رفض جماعة الحوثي بتکليف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لأحمد عوض بن مبارك بتشکيل الحکومة اليمنية، يعود”بحسب ماأکدت مصادر عديدة”، الى موقف إيراني ممانع لتولي(بعثي سابق)، رئاسة الحکومة الجديدة في اليمن، ومع تقديم بن مبارك لإعتذاره عن تشکيل الحکومة على أثر ذلك الرفض، فإن الحوثيون کما يظهر قاموا بتصعيد في موقفهم بحيث طالبوا بتنحي الرئيس اليمني نفسه.
هذه التطورات تأتي في وقت يمر اليمن بظروف سياسية و أمنية غامضة لاتنبأ بالخير، خصوصا مع التفجير الانتحاري الذي وقع في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء و الذي اودى بحياة أکثر من 43 شخصا، ولئن حاولت اوساطا سياسية و اعلامية التقليل من أهمية سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء زاعمين بأن الامر لايعدو عن کونه سوى مناورة سياسية محدودة، لکن إجبار بن مبارك على تقديم إعتذاره عن تشکيل الحکومة و المطالبة بتنحي الرئيس اليمني نفسه، تثبت و تؤکد بأن الحوثيين لم يدخلوا صنعاء للنزهة او مجرد مناورة سياسية محدودة وانما إجتاحوا صنعاء من أجل تنفيذ مخطط خاص له أهداف و مرام تتعلق بأمن و استقرار دول الخليج.
الهزيمة السياسية التي لحقت بطهران في العراق على أثر رفض إستمرار نوري المالکي في منصبه و ترشحه لولاية ثالثة، وکذلك رفض قبول أي دور للنظام الايراني في الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي، بالاضافة الى التراجع النسبي لدوره أيضا في سوريا و بروز إتجاه لبناني يرفض هيمنة النظام الايراني على هذا البلد، دفع النظام الايراني للعب ورقة الحوثيين و إبراز عضلاته في اليمن المنهك سياسيا و أمنيا و إقتصاديا و إجتماعيا، تماما کما فعل في العراق و سوريا، حيث أن هذا النظام يقوم دائما بإستغلال الظروف و التصيد في المياه العکرة من أجل تمرير مخططاته و تحقيق أهدافه المشبوهة.
غياب الدور العربي و الدولي المؤثر في اليمن و السماح للحوثيين بالتمادي و الاستمرار في فرض مطالبهم و تبعا لذلك تحقيق أهواء و نزوات النظام الايراني، کفيل بأن يجعل من الحوثيين قوة سياسية ـ فکرية مؤثرة قد تلعب دورا خطيرا في منطقة الخليج الاستراتيجية، وان الغاية الاساسية من الوصول الى منطقة الخليج و ممارسة التهديد من هناك هو مايمکن أن نسميه البداية التي تمهد لإبتزاز الدول الکبرى و تقديم تسهيلات ملحوظة له على صعيد مشروعه النووي و دوره في المنطقة، وان عدم التصدي لهذا المخطط المشبوه الذي يمرر أمام أنظار دول المنطقة کلها يمهد فعلا لجعل النظام أمرا واقعا، وانه من الضروري جدا أن تسعى هذه الدول لکي تأخذ بزمام المبادرة وليس تبقى في موقف الدفاع السلبي الذي
خدم و يخدم النظام الايراني، وان الخطوة الفعالة الاولى بهذا الاتجاه لممارسة الضغط الجدي و الفعال على طهران يکمن في دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية”الذي يثير غيض و حنق و جنون طهران”، کي تشعر الاخيرة بأن من کان بيته من زجاج فالاولى أن لايرمي جيرانه بالحجارة.