23 نوفمبر، 2024 5:48 ص
Search
Close this search box.

وباتت الموازنة نسيا منسيا..!

وباتت الموازنة نسيا منسيا..!

كيف يعيش أبناء العراق الجديد.. بعد أن زهق حاكمو العراق الـ -عتيگ-؟

هل يحلمون بحياة حضارية مرفهة أكثر مما هم عليه اليوم من استقلالية ونظام انتخابي وحكم (منهم وبيهم)؟

أين تذهب ثروات البلاد التي كان “هدام” يبددها على حروبه ونزواته وغزواته وحماقاته؟

هي أسئلة تدور في أذهان سكان العالم في الدول المبتلاة بحكام يقولون عنهم ظلمة، او اقتصاد يطلقون عليه مترديا، او بلدان تسمى فقيرة، ومن المؤكد أننا محسودون، أو كما يقول مثلنا: (الناس ماكلتنا وشاربتنا) ولمَ لا..! فحكومتنا منتخبة.. واعتلى كراسي مجلس نوابنا أناس أشرنا اليهم بأصابعنا البنفسجية، وانتقيناهم من بين أكثر من تسعة آلاف مرشح، وكذلك مجالس محافظاتنا.. نحن الذين أتينا بها أعضاءً ورؤساء، إذ من المفترض بعد ان عمت الديمقراطية والفدرالية عراقنا ان يرفل سكانه بالخير والرفاهية، ماداموا يعومون على بحر من نفط. لكن..! في حقيقة الأمر ان أبسط قانون من قوانين البلد مازال رهينة حبس أعضاء ورئيس مجلس النواب. فإذا كان إقرار قانون الموازنة إحسانا وفضلا من لدن برلماننا، فمعلوم لدى الجميع أن فعل الخير يتسابق على عمله الجميع، ويتزاحم على أدائه كذلك من يطمح برضا الله ورضا الناس، وقطعا المقصود بأدائه هو الأداء على أتم الوجوه، حيث إتقانه بما تيسر له من خبرة علمية وعملية، فقد قال نبينا (ص): “رحم الله امرأ عمل عملا صالحا وأتقنه”. والأمر هذا يشمل الأعمال أيا كان حجمها وشكلها ومكانها وزمانها. إلا اننا نجد التهاون والتباطؤ والتراخي مصاحبا لأداء عمل جليل يهم ملايين العباد، عمل يسهم بشكل مباشر بإجلاء غيمة الحاجة عن كثير من الناس، عمل يضع حدا للترديات الخدمية والتلكؤات في إنجاز المشاريع، عمل يفتح أبوابا ولو صغيرة أمام شريحة واسعة من شرائح المجتمع، هي شريحة الشباب العاطلين عن العمل، عمل يفسح المجال أمام استثمارات تنهض بواقع البلد، وتحقق نقلة نوعية في طبيعة معيشة أهله. والغريب ان هذا التهاون والتباطؤ ليس وليد ظرف طارئ او قسري، بل هو ديدن القائمين به، والفاعلين بعمد على استمرار التقاعس فيه، ذلك العمل هو إقرار الميزانية العراقية.

نعم..! الموازنة واحدة من الأعمال الصالحة التي أمرنا نبينا أن نعملها ونتقنها، أما عملها فهو إقرارها من قبل مجلس النواب، وأما إتقانها فهو تسيير مفرداتها بما يصب في صالح الوطن والمواطن، ويخدم شرائح المجتمع التي طال بها سبات الانتظار. ولكن يبدو ان الحديث النبوي الشريف، ليس له صدى في التنفيذ حين يتعارض مع مخططات البعض، ونيات البعض الآخر. إذ نرى ان الإرجاء والتأجيل هو سنّة متبعة لدى رئيس وأعضاء المجلس، وأهم ما يسوفون بمواعيد قراءته ويماطلون بإقراره هو قانون الموازنة، رغم صيحات القاصي والداني، فضلا عن صيحات المواطن الذي بات يرزح تحت ثقل تأخير إقرارها. فإن كان من المعيب أن يُستحَث الإنسان على فعل الخير حثا وكأنه مجبر عليه، فمابال فعل الواجب لو تماهل وتقاعس فيه؟ وكيف يكون الحال إذا كان هذا التلكؤ متعمدا ومقصودا؟

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات