ان حاملي الفكر الديني المتطرف والغلو فيه تسيطرعليهم مشاعر عدوانيه تصل الى حد ارتكاب اعتداءات واعمال وحشيه بحق أي شخص يخالف معتقدهم وأفكارهم ولعب حاملي الفكر المتعصب والمتطرفين الدينيين على مر العصور التي مرت على البشريه دورا كبيرا في اثارة الفتن والحروب وماكان سقوط بغداد على يد هولاكو في عام 1258 الا بسبب الصراعات التي كان دائره حينذاك بين السنة والشيعه كما هو دائراً اليوم بينهم وكأن التاريخ يعيد نفسه .
لو اخذنا نظرة سريعه على تنظيم داعش وكيف ان اتباعه يحملون الكراهيه والتكفير لكل من يغايرهم الفكر المتطرف وكيف أصبحت اعدادهم تتنامى بشكل ملفت بحيث افادت التقارير الاخيره لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي آيه) أن التنظيم بوسعه جمع ما بين 20 ألفا و 31 ألفا و500 مقاتل في العراق وسوريا.
لافتا المتحدث بأسم الوكالة رايان تراباني أن التقديرات السابقة كانت تفيد بوجود 10 آلاف مقاتل للتنظيم في البلدين، ما يعني زيادة بنحو ضعفين أو ثلاثة أضعاف ويجتاح مساحات واسعه ويحصد نجاح تلو الاخر بسرعة مذهله . أن هذا التنظيم لم يلد في ليلة وضحاها بل انه نتاج سنين ماخلفته النزاعات السياسيه والدينيه الطائفيه في مجتمعاتنا والتي أفرزت شعب مريض أغلب مواطنيه يحملون الامراض و العقد النفسيه المعقده المرتبطة بالحقد والكراهيه لحالات العنف والاستبداد الذي تعرضوا له على يد الحكومات وبالتأكيد أن حكومه العراق تتحمل الجزء الاكبر من مسؤولية ما يجري اليوم من قتل وذبح وسبي وتكفير للعراقيين على يد تنظيم داعش فلولا الخصومات السياسيه وتخندقات كل كتله وحزب على جهة ما كان أدى الى ضعف أمني في البلد وفشل في أدارة الدولة بالاهتمام بمواطنيها وحقوقهم وعجزها في الحفاظ على التجانس بين هويات افرادها والتعايش بين متعددي الديانات والقوميات والمذاهب وتقبلهم للاخر , لم تساهم حكوماتنا في معالجة حالات الفقر والبطالة والجريمه التي تفشت والهجره التي توسعت دائرتها وهذه كلها اسباب فسحت المجال لمن حاول ان يستفيد من هذا الضياع والتشتت لكي يحقق مؤامراته في الداخل بتمويل ودعم تنظيم متطرف كتنظيم داعش التكفيري وبتواطئ مع عناصر من الداخل لاختراق حدود العراق والتغلغل في عمق اراضيه ليجد ان العراق ارضا خصبة جداً وعلى استعداد لكسب مؤيدين وأتباع له وبكل بساطة وسهولة فيخلص أحدهم الاخرويضرب بعضهم البعض وماأصعب أن يضرب الدين بالدين لكن هذه هي المؤامرة التي خـطط لها المـتأمرون
ماجرى في العراق على جميع المكونات بصورة متساويه لم يجري كما جرى للايزيديه على ايادي عناصر تنظيم داعش فلم تسبى نساء المكونات كما سبيت نساء الايزيديات واحتجزت اطفالهم ونالهم من القتل الجماعي دون رحمة والتشريد كون أننا من معتنقي الديانة ألايزيديه وأننا بمفهومهم المتطرف كفار
هنا أود أن أوجه أسأله الى عناصر وقيادات هذا التنظيم علنا نفهم
ماهو تعريف الكفر لديهم ومن هو الكافر وماهي المعايير التي يعتمدونها لتحديد ايمان الشخص او كفره وهل كل أمة الاسلام ستدخل الجنة دون حساب المجرم فيها والقاتل واللص والمنافق والسارق والمغتصب وخائن الامانة ووو … واذا كان كذلك فلماذا خلقنا الله عز وجل اقوام ومذاهب ولماذا جعل الاخرة ويوم للحساب ؟؟
مايهمني هنا أود التعريف بأننا نحن الايزيديه لسنا بالكفار لان كلمة كافر تطلق على الملحد الذي لايعترف بوجود الله
ومن يشرك به ومن يعتقد بوجود اله غير الله ولايؤمن بالجنة والنار
أما نحن الايزيديون فأننا أتباع النبي أبراهيم ( ع ) كاسر الاصنام والاوثان ومن أوائل الموحدين ولم نشرك به ولانعتقد بوجود اله غير سبحانه وتعالى, ديانتنا ايمانيه روحيه أي أننا نؤمن بأن علينا التوجه لله سبحانه وتعالى عن أيمان لايحتاج الى وساطة من بشر رسول كان اونبي فالطريق الى الله مفتوح وبالوقت نفسه فأننا نحترم كل الانبياء والاولياء والمرسلين والصالحين ولانكذب أو نستهين بأي نبي أو مرسل ولاأي كتاب أو حديث لأي معتقد ولانكره أي طائفة أومكون فلكل منا دينه ولكل منا معتقده مادام يعبد الله ولايشرك به ونحن نؤمن بيوم الحساب يوم يحاسب كل شخص عما قدم من اعمال ولايحاسب أو يـُسال عن نبيه أو دينه وهذا ماجاء في نص ديني لنا يقول ” يوم الحساب لكل البشر لن يسأل عن دينه اونبيه ولاعن كتابه بل سيٌسأل عن اعماله ويثاب عليها ” ولنا نص ديني اخر في كتاب الجلوة المقدس عندنا يظهر فيه عظمة الخالق عز وجل وقدرته حين يقول ( خلقت الموت والحياة..
