في أغلب القنوات التي تخجل أن تساند العراق, تظهر أعلى الإعلانات التي تروج للعملية السياسية, عبارة بين قوسين (إعلان مدفوع الثمن).
بينما ما تزال الإعلانات المسروقة من قوت الشعب, ومن لقمة الفقير, يظهر لي على صفحتي الرئيسية في الفيسبوك إعلان مجهول الهوية, يدعو الى تظاهرات عارمة ضد من تسلم الحكومة للتو بعد خراب البصرة.
بلا أدنى شك هذه الإعلانات التي تدعو لثورة الشيعة لا تمت للشيعة بصلة؛ لأن التيارات الشيعية الكبيرة أمثال تيار شهيد المحراب والتيار الصدري أو ناخبي المالكي, لم يتبنوا المظاهرات أذاً من يديرها؟
تساؤلات كبيرة تدور الى الشارع العراقي حول الجهة الداعمة للمظاهرات, ومن هي الجهة المحشدة لها فيسبوكياً, ولا سيما أننا نعلم إن زمان المظاهرات العفوية (ولى), فمن هي الجهة الداعمة ؟
قد يقول أحدهم إنها داعش؛ وهذا خيار معقول, ولكنه يفتقد الى مصاديق, لأن داعش تعاني من قصف الطائرات العالمية لمضاجع نكاح الخليفة, وهو يهرب من جحر الى جحر متأسياً بالسلف الصالح صدام حسين.
بينما يشير أخر الى أن الداعم لهذه المظاهرات هو البعث, والجواب على هذا الأحتمال هو نفس الجواب على أحتمالية داعش, فالثاني هو الأب الروحي للأول, والأختلاف فقط بين الزيتوني والدشاديش القصيرة!.
بينما الرأي السديد يقول, أنهم المضغوطين من أتباع الفاشل, الذي جر البلاد الى ويلات وويلات, جعلت المصفقين لجرذ العوجة سابقاً, يعتبرونه بطل قومي, ويعدونه أحد أساقفة البيت الدكتاتوري, لمسيره على نفس النهج في السذاجة السياسية.
وبإستباق للأحداث, دعوني أقول لكم أن مضاهرات يوم 309 القادمة, لن يتعدى عدد الحاضرين بها أكثر من 100 شخص, أغلبهم ممن سيفقدون وظائفهم الفيسبوكية, بعد رحيل المالكي, الذي كانوا يروجون له بكل مكان وزمان؛ بينما سيكون عدد الشرطة والقوات الأمنية اكبر من عدد المتظاهرين, الذين سيقطعون طريق باب الشرجي, وسأضطر حينها للذهاب مشيا الى عملي, وألعن مارك روكزبيرك الذي أسس الفيسبوك, وجعلني امشي لساعة كاملة بسبب إعلان مجهول الهوية !.