واضح ان رد الاخت هايدة بحديث يوم امس بعنوان ( هذا ما سمعه العبادي في نيويورك ) عبارة عن رد مستعجل كمحاولة لرد الاعتبار بعد التحدي الذي اطلقه الاخ الكاتب حسن الشمري في مقالته المختصره قبل يومين بعنوان (وعود وتقفيص)، ولكن من يقرأ ماكتبته سيهيأ له وكأنها كانت حاضرة بجنب الدكتور في جميع اجتماعاته وربما تهيأ ذلك لها في الرؤيا.
انا لم اتشرف من قبل بمعرفة الاخ حسن ولا الاخت هايدة ولم التق بهما ابداً ولا ادري اين يسكن السيد حسن وليس لي اي خيط تواصل معه كي لا يتصور اي من القراء الاعزاء باني اقف الى جانبه.
انما تدخلي لهذه الامور :
* الاول ان الكلام المنشور قابل اامناقشة من الجميع باعتباره لم يعد ملكاً لكاتبه فقط انما لجميع القراء.
* المسؤولية الاخلاقية توجب علينا التصدي لاي امر يبعث على التسائل او الشك او الانتقاص او حتى المغالات في وضع السيد رئيس الوزراء الجديد كونه بصراحة مستهدف من جهات عديدة تتصيد بالمياه العكرة لاسقاط هذه التجربة ليس كرهاً بالعبادي انما لرغبة هؤلاء بابقاء العراق على ماهو عليه وعدم وضعه على عتبة التصحيح وانهاء معاناة الشعب العراقي المسكين.
* كي لا ياتي كل من هب ودب ليتاجر بامور مصيرية للبلد بدعوى انه يملك اسراراً لايملكها غيره مما يجعل امورنا عرضة للمتجارة والمزايدات وبالتالي قد ندخل في عمليات معقدة يدفع ثمنها المواطن البسيط الطيب وخاصة الناقم على الوضع السياسي لامور نفسية ندركها مما يمهد الى طرق شائكة منها استغفال الناس وسهولة تسييرهم الى مسارات مرسومة سلفاً او تفاقم الاشاعات على اقل تقدير.
لقد قرأت ما ذكرته سيدتي العزيزة ولي عليه ما يلي :
* لم تات باي جديد غير ما هو مطروح في الساحة الاعلامية وما ذكرتيه يدور في فلك دعم حديثك الذي هو لايتعدى محاولة لاثبات وجودك امام تحدي السيد حسن. وهذا ما يؤكده رجوعك للاستشهاد ببعض الحوادث السابقة حول مسيرة السيد المالكي فقط لتدعيم محاولة استنباطك للامور وهو امر لايتعدى درجة التحليل السياسي ولكنه يستند على العامل الضني.
* محاولة اظهار الدكتور العبادي بمظهر الانسان البسيط فاقد التجربة المطلوبة لرجل يتولى قيادة بلد، ولا ادري ربما تعتبرين نفسك اعلى منه شأناً في السياسه او حسن الادارة والتفقه في الامور جميعها، وكأنك لاتعرفين شيئاً عن ماضي الرجل فأن كنت كذلك فانا ادعوك الى الاطلاع على قابلياته وان كنت قد بذلت هذا الجهد فعندها تصبح ( المصيبة اعظم ).
اؤوكد لك ولكل القراء الاعزاء ان محاولتك الاظهار بمعرفة مادار لايهمني ومن نافلة القول التاكيد على احترامنا لكل الآراء والدفاع عنها ونحن ثابتون على هذا المبدأ باستراتيجية يحكمها خيط التواصل بيننا وبينه تعالى مدركين لامرين لامناص منهما :
* لابد للحقائق ان تظهر في يوم ما وان للتاريخ عيون ولسان ونحن تحت انظار مراقبة العالم باسره.
* شتان بين من يترك ذكرى حسنه وبين من يذهب بعارها وشنارها تلاحقه في ذلك لعنة التاريخ في سبيل مصالح ضيقة تنتهي ان عاجلاً ام آجلاً.
ولايهمني ما مدى صحة تحدي الاخ حسن لك بوجوب تركك الكتابة ان لم تاتي بجديد بناءً على وعدك فهذا متروك لك ولحكم السادة القراء وحكم الزمن.
ان ما يهمني هنا هو تناولك لوضع الدكتور العبادي بتلك البساطة والسذاجة البائسة وانت تقولين ( الادارةالامريكية مصابة بنوع من خيبة الامل وان الدكتور العبادي لايستوعب ان المرحلة هي مرحلة تحالف دولي…الخ ).
هذا يوضح سيكولوجياً انك متعجبة وانت تتكلمين عن شيئ اسمه مرحلة تحالف دولي وكأنك جئت بما لم تستطعه الاوائل في حين ان هذا الامر يفهمه بسطاء الشارع العراقي بل اصبح الفرد العراقي رغم المتناقضات التي يتسم بها يقرأ ما بين السطور وقد يصل تفتق الذهن لدى البعض منهم الى ادراك كيفية مسك البريطانيين بخيوط تمكنهم من التحكم بمايسمى المعارضات السياسية ومنها العراقية في اي وقت يرتأوون فيه ذلك او كما يعبرون عنه وهو ستراتيجية بريطانية عريقة ( the right time )، فكيف لايفهم الدكتور العبادي هذا الامر البسيط ؟!.