أنا معكم في الجبال والصحارى والبحار .. أنا خلقناكم من نطفة… الشمس قطعة من نوري .. أذكروني في أفكاركم وقلوبكم )
صلاتنا على شكل أدعيه مرتين باليوم عند بزوغ الشمس وعند غيابها والصوم عندنا واجب ديني واخلاقي ندخل في الصوم بطلوع الفجر ونخرج منه بغروب الشمس تعاليمنا تدعوننا الى احترام الوالدين واطاعتهما والاحسان اليهما واجب
ان الشخص الايزيدي يتميز باخلاق هي مصدر قوتنا وفخرنا فنحن لانغدر بالصديق ونعز الجار ونكرم الضيف ونحمي المستجير و الدخيل ومن امن بنا بحفظ الامانه فالايزيدي مشهور بأمانته وشهامته ورجولته وقد كان قادة الجيش العراقي في الحروب التي مرت على العراق في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي يتخذون من العسكريين الايزيديه حماية لهم ومرافقين لهم ولعوائلهم لكون الايزيدي معروف عنه يحمل صفتين متلازمتين هما الشجاعه والامانه .
لاننطق شهادة الزور ولانقسم كذباً بالله ننبذ الفسق و الكذب والمكر والخداع نرفض المغرور والمتعالي ونكره المنافق نرفض شيلة الغيبة نحرم السلف نكره الغدر نحرم قتل النفس التي خلقها الله
تعاليمنا تدعوننا الى احترام الوالدين والاحسان اليهما واطاعتهما واجب .
اليست هذه كلها اعمال محببة عند الله ؟ اليست هذه كلها تعاليم كل الاديان والشرائع السماويه ؟ من هنا اود القول اننا لسنا بالكفار فلماذا تحللون قتلنا وأنتهاك اعراض النساء الايزيديات واستعبادهم لاشباع رغبات فيكم ورغبات أسيادكم الجنسيه وبيعهن في سوق الرق الستم انتم هنا تخالفون شرع الله في الاتجار بالبشر الاشبه بالاتجار بالمخدرات وتجارة السلاح وهذه كلها تجارات تصنف ضمن الجرائم الدوليه الغير قانونيه فكلها تجارة واعمال غير مشروعه هدفها الربح السريع ومرفوضه من قبل المجتمع لانها منافيه للاخلاق وتعاليم كل الاديان
أنتم تشوهون بافكاركم المتطرفه تعاليم دينكم فالاسلام لا يبيح استرقاق كل من خالف الدين لانه لاأكراه بالدين ولا يبيح السبي إلا للمحاربين المقاومين الذين يحاربونهم أما غير المحاربين فلا يجوز أن تسبى نسائهم او يعتدى عليهم بأي نوع من أنواع الاعتداء كالتعذيب والضرب والقتل فالاسلام الحقيقي جاء من أجل أن يسود العدل وتسود المساواة بين الناس لا من اجل الاستعباد والرق والعنصريه أنه نزل رحمة للبشرية كما في قوله تعالى ” وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ” ولم يقل رحمة للمؤمنين ولم يخص المسلمين بل رحمة لكل العالمين المؤمنين والغير مؤمنين .
أتقوا الله في تعاليم دينكم دين الرحمة والسماحه وفكوا قيد أسرانا من نساءنا الايزيديات اللواتي انتحر منهن الكثير لما يتعرضن له من انتهاكات وممارسات في سجون معتقلاتكم .