هناك مسعى مثير للريبة من أجل إضفاء الجمالية المصطنعة و بمساحيق صارخة على الوجه البشع لجانب من المشهد العراقي من أجل جعله يبدو مقبولا و مناسبا لکل الاطياف و الفئات و الشرائح العراقية المختلفة، غير انه من الواضح أن هذا آمال هذا المسعى لتحقيق أهدافه و غاياته تکاد أن تکون مستحيلة، لأسباب و عوامل متباينة.
التصريح الاخير لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي و الذي أشاد فيه بالحشد الشعبي و وصفه بالعمود الفقري للقوات الامنية، يثير أکثر من علامة إستفهام و تعجب، لأن هذا الذي يصفه العبادي بالحشد الشعبي، هو بالاساس يعتمد على حشد من الميليشيات المعبئة و التي تم إعدادها على أساس طائفي و بناءا على إشراف و توجيه إيراني خاص، ومثلما هو معلوم فإن هذه الميليشيات تخوض حربها على جبهتين أحداهما داخلية ضد المکون الوطني من جهة و ضد الطائفة السنية من جهة أخرى، أما حربها الاخرى فضد عصابات داعش وان الحرب الثانية التي تخوضها من أجل تبرير و تسويغ حربها الاولى و من أجل ذر الرماد في الاعين و خداع المجتمع الدولي و التمويه عليه.
هذه الميليشيات العميلة و المشبوهة تقوم وبتوجيهات مريبة، بعلميات تصفية و إغتيالات ذات طابع إرهابي لکل رافض و متصدي لنفوذ و دور النظام الايراني المشبوه في العراق، وان إغتيال الضباط العراقيين الوطنيين و الکفاءات الوطنية الاخرى و تصفيتهم بطرق مختلفة من جانب هذه الميليشيات بل وحتى ان هذه الميليشيات تقوم بتصفية عوائل بأکملها من أجل التغطية على جرائمها الارهابية اللاإنسانية، وان زعم و إدعاء هذه الميليشيات العميلة بأنها تقاتل الارهابيين الداعشيين انما هو مفارقة في حد ذاتها، لأنهم اساسا لايختلفون عن الدواعش إلا بالاسم و الشکل لکن في الجوهر و المضمون فإن کلاهما يلتقيان في الماهية و المعدن الارهابي النتن.
الحشد الشعبي يکون معبرا و مجسدا لصوت و إرادة الشعب عندما يکون معبرا عن آمال و طموحات و إرادة کافة أبناء الشعب العراقي و الاهم من ذلك يکون هدفه وطني خالص وليس تنفيذ أهداف و غايات ترتبط بالنظام الايراني و مخططاته المشبوهة التي تستهدف ليس أمن و استقرار العراق وانما المنطقة کلها، وان السعي لإدراج هذه الميليشيات و ظهيرها الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة الارهاب، سوف يکون خطوة بالاتجاه الصحيح من أجل ضمان مستقبل السلام و الامن و الاستقرار في العراق.