.
ويوم الاثنين الماضي اعلنت رئاسة اقليم كدستان العراق اليوم ايصالها اسلحة وذخائر عبر طائرات اميركية الى مدينة كوباني السورية الكردية التي تقاتل ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” الذين يقاتلون لاحتلالها حيث بلغت 24 طنا من المعدات العسكرية والمستلزمات الطبية.
وقالت الرئاسة الكردية “اليوم في تمام الساعة الـ 2:35 فجرا تم إرسال ما يقارب 24 طناً الأسلحة والذخيرة المتنوعة بالإضافة إلى المستلزمات الطبية إلى وحدات حماية الشعب الكردية في كوباني عن طريق طائرات حربية أميركية من نوع 130 C عقب محاولات مكثفة لما يقارب 10 أيام ومحادثات تمت ما بين قوات مكافحة الإرهاب وأمريكا لوضع خطة لأرسال المعدات والأسلحة والتي تكللت بالنجاح اليوم متمنين أن تسهم هذه الخطوة بفتح بابا لإرسال المزيد من المعدات والذخائر لهذه المدينة الشجاعة عن طريق قوات الطيران الحربي للدول الصديقة”.
واشارت الى ان هذه الأعتدة والذخائر والمستلزمات المتنوعة أرسلت وفقاً لقائمة مطاليب آمرية وحدات الحماية الكردية “والتي من شأنها أن تساهم في تحقيق نصر تأريخي لهذا الشعب الصامد ومقاومة وحدات حماية الشعب الكردي نصراً كردياً من أجل نيل الحقوق الديمقراطية سوف يسطره التأريخ على مر العصور”.
ومن جهته اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد الطبية وصلت الى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني. ونقل المرصد عن مصادر موثوقة قولها ان طائرات اميركية نقلت كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد الطبية الى المقاتلين الكرد في كوباني.