أحد زملائي في العمل أدار جهاز الستلايت على قناة الغدير الفضائية فشاهدت نقلا مباشرا لصلاة الجماعة من العتبة العلوية وكان إمام الجماعة أمين العتبة الشيخ ضياء الدين زين الدين وكان واضعا سجادته وما بين يديه وسادتين تبدوان من الإسفنج لأن سماحة الشيخ كبير في السن وهاتين الوسادتين تساعدانه حين يهوي للسجود فالشيخ بسبب كبر سنه بطيء الحركة حتى ان انحناءه للركوع ليس كما يبدو وذلك كما قلت لكبر سنه وعندما يهوي للسجود يكون ذلك ببطء شديد حتى أن بعض المصلين يدخلون في السجود وإمام الجماعة لم يدخل بعد في السجود وأرى أن السيد السيستاني قد كلف هذا الشيخ الكبير امرا محرجا وأثقل عليه وعلى المصلين من خلال وضعه إماما للجماعة …
ولا يخفى الأمر على السيد السيستاني صاحب القاعدة العريضة من المقلدين أن الروايات وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) أكدت على ضرورة أن يخفف إمام الجماعة في صلاته مراعاة للمصلين لأن فيهم الكبير والصغير والمريض …
روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال: من أمَّ الناس فليخفف فإن فيهم الكبير والصغير والمريض.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا صليت وحدك فطوِّل فإنها العبادة وإذا صليت بقوم فصلِّ بصلاة أضعفهم خفف الصلاة قال: وكانت صلاة رسول الله (صلى الله عليه واله) أخف الصلاة في تمام. مستدرك الوسائل ج6 ص502
روي عن الصادق عن أبيه عن علي (عليه السلام) قال: آخر ما فارقت عليه حبيب قلبي أن قال يا علي إذا صليت فصلِّ صلاة أضعف من خلفك. وسائل الشيعة ج8 ص419
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ( في حديث ) قال: من أم قوما فلم يقتصد بهم في حضوره وقراءته وركوعه وسجوده وقعوده وقيامه ردت عليه صلاته ولم تجاوز تراقيه وكانت منزلته عند الله منزلة أمير جائر متعد لم يصلح لرعيته ولم يقم فيهم بأمر الله فقام أمير المؤمنين فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي وما منزلة أمير جائر متعد لم يصلح لرعيته ولم يقم فيهم بأمر الله؟ قال: هو رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة: إبليس، وفرعون، وقاتل النفس، ورابعهم سلطان جائر. نفس المصدر ص420
وتساءل أحد أصدقائي تساؤلا مشروعا وهو : لماذا يتم عرض الصلاة في العتبة العلوية بهذا الشكل الذي يكون أقل بكثير مما ينقل من العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين خاصة ونحن نعلم أن النجف الأشرف ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) هي عاصمة التشيع في العالم ومهوى قلوبهم وقلوب جميع المسلمين … فلماذا لا يُرفق بحال هذا الشيخ ويقدم غيره من العلماء ممن يملكون من القوة والصحة لأداء الصلاة ليرفع حرج إقامة الصلاة جماعة من هذا الشيخ الكبير ويخفف عن المصلين … علما أنه توجد الكثير من الشخصيات التي يشار لها بالبنان وهي متواجدة في العتبة العلوية أو بقربها كالشيخ محمد باقر الإيرواني والشيخ السند وغيرهما من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية …
أرجو أن تصل هذه الكلمات لسماحة السيد السيستاني أو مكتبه لاتخاذ ما يرونه مناسبا وما يصب في صالح العباد…