23 ديسمبر، 2024 5:24 م

لا عودة للعصملي …حتى ولو كان على اجساد داعش

لا عودة للعصملي …حتى ولو كان على اجساد داعش

دخلت تركيا ساحة الحشد الدولي ضد تنظيم داعش الارهابي ،  من اوسع ابوابه وهي الارض التي تقتقر لها الدول المشاركة  بالقصف الجوي ، حينما وافق البرلمان التركي  بالامس باغلبية ضئيلة على السماح لجيش بلاده   بدخول الاراضي العراقية والسورية  دون إذن ، ما يعطي لها حق المتابعة  والتصدي من جانب واحد لوقف الخطر وتحجيمه ..
 القرار الذي حدد البرلمان زمن سريانه لمدة عام واحد ، جاء باغلبية 298 عضوا من بين 550 هم كل اعضاء البرلمان  ، معلنا بدء مرحلة جديدة من التعرض الواسع المنتظر بعدما ايقن قادة الاركان في محور التحالف ان القصف الجوي لوحده  لن يكون بديلا عن التعرض على الارض،   بعدما تكشف لهم انه لم يحقق غاياته ، وهو ما يعني السماح لقوات الحشد البري الذي يتنامى حجمها ، استخدام اراضيها لمهاجمة اراضي الدولتين..
     العراق وعلى لسان رئيس الوزراء الدكتور حيدر جواد العبادي كان اعلن اكثر من مرة رفضه ومعارضة حكومتة لفكرة ارسال قوات برية للعراق ومؤكدا في تصريحات صحفية لوسائل اعلام غربية  ، قدرة القوات العراقية  على سحق داعش فيما لو تم تامين الدعم الجوي الكامل لها .. اصرار العبادي على الرفض، جاء  إثر  توصية غير ملزمة اطلقها  رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية مارتن دمبسي واثارت ردود افعال دولية ما دفع الرئيس اوباما الى انكارها  واعتبارها غير واردة في الحسابات الامريكية حاليا..؟..
        الخطوة التركية  تعد بنظر المحللين الستراتيجيين اكثر من خطيرة  ، لانها  ستشير مجددا الهواجس والشكوك من حول الدور التركي في المنطقة كاملا على خلفية ان معظم  بقاعه  كانت تخضع الى سيطرة الدولة العثمانية( العصملي ) قبل اكثر من مائة عام من الان .. وما يتبعها من صراع طائفي وايدولوجي تركي ايراني في المنطقة قد يجر قدم ايران الى المستنقع العراقي  علما ان تركيا لازالت تحتفظ بحق اعطته اتفاقية عراقية تركية في زمن النظام السابق ما يعطيها الحق  بالمتابعة وبناء سيطرات امنية داخل التراب العراقي ،ولكن ايران هذه المرة على ما يبدوا  لن تفلت من هذا
 الكمين المحكم وسستتعرض منشاءاتها النووية الى ضربات قد تشارك فيها امريكا واسرائيل  طالما ان اجواء العراق صارت مفتوحة ومباحة للجميع ..
    ولان امريكا لازالت تنظر بعين الشك وعدم الرضاء عن ارسال ايران منظمة خراسان الوجه الاخر للقاعدة الى سوريا عبر اراضيها ،  للتحضير الى ايلول آخر في امريكا ، ما دفعها  لتوجيه 40 صاروخ من طراز توما هوك للمنظمة التي كانت قد ضربت المدمرة كول في سواحل عدن وهاجمت مقارا حكومية في العراق وقتلت شخصيات متنفذة.. وينسب لزعيمها الفضلي صناعة  القنابل غير المرئية..
   إن اعطاء تركيا لنفسها حق التدخل وارسال القوات البرية الى داخل حدود دولتين مستقلتين  هما العراق وسوريا العضوتين في الامم المتحدة ودون موافقة حكومتيهما  يعد انتهاكا صارخا  لبنود القوانين الدولي، .من دون  اخذ اذن حكومتي البلدين وبعيدا عن اي قرارات دولية تجيز لها حرية الحركة واختراق سيادة البلدين .. في حدود مليئة بالثغرات تمتد لأكثر من 900 كيلومترمع سوريا وحدها.. ناهيك عن العراق ذو التضاريس الجبلية الوعرة..
  الخطوة التركية هذه  كانت متوقعة ومحسوبة بدقة ،  بعدما اصلحت تركيا من امرها في مواجهة شكوك كبيرة حامت حولها عن اسباب نأيها بنفسها بعيدا عن هذا الصراع الذي مزق جسد دولتين تحاددها دون ان تتحرك ..؟  ومرده أضواء مسرحية احتجاز داعش 46 من دبلوماسيها العاملين  في قنصليتها بالموصل قبل ان تتمكن من ترتيب امر اطلاق سراحهم المثيرة للانظار من الرقة عاصمة الخلافة الاسلامية لداعش بمقايضة لازالت تفاصيلها مجهولة.؟ 
     كل معطيات الصراع العسكري والايدولوجي  بالمنطقة ،  تشير الى ان حدته  آخذة  بالتوسع على ما يبدوا  بدخول تركيا المعارك على الارض   ، وهو ما سيدفع ايران للتدخل  كما علًمنا التاريخ !! وبشكل خاص في مناطق العراق الوسطى والجنوبية..  من هنا جاء التحذير الايراني على لسان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو واضحا ..من مغبة الاقدام على فعل قد يصعد التوتر في المنطقة بكاملها..   لكن   تركيا  لم ولن تعر التحذيرات الايرانية اي اهتمام ، لخطورة ما يحدث على حدودها الجنوبية ذات الاغلبية الكردية..؟
      وستتقدم تركيا بقواتها متى رأت الحاجة تتطلب ذلك وفي اي مكان وزمان .. وبدءا من كوباني  التي تطوقها داعش لتكسب الشريحة الكردية  في بلادها وقلعة جعبر قرب الرقة حيث مرقد جد الاكراد سليمان شاه الذي لازال يعتبر هذا الجيب ارضا تركية تحميه قوات تركيا داخل سوريا نفسها وقد تكون داعش مهيأة لتوجيه ضربة لتركيا باحتلالها له ضمن  صراع الارادات  واسترجاع تركيا لهيبتها التي ثلمت بعد اذلال داعش لافراد قنصليتها في الموصل ..الطريق الان بعد اطلاق يد الجيش التركي ، صارت مفتوحة لكل الاحتمالات ..