وانا استمع الى كلمة وزير الخارجية الجديد الدكتور ابراهيم الجعفري راودتني خاطرة في ان اقيم مصداقية الرجل، اذ اننا شبعنا من تصريحات بعض وزرائنا على مدى السنين التي مرت عجافا على العراق،، وابسط مثال تصريح نائب رئيس الوزراء السابق الشهرستاني بان العراق خلال اشهر ستفيض طاقته الانتاجية من الكهرباء وسيقوم بتصديره، او تصريحه الشهير الاخر بان الطاقة الانتاجية للنفط في العراق سترتفع خلال سنة الى 9 ملايين برميل يوميا،، والنتيجة على طريقة المثل العراقي (لا بو علي ولا مسحاته)والامثلة على ذلك كثيرة.
عودة الى كلمة وزير الخارجية الجديد السيد الجعفري لتقييم مصداقية الرجل،، فاولا الرجل لم يستطع التخلص من مصطلحاته وتعبيراته الفلسفية التي لا تصل بالمتلقي منه الى اية نتيجة،، وهذه لعمري لكارثة كبيرة اذ انه بهذا المنطق والاسلوب والمصطلحات لن يفهم عليه اي وزير خارجية لا اجنبي ولا عربي ومهما كان مستواه العلمي،، والرجل يتفلسف لغوياً في حين ان لغة السياسة والدبلوماسية تتسم بالبساطة والوضوح والمفردات السهلة المباشرة او حتى غير المباشرة، والنتيجة ان لقاءات الجعفري اشبه (بحوار الطرشان) فلا هو يفهم اللغة السياسية الدبلوماسية التي يتحدث بها وزراء الخارجية العرب والاجانب ولا هم يفهمون لغته ومصطلحاته وتشبيهاته الفلسفية التي لا تفضي الى نتيجة،، اذن حصلية نتائج اجتماعاته صفر كبير.
هذا اولا ،، اما الامر الثاني الجلل فهو من صرح به السيد الجعفري بانه التقى باكثر من اربعين وزير خارجية اجنبي وعربي في نيويورك تحديدا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة،، وقد قمت بتدقيق موقع وزارة الخارجية الالكتروني وموقع ابراهيم الجعفري الالكتروني الخاص به، وكانت اللقاءات على النحو الاتي:
وزير الخارجية يلتقي وزراء خارجية ايطاليا وتشيكيا واذربيجان وقبرص ووزير الاقتصاد والتنمية الألماني.
وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية البحريني ووزير الخارجية البلغاري
وزير الخارجية يلتقي الأمين العامَّ للأمم المُتحِدة، ونائب الرئيس الأميركيِّ، ووزراء الخارجيّة السوريّ، واليابانيّ، والكوريّ الجنوبيّ، والصينيّ والهولنديّ، والنيوزلنديّ
وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الروماني
وزير الخارجية يبحث مع وزير خارجية الكويت
وزير الخارجية يلتقي وزيرة الخارجية الأسترالية ووزير الخارجية الدنماركي
وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الألماني
الجعفري ومعصوم يجتمعان مع رئيس وزراء اليابان، ورئيس وزراء الكويت كلاً على حدة
الجعفري والعباديّ يجتمعان مع أوباما، وروحانيّ كلاً على حدة
حضر الجعفري وزير الخارجية سلسلة اجتماعات عقدها فخامة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم مع رئيس الوزراء اللبناني السيد تمام سلام والرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأميركي السيد جون كيري
وبحساب بسيط نجد ان حصلية اجتماعات الجعفري كانت مع (17) وزير خارجية، والتقى بوزيرة التمنية الالمانية، والتقى نائب الرئيس الامريكي والامين العام للامم المتحدة، وشارك في اجتماعين مع العبادي ، وحضر مع رئيس الجمهورية ستة اجتماعات. اي ان مجمل الاجتماعات التي عقدها الجعفري او كان مجرد مشاركا بها هي (28) اجتماع… في حين ان الجعفري حسب ما صرح به في المؤتمر الصحفي يوم امس اشار الى انه عقد اكثر من (40) اجتماع مع وزراء خارجية الدول الاجنبية والعربية عدا لقاءاته مع رؤوساء الدول والحكومات.
قد يتصور البعض ان هذا الموضوع بسيط ولكن ان يصرح وزير خارجية بانه التقى اكثر من (40) وزير خارجية في حين انه التقى في واقع الامر (17) وزير خارجية فقط،، هذه كارثة كبرى بكل المقاييس،، فبدون اقواس يعني ان وزير خارجيتنا المبجل يكذب،، والكلام ليس لي بل انه على ذمة موقع وزارة الخارجية وموقع الجعفري الشخصي.
وهنا نحن طبعا اشرنا الى ان حتى هذه الاجتماعات كانت غير مثمرة بسبب لغة الجعفري ومصطلحاته الفلسفية، ولكن ان يدعي ان الاجتماعات مثمرة فهذا على ذمته ولم نقرأ بالصحافة العالمية اي ردود فعل ايجابية بل لم تهتم الصحافة الاجنبية بهذه اللقاءات ولم تنشرها بالاساس، ولكن ان يكذب في عدد لقاءاته وامام وسائل الاعلام وامام الجمهور العراقي الذي كان يتابع مؤتمره على قناة العراقية فهذه كارثة كبرى، وحدث جلل،، الرجل ابتدء مسيرته في وزارة الخارجية بالكذب،، وهنا الواجب على رئيس الوزراء ان يستدعيه وان يحقق معه،، والواجب على ممثلي الامة في البرلمان ان يقوموا باستدعاءه وليس باستضافته،، بل يستدعى برلمانيا ويستجوب على هذا ادعاءاته الكاذبه ويحاسب برلمانياً،، بالمختصر لو ان اي وزير خارجية في اي دولة ديمقراطية محترمة يكذب لكان اما اجبر على الاستقالة من رئيس الحكومة او تم سحب الثقة منه واقالته من قبل البرلمان…فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه ممارسة ديمقراطية تحاسب الوزير الذي يكذب وتقيله من منصبه فيكون عبرة لغيره من الوزراء؟؟؟؟ نتمنى ان نرى ذلك،، بدل اسلوب بوس اللحى والاستضافات البرلمانية التي لم ولن تفضي الى شيء.