اظن انني سأبلغ الثلاثين من عمري بعد اقل من سنتين ولا ادري تماما ماذا حصل خلال كل تلك العقود الثلاثة التي عشتها غير الموت والدم والخراب والعدم ، قليل جدا ما رأيته من فسحة من الامل يمكنها ان تنقلني من مكان لأخر وربما قد تقلل من حجم الدمار الذي اجتاح روحي ايضا .
التأمل لفترة معينة او طويلة فهو غير مجدي ،سواء كان الاستغراق بالماضي المؤلم او المستقبل المجهول ، ومع كل هذا ماذا يعني ان تكون فردا في بلد لايرغب بك ، ومع هذا كل يوم تقاتل للدفاع عنه ، تقاتل بأفكارك واراءك من اجل اعتقادك بأن مايأتي سيكون افضل .
ازعم ان الخراب سينتشر اكثر من اي وقت مضى ، لايرتبط الامر بمدى تشاؤمي ابدا لكن بحجم الاحلام التي احترقت كلها في سبيل وطن لم يقدم شيء ، احترقت كل اوراقنا امام هذا الفساد والنفاق الذي يجري ، امام هذه الكراهية ، كراهية بأسم الله وبأسم الدين وبأسم الانسانية وبأسم الوطن وبأسم كل شيء شرعي وبأسم الحياة ايضا.
ولأننا كما يبدو نقف بشهاداتنا وطموحاتنا في طوابير احتياطية كبيرة يأكل فيها الوقت والندم، اطلب من السيد رئيس الجمهورية الذي لايعرف المدينة التي اسكن فيها ، حسنا سأخبرك بها ، انا اعيش في مدينة تدعى الناصرية اظن انك سمعت بها سابقا ،تقع في جنوب البلد الذي تحكمه سيادتكم.
اطلب منك يا سيادة رئيس المحاصصة (الجمهورية) في العراق بأن توافق على منحنا مباركتك بأن توقع مذكرة تفاهم بين دولتك التي ترأسها وبين اي دولة كافرة وتتضمن هذه المذكرة بأن يتم تصدير لمن يرغب من الشباب في الخروج من العراق مقابل استيراد مواد غذائية للاخوة في احزابنا الاسلامية المباركة والمؤيدة بتأييد الله فهم المواطنون هنا ويستحقون ان تقدم لهم خدمة طيبة، لسنا نحن بالتأكيد.
اطلب منك ياسيادة الرئيس بأسقاط الجنسية العراقية على كل شاب يتم تصديره الى الخارج وعدم العودة مرة اخرى ، اطلب منك ايضا بأسقاط كل الشهادات الجامعية التي ينعم بها الشباب المتصدرين الى الخارج ، كما اطلب منك ان يتم تحويلهم في اسرع وقت في حال موافقته على ذلك .
اتمنى من كل قلبي ان توافق على طلبي هذا من اجل تخليص العراق من المشاكل التي يعاني منها ، خاصة وانه اتضح في السنوات الاخيرة ان اغلب المشاكل التي يعاني منها البلد هو بسبب تواجد هولاء الشباب وبالالاف وادعائهم للمدنية واقامت التظاهرات ضد النظام الديمقراطي العراقي العظيم! .
انا اول المتصدرين ايها السادة .
امنيتي ان اكون حائط او صخرة في احدى بلدان الله الكافرة خير لي من ان اكون مواطن في بلد اسمها العراق .