23 ديسمبر، 2024 8:03 م

المطر الأحمر والخريف العراقي …!

المطر الأحمر والخريف العراقي …!

تظاهرالإرتياح لدى العراقيين بعد صمت قصيرلأصوات الإنفجارات وتنفس الأمل مع حكومة مافتئت تبشر به ، تشرين يطرق الأبواب ويخفف من حرارة الحيطان والبيوت والشوارع ،مساءات منعشة، ورغبات تنادي على مطر مبكر يغسل البلاد من أحزانها ،ويزيل عن الطرقات آثار الدماء والدموع .
بينما تراوح الأحاسيس والرغبات للعيش في خريف بلا موت بدأ المطر الأحمر يتساقط بغزارة في بغداد والبصرة وبابل وكربلاء المحملة بنشيج التاريخ والأحزان .
مطر أحمر يتساقط بالتزامن مع ضحايا داعش من جنودنا البواسل وابطال البيشمركة ورجال العشائر الأبية ومايترشح من سيول تحت سكاكين “الدعشّنة ” و”الملشّنة” لتثبت ان نظرية الأواني المستطرقة تنطبق على دماء العراقيين ، بخلاف ماأراده البعض من المجرمين .

أرامل جدد ، وايتام آخرين سيبكي العيد لحظة استقبالهم ويغلق أراجيحه في تضامن ماعاد يجذب الآخرين ، فقد انتابهم الملل وجفت محاجر العيون من الدمع ..!

نحن نموت يوميا بسبب ان الحكومة والدولة لاتستطيع حمايتنا، بل صارت تحتمي بأجسادنا ، بعد ان افترست أحلامنا وسرقت حقوقنا وأهدرت زماننا ووضعتنا في غياهب الجب ، ولم يحضر بعد من يلقي لنا بدلوه ويخرجنا ..!؟

المؤسسة الأمنية المتعفنة بالفشل والفساد ،اصبح واجبها عرض أرقام الضحايا على طريقة مايفعل مراسلوا الفضائيات ..؟

الحكومة لم تكترث لعدد الضحايا ولم تستح من الله ولامن البشر …تكرم الخونة من قادة الجيش والمؤسسة الأمنية، وتتستر على من سلّم ثلث البلاد لداعش والإرهاب ، ووضع الثلث الثاني تحت سلطة الميليشيات …تلك هي حكومة “مختار العصر” الذي لم يكتب له النجاح بدورة ثالثة تجعل المطر الأحمر ينزل كل يوم في موسم يكتب نهاية للوجود العراقي .
ضحايا وقبور ويأس ، آمال مفقودة ترافقها جريمة منظمة واخرى فالتة ، هذا الواقع الجنوني، واقبال الناس على انتخاب القتلة واللصوص والتصفيق لأحزاب التفليش الوطني وكل ماهو شريف ومستقيم ، يضع العراق في الصفحة الأولى من تاريخ الخرافة والأساطير.. ويعيش مواسم متواصلة لاينزل فيها سوى المطر الأحمر .

واذ يدعو تشرين الناس الى تأمل شبه حزين يرنولتحولات الطقس والعمر المؤطر بأوراق الشجر المتساقط ، ويندفعوا للتحوط من برد مفاجئ ومطر داهم ، يستمر العراقيون بتشييع ضحايا والإقامة بالمقابر ونزيف المطر الأحمر، وهم ينتظرون بإرادة مفلسة، رحمة الله والحكومة والبطاقة التموينية و”تنكة” النفط المفقود ، ومايمكن ان يرتق حيدر العبادي من شقوق ثياب الفساد الموروث من زعيم حزبه ..؟

*[email protected]