عندما كان المالكي رئيسا للوزراء, كانت العلاقات طيبة بأعضاء حزب الدعوة, وكلهم راضين عن الأداء الحكومي, بسبب تقاسم الكعكة من وزارات وموازنات؛ وعاشوا عيشة سعيدة!
يوم وليلة ويحدث انقلاب التغيير, ويتغير كل شي, فالكل يطالب المالكي بالتنحي, وبفضل المرجعية والخيرين من أبناء المرجعية, الذين دعوا للتغيير حتى قبل المرجعية, في العام (2010), فتنحوا عن سلطة عرفوا من بدايتها نهايتها.
اللاهثون وراء السلطة والكراسي, حاولوا جهد إمكانهم إفشال الحكومة الجديدة, من خلال وضع العصي في عجلة تقدم تشكيل الحكومة, حتى تكونت دوامات الصراع داخل أحزابهم, وبيوتهم, فعندما طالب الأديب بتنحي المالكي عن السلطة, ليس حباَ بالعراق بل سعيا وراء كرسيه, الذي لم يناله, فتوجه بأضعف إيمانه إلى وزارة السياحة, التي لم ينل فيها ثقة مجلس النواب, بسبب أن المالكي رد له الصاع, وطالب أتباعه بعدم التصويت له, فأنقلب السحر على الساحر.
علي الأديب وعند خروجه مسرعا من مجلس النواب, تعلو ملامحه علامات الغضب, متوعداَ المالكي بالرد, وربما الأمانة العامة لحزب الدعوة هذه المرة.
المالكي من جهة أخرى, كان قد حصل على شيء من السلطة, بعد قتال مرير لأجل منصب نائب رئيس الجمهورية, ودافعا رياض غريب لوزارة الداخلية, لتحويلها لفناء خلفي, يسرح ويمرح فيه أعضاء حزب الدعوة وأبناءهم, والإبقاء على عدنان سرنجة في منصبه, لكي يمد جذوره لأعماق سحيقة في الوزارة.
فشل غريب والأديب في مجلس النواب, هو خسارة للمالكي ولحزب الدعوة, وربح للشعب العراقي, وهو أيضاَ تحقيق لانتقام داخل أعضاء الحزب, لم تبد ملامح نهايته إلى حد الآن, وربما ينتهي بتشكيل تيار إصلاح آخر, بقيادة المالكي, أو الأديب هذه المرة.
هناك من يريد دخول هذه الحكومة أو إفشالها, لأنها إن نجحت ستفضح ما قبلها, وهناك من هو مدمن على إفشال الحكومة, لأسباب طائفية أو مآرب أخرى.
ملاحظة مهمة: الداعشي ليس بالضرورة أن يكون قذر, ذو لحية طويلة, عابراَ القارات لمجاهدة النكاح, بل يأتي بعدة أشكال منها: مرتديا أغلى البدلات, وراكبا افره السيارات المدرعة, وجالسا في أعلى المناصب التشريعية والتنفيذية.