ومن ناحية اخرى هل ان الامريكان بتلك السذاجة ليحملوا الدكتور العبادي خيبة املهم من وضع سابق وهم بالتاكيد ليسوا بمستوى سذاجة الذين يدعون الى التظاهرات اليوم ضد الرجل وهو لم يكمل شهراً من مسؤوليته المعقدة بعد استلامه لوضع ( مصخم )؟!، انه لتسطيح ما بعده تسطيح.
انا فقط اذكرك بان الامر الذي ركّزت عليه وهو اتخاذ قرارات صعبه قد سبق ونفذه الدكتور وبكل حزم:
* وقف يوم التصويت على الكابينة وقال انني طالبت الكتل بترشيح وزيرين للنفط والنقل من محافظة البصره ولكنهم لم يفعلوا وقد خصص هو وزارتين لهم.
* في يوم التصويت على الوزارات الامنية قائلاً وبملئ الفم انني لا ادعي امكانيتي لادارة هاتين الوزارتين مع رئاسة الوزراء ومن يدعي ذلك فهو واهم وبامكانك ان تفهمي من يعني وماذا يعني بتصريحه الجريء هذا.
هذا اضافة الى التغييرات التي اتخذها بخصوص الالقاب وموضوع قصف المدنيين
وكبار الضباط … الخ.
اسمحي لي سيدتي الكريمة بالقول ان رأيك ورأي الجميع محفوظ ومحترم ولكن اسمحي لي كذلك ان ما ذكرتيه لايعد الا مجموعة من التخرصات وارشفة ما هو موجود ( اي تحصيل حاصل ).
ان مادار في امريكا شيء آخر لاينم عن عهد جديد بل يمكن وصفه بانقلاب على ما نحن عليه بكل صراحة ولك ولغيرك ان يفهم من نقطة واحدة هذا المغزى وهي سرعة تجاوب الامريكان بالنسبة لما سيكون في قاعدة سبايكر، واتخاذ البرلمان البريطاني لقراره بالمشاركة وحزم امره بهذا الوضوح والسرعة.
انا نفسي رغم قربي من ذوي القرار الجدد لم استطع الوصول الى مادار هناك وقد اوضحت ذلك في مقال سابق وان كان الرئيس اوباما او الدكتور العبادي يتحدثون بمستجدات ماسيجري من خطط الى مستويات “ضحلة” تبثها لمن هب ودب بمجرد خروجهم من الاجتماعات فلنا ان نقول علينا وعلى امريكا السلام ونغسل ايادينا من كل امل في اصلاح الامور والنهوض بالوضع.
لست منجماً لاعلم ما سيرد به السيد حسن حيث ذكر انه يعلم ما دار من مباحثات مع الدكتور هناك ورب قائل يشكل عليّ ويعتبرني متسرعاً في حديثي هذا حيث من الاولى ان انتظر رد الاخ حسن لكي تتهيا لي الامكانية الافضل لردي ولكني اقول اننا لانريد هنا ان نتكلم بلغة الانتصار بيننا والغلبة لاحدنا على الآخر ( فالموضوع ليس مغالب كما نقولها باللجة الشعبية ).
اننا نريد والله شاهد على ما اقول (فهو اعلم بالنوايا) ان نبدأ عهداً جديداً يمتاز بالتعاون ونظافة النوايا في سبيل اخذ الجميع دوره في تلمس طريق جديد يعتمد على آليات صحيحة لبناء البلد والانسان العراقي وفق ضوابط حقوق الانسان المتطورة التي تشمل الجميع سنةً وشيعة، وهذا مايؤمن به الدكتور العبادي ويحاول جاهداً قيادة العراق على اساسه.
فعلى سبيل المثال سوف لن تشاهدون انشاء الله من النماذج الا الكفوءة صاحبة المستويات المرموقة في مبنى رئاسة الوزراء كي تليق بمستوى هذا المبنى الذي يعبرعن مكانة بلد من اهم البلدان واغناها في الشرق الاوسط وعدم الاستهانه به وتعزيز هيبته وهذه واحدة من المظاهر التي سنلاحظ الكثير من ردائفها. وانا شخصياً اوعول كثيراً على شخصية الرجل وخلفيته وادراكه للامور وبُعد نظره وتجربته في الحياة والتي ابهرت الرئيس اوباما، وكان ثناء الرئيس اوباما وهو رئيس اكبر دولة في العالم ثناءً خاصاً يضيف اعتباراً سياسياً دولياً للعراق مهما حاول البعض الانتقاص من ذلك ومعلوم ان الرئيس اوباما يدرك ذلك جيداً فلايمكن ان يدلي بهذا ليحسب سلبياً عليه في ارشيفه السياسي ان لم يكن الدكتور العبادي بهذا المستوى الذي لم يحظ به احد من الرؤساء على مدى متابعتنا، فان خيب ضننا
لاسامح الله وانا متاكد بان هذا لن يحدث ولكن اقول لو وفرض المحال ليس بمحال لو حصل هذا فسوف اترك السياسة لنرى من سيستطيع قيادة العراق الى بر الامان والارتقاء بمواطنيه كشعب حر وليس كمخلوقات طائعة لاتريد الا قوت يومها.
اللهم انصر العراق والعراقيين، وهو تعالى من وراء القصد.